الوقت - مع تزايد الضغوط وموجة القمع والإعتقالات الجديدة التي تمارسها سلطات آل خليفة ضد شيعة البحرين منذ عدّة أسابيع والتي دخلت مرحلة جديدة بعد القرار المثير للإستغراب والجدل الذي إتخذته هذه السلطات ضد المرجع الديني وزعيم الشيعة في البحرين "آية الله الشيخ عيسى قاسم" والقاضي بسحب الجنسية البحرينية عن سماحته. حول هذا الموضوع أجرى موقع "الوقت" التحليلي-الإخباري حواراً خاصاً مع ممثل آية الله الشيخ "عيسى قاسم" وممثل الحوزات الدينية في البحرين، سماحة الشيخ "عبد الله الدقّاق، فيما يلي نصّه:
الوقت: برأيكم ما هو الهدف من الضغوط المتزايدة التي تمارسها سلطات آل خليفة ضد شيعة البحرين، خصوصاً الإجراء التصعيدي الأخير الذي إتخذته هذه السلطات ضد آية الله الشيخ "عيسى قاسم"؟
الشيخ الدقّاق: بإعتقادي إن هذا القرار صدر بإيعاز من الحكومة السعودية على خلفية الهزائم المرّة التي مُنيت بها الجماعات الإرهابية والتكفيرية المدعومة من قبل السعودية خصوصاً في مدينة الفلوجة العراقية على يد الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في هذا البلد، ويهدف هذا القرار إلى تشديد الضغط على شيعة البحرين وشخص سماحة آية الله الشيخ "عيسى قاسم" والقضاء على جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، وهي جمعية شيعية ومتصدية للمطالبة بالحقوق المشروعة للشعب البحريني. وأعتقد كذلك بأنّ قرار السلطات البحرينية بسحب الجنسية عن آية الله الشيخ "عيسى قاسم" يهدف أيضاً إلى إرسال رسالة إلى الشيعة في الجمهورية الإسلامية في إيران والعراق بأن ما قمتم به من تحرك ضد الجماعات المدعومة من قبل السعودية في الفلوجة وفي مدينة حلب السورية نواجهه بتحرك مضاد لكم في البحرين.
الوقت: يعني إنكم ترون أن قرار سحب الجنسية عن آية الله الشيخ "عيسى قاسم" له علاقة بالضغوط التي تمارسها بعض الدول ضد الجمهورية الإسلامية في ايران؟
الشيخ الدقّاق: نعم هذا ما أقصده وأعنيه بالضبط.
الوقت: من الناحية الحقوقية والقانونية، هل يمكن إسقاط الجنسية عن المواطنين في أيّ بلد، لمجرد الخلاف السياسي والمطالبة بالحقوق المشروعة؟
الشيخ الدقّاق: هذا الأمر غير ممكن من الناحية القانونية، ولكن في البحرين جميع السلطات هي بيد الملك "حمد بن عيسى آل خليفة"، وهذا القرار قد أتخذ بحق أكثر من 250 مواطناً بحرينياً بالإضافة إلى آية الله الشيخ "عيسى قاسم" الزعيم الديني للشيعة في البحرين.
الوقت: في الوقت الحاضر، ما هي أوضاع المواطنين البحرينيين الذين سلبت عنهم الجنسية البحرينية من قبل السلطات؟
الشيخ الدقّاق: بعض هؤلاء المواطنين لا زالوا في السجون والمعتقلات البحرينية، وقسم منهم تم إخراجه من البلد، والبعض الآخر لا زال في البحرين لكنه يعاني من مضايقات شديدة وكثيرة بينها الحرمان من العلاج وباقي الحقوق الإجتماعية، والكثير من هؤلاء قد جردوا من حقوقهم الدستورية والقانونية.
الوقت: برأيكم ما هي تبعات وتداعيات قرار سحب الجنسية عن آية الله الشيخ "عيسى قاسم" من قبل السلطات البحرينية والضغوط المتزايدة التي تمارسها هذه السلطات ضد الشعب البحريني، سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل؟
الشيخ الدقّاق: هذه الضغوط لن تزيد الشعب البحريني إلاّ إصراراً على المطالبة بحقوقه المشروعة، ولن تزيد شعلة الثورة الشعبية في البحرين إلاّ توقداً، وستتواصل هذه النهضة بروح ثورية ومعنوية عالية أكثر من السابق. واليوم نرى إن التظاهرات المنددة بقرار السلطات بسحب الجنسية عن آية الله الشيخ "عيسى قاسم" قد إنطلقت وقد إعتصم المواطنون مقابل منزل سماحته وهم يرددون الهتافات الحماسية والثورية ومن بينها "آية الله قاسم قائدنا، ولن نتخلى عنه طالما بقي فينا عرق ينبض" و "ثورتنا حيّة وباقية وستتواصل بقوة وثبات أكثر من السابق".
الوقت: برأيكم ما هو دور السعودية فيما يجري من أوضاع في البحرين؟
الشيخ الدقّاق: كل ما يجري في البحرين من تصعيد وضغط على الشعب البحريني إنّما يتم بتحريك مباشر من السعودية التي خططت مع سلطات آل خليفة للتضييق على الشيعة وشخص آية الله الشيخ "عيسى قاسم"، وفي الحقيقة إن هذا التحرك يتم بدعم بريطاني وضوء أخضر أمريكي.
الوقت: برأيكم ما هي الإجراءات والتدابير التي ينبغي أن يتخذها شيعة البحرين للخروج من هذه الأزمة؟
الشيخ الدقّاق: ينبغي مواصلة التظاهرات الإحتجاجية في داخل وخارج البلاد للتنديد وشجب الممارسات القمعية لسلطات آل خليفة ومواصلة الإعتصام مقابل منزل آية الله الشيخ "عيسى قاسم" والإعتراض بشدة لدى المنظمات الدولية وخصوصاً الأمم المتحدة التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى ذلك لابدّ من الضغط على سلطات آل خليفة من خلال المواقف المشرفة لعلماء الدين والتظاهرات الواسعة لمنع تواصل الإجراءات القمعية لسلطات المنامة ضد الشعب البحريني.
الوقت: ماذا يتوقع الشيعة من المنظمات الدولية والحقوقية فيما يتعلق بهذا الموضوع؟
الشيخ الدقّاق: نحن ننتظر من علماء الدين في النجف الأشرف وباقي البلدان أن يصدروا بيانات بهذا الخصوص، وأن تقام التظاهرات الشعبية الواسعة أمام مبنى الأمم المتحدة وسفارتي السعودية والبحرين في مختلف الدول لاسيّما الدول الإسلامية لدعم الشعب البحريني والتنديد بالممارسات القمعية التي تمارس ضده ومن بينها القرار الأخير ضد سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، خصوصاً ونحن نشاهد اليوم إحتجاجات كبرى في مختلف مناطق البحرين للتنديد بهذا القرار الجائر.