الوقت- کتب العضو السابق في الكونغرس الأمريكي وأحد المرشحين الجمهوريين الأربعة في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2012 "رون بول"، في مقال نشره موقع باکستر بولتن الإلکتروني قائلاً: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعتبر في سبتمبر الماضي خطته في مجال استخدام الطائرات بدون طيار في اليمن، نموذجاً ناجحاً من استراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية.
وأضاف: إنه سیستخدم النموذج اليمني في جهوده الرامية إلى إضعاف وبالتالي تدمیر داعش. ولكن قبل أسبوع واحد فقط سقطت الحكومة اليمنية بید أنصار الله الذین یقال عنهم بأنهم موالون لإيران. واضطرت السفارة الأميركية في العاصمة اليمنیة صنعاء علی إجلاء موظفيها وإيقاف أنشطتها. فإذا كان ممکناً اعتبار اليمن نموذجاً، فهو نموذج فقط علی أنه کیف أن التدخل الأميركي سیؤدي إلی الفشل الذریع.
وفي عام 2011، تدخلت أمیرکا ضد الدکتاتور الیمني القدیم علي عبدالله صالح، وأدی ذلك إلی وصول عبد ربه منصور هادي إلی السلطة في الیمن، والذي له علاقة صداقة أکبر بامريكا. وتسلم السلطة في عام 2012، وتحوّل سریعاً إلی مؤيد قوي لبرنامج الطائرات بدون طيار الأميركية في بلاده ضد المجموعة المعروفة باسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. لکن هادي أجبر علی الهروب من مکتبه في الأسبوع الماضي.
لقد فقدت امريكا قسماً من قدرتها الاستخباراتیة في الیمن، الأمر الذي سیجعل استمرار هجمات الطائرات بدون طیار أکثر صعوبة. مع ذلك أعلن البیت الأبیض في الأسبوع الماضي أن هذه الهجمات ستستمر کما في السابق رغم تفکك الدولة الیمنیة. وتأتي هذه التطورات في حین أن هذه الطائرات الأمیرکیة قد قتلت العشرات من المواطنین الیمنیین في الحد الأدني، ولکن حتی أولئك الذین تصفهم الإدارة الأمیرکیة بالمتطرفین، من الممکن أن یکونوا غیر عسکریین، وسبب ذلك أن إدارة أوباما تعتبر أي شخص مذکر في عمر التجنید في المنطقة المحیطة بهجوم الطائرات من دون طیار، الشخص المتطرف.
ألا یستغرب أحد لماذا بعد 14 عاماً من هجمات الطائرات من دون طیار ومقتل أکثر من 400 عنصر من القاعدة، مازال یبدو أن هناك الکثیر من هؤلاء موجودون علی الأرض؟ وکما ذکرت مجلة "سليت" الأمريكية في هذا الأسبوع: ماذا لو کانت هذه الطائرات من دون طیار نفسها جزءاً من المشکلة؟ وهذا سؤال جید یتعلق بقلب استراتيجية مكافحة الإرهاب الأمريكية.
وماذا لو کانت المشکلة بشکل عام متعلقة بالتدخلات الأمیرکیة، وهجمات الطائرات من دون طیار علی وجه الخصوص، والتي تحفّز العدید من الناس للالتحاق بالحرکات المناهضة لأمیرکا؟ وماذا لو کانت هذه التدخلات والسیاسة الخارجیة العسکریة التي ینتهجها الغرب، هي التي تدفع الناس بتنفیذ هجمات ضد المجلات والصحف؟ أي ضد أولئك الذین یحاولون إلصاق الإرهاب بالدول التي تعتبرهم معتدین وغزاة.
هذه هي أسئلة یخشاها المتدخلون أكثر من أي شيء آخر.
إن تفكك اليمن مرتبط مباشرة بسياسة هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية. وتفكك لیبیا مرتبط مباشرة بالتدخل العسكري الأميركي. والفوضى والدمار والقتل في سوريا يرتبط ارتباطاً مباشراً بدعم أميركا لتغيير النظام في سوريا. أفلا یوجد نموذج هنا؟ والدرس الذي نأخذه من الیمن لیس الاستمرار في السیاسة التي أدت إلی هذا الإخفاق الکبیر، بل هو إنهاء سیاسة خارجیة فاشلة تقتل المدنیین وتخلق التطرف وتحدّ من الأمن في المنطقة.