الوقت- سيطر الجيش السوري، مساء الأحد، على طريق الكاستيلو شمال حلب، والذي يعد الشريان الرئيسي في ثان أكبر محافظات سورية.
وبذلك يكون قد قطع الجيش الطريق البري الوحيد الذي يربط الأحياء الشرقية لمدينة حلب والخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة، بالريف الشمالي للمدنية.
وأقر المسلحون عبر مواقع التواصل الاجتماعي: إن القوات النظامية قطعت طريق الكاستيلو بالكامل، عقب معارك مع مقاتلينا، وسط إسناد جوي مكثف.
وجاءت سيطرة الجيش السوري على طريق الكاستيلو ومعامل الليرمون، و منطقة الملاح في ريف حلب الشمالي بعد معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة، وبغطاء جوي من قبل الطائرات الروسية ودعم قوات المقاومة.
وبذلك ستتمكن القوات السورية بعد قطع الطريق على المسلحين، وعزل مدينة حلب عن ريفها، من بسط نفوذه على مدينة حلب بالكامل.
وترافق تقدم الجيش السوري مع استهداف الجماعات المسلحة أحياء في حلب، ما أدى إلى استشهاد 4 مدنيين وجرْح أكثر من 15.
من جهة أخرى، استعاد المسلحون بلدة كنسبا في ريف اللاذقية الشمالي، بعد أن قاموا بهجوم مضاد ضد مواقع الجيش السوري فيها.
وانتهت الهدنة في جميع المناطق يوم الخميس الماضي، والتي اعلن الجيش السوري عن تمديدها للمرة الثانية، حيث شهدت خروقات من قبل المسلحين سابقا من خلال وقوع قصف متبادل في عدة مناطق لاسيما حلب وادلب ودرعا.
وتشهد "الهدنة" بسوريا التي دخلت حيز التنفيذ في 27 شباط الماضي "انهيارا" في ظل تزايد انتهاكات المسلحين.
كما تمكن الجيش السوري اليوم الاثنين من صد هجوم للمسلحين على مزارع الجرف الصخري قرب مبنى الكاستيلو. وتقدمت وحدات من الجيش وبمؤازرة الدفاع الوطني في معامل حي الخالدية وتسيطر على 3 معامل جديدة بالمنطقة بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية.
وأحكم الجيش السيطرة على مباني كولونيز 4 و 5 في معامل الليرمون، وعلى منطقة المنشرة على محور الكاستيلو ويتابع عملياته الموسعة هناك.
وأكد مقاتل في فصيل مسلحي "ثوار حلب" لوكالة فرانس برس: تحاصرت حلب مئة في المئة. وأضاف: وصل الجيش السوري إلى الطريق وبات الآن على الإسفلت، ويضع الآن حواجز ترابية.
*الأسد: الكلمة للميدان، طوق حلب قريب
هذا وأكد الرئيس بشار الأسد ثقته بأنّ ما يقوم به الجيش وحلفاؤه في الميدان السوري، سيكون له الأثر الرئيسي في رسم مستقبل سوريا. وشدّد على أنّ دمشق لن تغيب عن الحوارات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، وإن كانت لا تعوّل عليها كثيراً.
أهمية طريق الكاستيلو
وتأتي أهمية طريق الكاستيلو في أنه آخر طريق كان يربط الأحياء الخارجة عن سيطرة الجيش السوري في مدينة حلب بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة في الريفين الغربي والشمالي، بينما يستغل المسلحين الأهالي المغرر بهم، وتزعم بأن نحو أربعمئة ألف مدني في الأحياء الخارجة عن سيطرة الجيش يعانون من تدني أوضاعهم الإنسانية. مع العلم بأن الجيش السوري بلغ أهالي المناطق التي سيطر عليها المسلحين في الأعوام السابقة بأنه مرحب بهم في المناطق الآمنة، وعليهم أن يغادروا المناطق التي سيطر عليها المسلحين خشية وقوع اشتباكات.
الى ذلك أكدت مصادر ميدانية أنه لا صحة لما يروجه "جيش الفتح" من أنباءٍ عن تسطير مسلحيه بطولات لاستعادة مبانٍ او مزارع سيطر عليها الجيش السوري في منطقة الكاستيلو شمال حلب. وهذه البطولات، ليست الا نسجٌ من الخيال لرفع معنويات المسلحين المنهارة، إذ لم يًسجل أي هجومٍ معاكس من قبل مجموعات "جيش الفتح" بعد تقدم الجيش السوري اليوم وسيطرته على ثلاثة مزارع غرب الجرف الصخري شمال مبنى الكاستيلو في شمال حلب.
وفي سياق خروقات الجماعات المسلحة لاتفاق وقف الأعمال القتالية، سقطت عدة قذائف صاروخية على حي الخالدية، وفي محيط مدرسة امرؤ القيس في حي جمعية الزهراء، ومحيط شارع الغزالي وجامع البخاري في حي الشهباء بمدينة حلب، مصدرها المجموعات المسلحة، أسفرت عن اصابات في حي الشهباء.
إلى ذلك، حققت وحدات من الجيش السوري تقدما جديدا من الجهة الجنوبية لمدينة داريا في الغوطة الغربية بريف دمشق تمكن على اثر ذلك من فرض سيطرته على عدد من كتل الأبنية السكنية بمسافة 300 متر جنوب شرق جامع نور الدين الشهيد عقب اشتباكات مع المجموعات المسلحة استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والقذائف المدفعية الثقيلة.