الوقت - تمضي أيام شهر رمضان المبارك مخلّفة ليالي من الطاعة والصبر والجهاد، وتأتينا بآخر أيام جمعتها لتذكرنا بالوصية المقدسة، وصية روح الله الخميني بضرورة تمحيص النفوس وتجديد العهد للقدس والقضية الأساس قضية فلسطين، فالعالم أجمع يعيش حالة من التغاضي غير المسبوق عن مظلومية هذه القضية وأهميتها في مسيرة الإسلام، لذا ونحن على أبواب توديع شهر رمضان واستقبال آخر جمعة فيه والتي تحتضن يوم القدس العالمي كان لا بد لنا ان نخصص حواراً مع أحد اعمدة هذه القضية أمين عام اتحاد علماء المقاومة سماحة الشيخ "ماهر حمود" لتناول بعض أطرافها وتنشيط الذاكرة الاسلامية قليلاً حول أهمية إحياء هذه المناسبة.
الوقت: في الوقت الذي تنشغل فيه الدول الإسلامية عموماً والعربية خصوصاً بمشاكلها والأزمات التي تحيط بها، أين تكمن أهمية يوم القدس العالمي؟
الشيخ حمود: "أولاً ينبغي علينا أن نعلم ان المؤامرة كبيرة على الأمة، وأمتنا باتت في حال من الترهل والإحباط جرّاء الهزائم المتتالية التي منيت بها، فبإصرارنا على الإحتفال بيوم القدس العالمي فإننا نقوم بهذا الإحتفال وما يرافقه من مواقف ندعوا الأمة إلى إعادة النظر في أوضاعها وإلى إعادة تصويب الإتجاه نحو فلسطين ونحو قضية الأمة، يعني بمعنى أو بآخر يبقى يوم القدس كشاهد على الأمة ينبغي دائماً ان نحافظ عليه، فلا يظهر وكأن المشهد كله في المنطقة لصالح التكفيريين أو لصالح الإسلاميين الإنهزاميين، لذا فهو من المواقف المهمة التي يجب المحافظة عليها."
الوقت: برأيكم ما هي مكانة يوم القدس العالمي في نفوس المثقفين والكوادر في عالمنا الإسلامي والعربي؟
الشيخ حمود: "نحن نعلم ان هناك انقساماً حاداً في الأمة وأن الأزمة المذهبية تأكل رؤوس الكثيرين وتغلق بصائر الكثيرين، ولكن بحول الله المثقفون الملتزمون بقضايا الأمة نراهم مهتمين بهذه المناسبة ويحيونها بكل احترام وحتى لو لم يشاركوا في هذه المناسبة إلا أنهم يحترمون هذا الإتجاه ويعتبرون انه ضروري للتأكيد على ثوابت هذه الأمة التي أصبحت منسية عند البعض."
الوقت: برأيكم لماذا اختار الإمام الخميني الجمعة الأخيرة لشهر رمضان لتكون يوماً عالمياً للقدس؟ وما دلالات ذلك؟
الشيخ حمود: "من الواضح أن الأيام الأخيرة من شهر رمضان هي أقدس أيام السنة وفق المفهوم الاسلامي طبعاً، وقضية فلسطين والقدس هي أقدس القضايا، وهذا نوع من الربط بين الأيام المقدسة والقضية المقدسة الأمر الذي يدل على بعد نظر ورؤية ثاقبة للأمور، وهو الأمر الذي ساهم باستمرار هذه المناسبة رغم الأزمات التي تعصف بالأمة باستمرار."
الوقت: برأيكم هل لدى هذه المناسبة المقدرة على احياء النفوس في الأمة وتذكيرهم بقضية القدس في الوقت الذي نرى العالم يميل للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي كما فعلت عدة دول اسلامية آخرها ما رأيناه من تركيا منذ بضعة أيام؟
الشيخ حمود: "لا بد لنا أن نبقى نحاول فالوضع ليس بهذه السهولة، وعلى كل حال نحن لم نتفاجأ بموقف أردوغان فنحن نعلم جيداً الأبعاد الحقيقية لشعاراته التي رفعها والتي ظهرت بأنها اسلامية، وظهر هذا السلوك المنحرف من خلال علاقته بالفتنة في سوريا ودعمه للتكفيريين، فالبعض تفاجأ بخطوة أردوغان ولكن ليس نحن، فكنا نعرف أن ما يحدث هو جزء من الخطة الموضوعة مسبقاً."