الوقت - قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن علاقات تركيا بأمريكا تزداد تشابكا و تعقيدا في أعقاب الانقلاب الفاشل في تركيا.
وأضافت الصحيفة إن هذه المحاولة الفاشلة التي قام بها فصيل من الجيش التركي جعلت علاقة أمريكا مع أهم حليفة لها في المنطقة في حالة من الغموض والتعقيد.
وأوضحت الصحيفة في تحليل إخباري كتبه "غريغ جافي" أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا فريقه للأمن القومي إلى اجتماع طارئ السبت لمناقشة تطورات الأحداث في تركيا، وأنه تابعها فورا من خلال الاتصال عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع مستشاريه للسياسة الخارجية.
وأضاف الكاتب أن مسؤولين كبارا في إدارة أوباما سرعان ما أدانوا المحاولة الانقلابية من جانب الفصيل العسكري المنشق للاستيلاء على السلطة في تركيا، وأن فشل الانقلاب انعكس إيجابا على أجواء البيت الأبيض و وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعتمد على تركيا بشكل كبير في قتال تنظيم داعش وفي توفير ملاذ آمن للاجئين الفارين من سوريا. ونسب إلى مسؤول كبير سابق في البنتاغون متخصص في شؤون الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد هو إيلان غولندبرغ قوله إنه تم تجنب سيناريو الكابوس، وأن تركيا ستبقى غير مستقرة وعرضة للقلق والمكائد العسكرية.
وأضاف الكاتب أن أردوغان وجه إلى المعارض المناوئ له الذي يعيش في ولاية بنسلفينيا بالولايات المتحدة فتح الله غولن رسالة غاضبة قال له فيها لقد شاركت في الخيانة بشكل كبير ضد هذه الأمة، فإذا كنت تجرؤ فعد إلى بلدك.
وقال الكاتب إنه من المرجح أن تتعقد و تتشابك العلاقة بين تركيا وأمريكا التي تشعر بالقلق إزاء تفرد أردوغان بالسلطة وإزاء تضييقه الخناق على قادة المعارضة داخل البلاد.
ونسب إلى المسؤول الكبير السابق في البيت الأبيض ديريك تشوليت قوله إنه يصعب أن نتوقع المزيد من الديمقراطية في تركيا في أعقاب هذه المحاولة الانقلابية، مضيفا أن العلاقة مع تركيا ستزداد تعقيدا.
وقال الكاتب إن أردوغان انتقد الولايات المتحدة منذ زمن لسماحها للمعارض الإسلامي التركي غولن -الذي يعتقد أنه مناوئ له- بالعيش في ولاية بنسلفينيا. وأشار إلى أن تشوليت قال إن لدى أردوغان هاجسا من أنصار غولن منذ سنوات، وأضاف تشوليت أنه حضر اجتماعا بوجود أرودوغان الذي قضى وقتا أكثر في الحديث عن أنصار غولن بالمقارنة مع حديثه عن خطر تنظيم الدولة.
وأشار الكاتب إلى أن غولن نفى هذه الاتهامات التي يوجهها إليه أردوغان، وأنه قال إن المحاولة الانقلابية ربما تكون مفبركة من جانب الحكومة التركية. وأضاف الكاتب أن وزير الخارجية الأميركي جان كيري قال إن الولايات المتحدة مستعدة للنظر في الطلبات التي تقدمها تركيا لتسليم غولن للمثول أمام المحكمة.
كما أشار الكاتب إلى أن المسؤولين الأميركيين والأتراك قضوا أشهرا وهم يناقشون مسألة استخدام القوات الجوية الأميركية لقاعدة أنجرليك في تركيا، وأن الأحداث الأخيرة في تركيا قد تلقي بظلالها على هذه المسألة الحيوية.