الوقت - تعيش حلب معركة استراتيجية بين الطرفين أي الجيش وحلفائه من جهة، والمسلحين من جهة أخرى. فيما يحاول المسلحون إعادة فتح معابر لطريق الكاستيلو، وهو ما لم ينجحوا فيه، سعوا أيضاً لإلهاء الجيش السوري عبر شنهم هجوماً على القسم الغربي من أحياء حلب، وهو ما لم ينجحوا فيه أيضاً. فيما يقوم المسلحون وبشكلٍ دائم، بقصف المدنيين رداً على هزائمهم.
استهداف المدنيين للتعويض عن الخسائر الميدانية
تواصل المجموعات المسلحة التغطية على هزائمها في الميدان السوري، باستهداف أحياء مدينة حلب الآمنة بالقذائف، ما أدى الى استشهاد أكثر من 60 شخصاً واصابة المئات خلال الستة أيام الأخيرة. وهو ما تقوم به المجموعات المسلحة، رداً على نجاح القوات السورية والحلفاء، في التقدم لحصار المدينة، لا سيما بعد السيطرة على طريق الكاستيلو. ومنذُ بدء العمليات العسكرية في المدينة مؤخراً، والمجموعات المسلحة تتلقى الخسائر واحدة تلو الأخرى، مما دفعها الى استهداف المدنيين ضمن المدينة بقذائف متفجرة عالية التدمير، خلفت اضراراً مادية جسيمة وشهداء وجرحى .
وقال رئيس الطبابة الشرعية في حلب زاهر حجو لوسائل الإعلام، إن عدد الشهداء بلغ منذ 8 تموز، 63 شهيداً بينهم أكثر من 35 طفلاً وامرأة، و480 جريحاً. مشيراً الى أن العدد الأكبر من الشهداء والإصابات كان في منطقة الفرقان وباب الفرج والجميلية.
وأشار المواطنون في حلب، الى أنه ومنذ ثالث أيام العيد وحتى اليوم، ما تزال تسقط قذائف همجية من العصابات المسلحة وتنهال عليهم من كل الجوانب، دون أن تستهدف مراكز عسكرية، بل بيوت مأهولة. فيما أكد المواطنون أنه رغم كل هذه القذائف فهم صامدون بفضل تقدم الجيش السوري على كل الجبهات في مدينة حلب. كما يُصر الأهالي على مواصلة حياتهم الإعتيادية كونهم باتوا متيقنين من أن انتصار مدينتهم بات قريباً خصوصا بعد الإنتصارات الاخيرة للجيش السوري والحلفاء. فيما يعتبر المواطنون أن فشل المجموعات المسلحة، هو ما يدفعها لفعل ذلك.
المسلحون ومحاولات ميدانية فاشلة
قام المسلحون بشن هجوم واسع على أحياء حلب الغربية، الخاضعة لسيطرة القوات السورية رداً على إغلاق الجيش طريق الكاستيلو الإستراتيجي، آخر منافذ المسلحين من شرق المدينة. فيما أشارت مصادر الى أن محاولات المسلحين، تهدف لإلهاء الجيش ومنعه من تحقيق الإغلاق التام لطريق الكاستيلو، بحثاً منهم عن بؤر للنفوذ، وفتح معابر جديدة. حيث أن الإغلاق التام للطريق، يعني تمركز الجيش هناك، وقطع آخر طرق الإمداد المتبقية للمسلحين نحو الأحياء الشرقية من المدينة ومنها إلى ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب وصولا إلى تركيا. مما سيجعل المسلحين محاصرين بالكامل.
فيما خرج محللون ليتحدثوا عن أن تخفيف الضغط عن جبهة الملاح وحندرات، لا سيما بعد أن بات المسلحون فيها بحكم المهزومين، أمرٌ قد يلجأ له الطرفان، مما يرجح حدوث تغييرٍ تكتيكي، على الصعيد العسكري، في الريف الحلبي. كما يسعى المسلحون وبحسب التقارير العسكرية، للتحضير لهجومٍ واسع ضد القوات السورية على عدة محاور عند نقاط التماس، كبستان القصر وسيف الدولة، في القسم الجنوبي من المدينة.
لكن مشكلة المسلحين، لا تكمن في الحصار المفروض عليهم فقط، بل في عدم قدرتهم على تحقيق إنجازٍ في الميدان الحلبي. حيث استطاع الجيش السوري وحلفاؤه أمس، تحرير كامل معامل الخالدية ووصلوا الى دوار الليرمون شمال غرب مدينة حلب.
وأفاد مصدر ميداني أن الجيش وحلفاءه حرروا معملي سرحيل ومكي في الخالدية وصولا لمنطقة السوق. واقتربوا من دوار الليرمون على مدخل حلب الشمالي بعد اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين، قتل وجرح فيها عدد كبير منهم. جرى ذلك بعد تحرير منطقة السادكوب وعدة كتل محيطة بمحور الليرمون، وتقدموا باتجاه حيِ بني زيد في محور الأبنية العربية حيث حرروا عدة نقاط بالمنطقة أيضاً.
محاولاتٌ لخرق سيطرة الجيش على الكاستيلو
ورغم الطوق الذي أحكمه الجيش على طريق الكاستيلو، يحاول المسلحون التسلل لشق المعابر هناك. فيما أفادت مصادر ميدانية، عن قتل وجرح عدد من المسلحين خلال تفجير الجيش السوري لعبوة ناسفة بمجموعة حاولت التسلل الى غرب الكاستيلو. فيما انسحب مسلحو حركة نور الدين الزنكي وعدد من الفصائل الأخرى من الجبهات الجنوبية لمزارع الملاح، بعد اَن صدَّ الجيش وحلفاؤه هجوماً ثالثاً للمسلحين على المزارع.
يبدو أن محاولات المسلحين تبوء بالفشل. فيما يتقدم الجيش السوري وحلفاؤه في الميدان الحلبي. وهو ما سيُشكل آثاراً جيوعسكرية على الميدان السوري بأكمله.