الوقت- حذرت الباحثة "Christina Lin" في مقال نشرته على موقع "Asia Times" ، من مساعي السعودية في نشر الوهابية في منطقة جنوب شرق آسيا، عن طريق سطوة المال.
وقالت الكاتبة التي عملت سابقاً في كل من وزارة الحرب الاميركية "البنتاغون" ومجلس الامن القومي كمختصة بالملف الصيني إن "على الولايات المتحدة قطع الصلة ما بين السعودية والوهابية اذا ما كانت جادة في موضوع مكافحة الارهاب"، وتحدثت عن ضرورة تفكيك "المجمع الديني- الصناعي" الذي يتألف من المساجد والمدارس الممولة سعودياً والتي تعمل "كمصانع للـ"جهاديين" تنتج الانتحاريين من افريقيا الى اوروبا و الآن آسيا"، على حد تعبيرها.
واستشهدت الكاتبة بما كتبه البروفيسور في مركز الابحاث السياسية في الهند "Brahma Chellaney" أواخر العام الماضي في مقالة حملت عنوان "حرب السعودية الزائفة على الارهاب"، حيث اعتبرت أن العقيدة الوهابية تشكل السبب الجذري للارهاب العالمي. كما أشارت الكاتبة الى تحذير "Chellaney" في مقالته من عدم فاعلية الحرب على الارهاب الا في حال تم ضبط توسع الوهابية.
وأضافت أن الرابط السعودي الوهابي لا يزال يلقن "الجهاديين الجدد"، مشيرةً الى أن "ذلك أصبح يطال منطقة شرق آسيا". ولفتت الى ما حصل في شهر أيار الماضي، عندما اعنلت الحكومة الماليزية تحت قيادة رئيس الوزراء نجيب رزاق دعمها لفرض قانون "حدود"، وهو قانون "شريعة" يعود الى القرن السابع يتضمن اجرءات عقابية مثل قطع الاطراف والرجم، محذرة من أن ذلك يهدد الديمقراطية والتعددية في البلاد. كذلك اشارت الى ان رزاق كان قد تلقى "هبة" سعودية بقيمة 681 مليون دولار في شهر نيسان ابريل الماضي.
كما استشهدت الكاتبة بما قاله الدبلوماسي الماليزي المتقاعد "Dennis Ignatius" في شهر آذار مارس من العام الماضي، حيث نبّه من "سعودة جنوب شرق آسيا" (Saudization of Southeast Asia)، ووصف الرابط السعودي الوهابي بأنه "التهديد الاكبر للسلام والاستقرار في العالم اليوم".
الكاتبة لفتت ايضاً الى ما تحدث عنه "Ignatius" لجهة "تشكيل الرياض كادراً من الاكاديميين ورجال الدين المدربين من قبل الوهابيين حول المنطقة، وكذلك لجهة المساعي التي تبذل خلف الكواليس بغية التأثير على سياسة الدولة وعلى الرأي العام".
وقالت إن كل ذلك أدى الى تغلغل "ثقافة التعصب والكراهية والعنف" في منطقة جنوب شرق آسيا كما هو الوضع في الشرق الاوسط، مشيرة في الوقت نفسه الى توجه الشباب المسملين من دول مثل اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والفلبين الى سوريا للالتحاق بالجماعات الارهابية".
وأشارت الكاتبة الى أن المفارقة بالموضوع هي أن المظلة الأمنية الأميركية تقوم بحماية وتمكين "الرابط السعودي الوهابي" في الوقت الذي "تزعم" فيه واشنطن أنها تقود المساعي العالمية لمحاربة الارهاب. ونبّهت الى انه من المنظار الآسيوي، فان الوهابية تعتبر السبب الجذري للارهاب في الغرب وكذلك الآن في آسيا. كما اضافت ان دعم واشنطن للرابط السعودي الوهابي ادى بالتالي الى تقليص شرعية الولايات المتحدة كالدولة القائدة في محاربة الارهاب.
وقالت ايضاً ان توظيف اميركا "للاسلام الراديكالي" كسلاح للاطاحة "بالانظمة التي لا تعجبها في افغانستان والعراق وليبيا والآن سوريا قد ادخل "الجهاد العالمي" الى المجتمع الدولي. كما أشارت الى أن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية في هذا الاطار بسبب دعمها للرابط السعودي الوهابي.
الكاتبة نبّهت ايضاً من ان الولايات المتحدة تدعم الاجندة السعودية بتحويل سوريا الى "امارة اسلامية" حيث تسلح وتمول جماعات مثل "احرار الشام" و"جيش الاسلام" التي هي "طالبان السورية"، وشبهت ذلك بالدعم الذي قدمته أميركا لحركة "طالبان" في افغانستان.
وعليه قالت ان "انضمام اميركا الى المساعي الهادفة الى اسقاط الحكومات العلمانية والتعددية واستبدالها بامارات اسلامية يطرح شكوكا حقيقة بما تروج له واشنطن بانها المدافع عن الديمقراطية والحرية في النظام العالمي الليبرالي".