الوقت- استهدفت الأعمال الارهابية مؤخرا , حافلة لبنانیة تقل عدداً من الزوار اللبنانیین لمقام السیدة زینب (علیها السلام)فی دمشق ، وأسفر الاعتداء عن استشهاد 6 زوار وإصابة 22 آخرین بینهم اثنان بحالة الخطر.
وفق حسابات "اسلامية" و"جهادية" على "تويتر"، ان المقاتل الانغماسي تبعا لمعجم المفردات التكفيرية, الانتحاري أبو العز الأنصاري سعودي الجنسية، فجر نفسه بواسطة "حزام ناسف".
من جهتها الناشطة الاعلامية المعارضة للنظام السوري "أمل القلمونية" نشرت عبر حسابها على موقع "تويتر"، صورة شاب يدعى أبو العز الأنصاري، مؤكدة انه منفذ العملية الانتحارية التي استهدفت باصا ينقل زوارا لبنانيين لمقامات في منطقة الكلاسة في دمشق.
الوكالة الوطنية للاعلام أفادت ان ارهابيين فجروا عبوة ناسفة تقدر زنتها ب 5 كلغ من المتفجرات، وضعوها في مقدمة الحافلة التي تحمل لوحة لبنانية وتقل زوارا شيعة.
العملية الانتحارية, في توقيتها وطبيعتها, تحمل بصمات اسرائيلية بامتياز, فقد ألمحت بعض المصادر أنه قد يكون لحادث تفجير سيارة في مدينة رحوفوت قرب تل أبيب قبل ايام ليلا، داخل الأراضي المحتلة عام 1948م والذي أدى الى سقوط مستوطن قتيل فيما جرح اثنان اثر الانفجار ولكن معلومات اخرى ذكرت اصابة الثلاثة بجروح , والافت انه جرى التعرض للحادث بشكل عابر ومثير دون اصدار تعليقات كثيرة حوله.
المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية اكتفت، في بيان لها بالأشارة، إلى أن الشرطة فتحت تحقيقا في الحادث، وأن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الحادث وقع على خلفية جنائية.
بينما موقع "والاه" الإسرائيلي أشار إلى أنها عملية اغتيال دون تحديد المستهدف.
أيا تكن الرسائل الخفية التي لم يستطع الاعلام الوصول اليها حاليا , فإن العملية التي طالت زوارا للعتبات المقدسة في دمشق, هي عملية قامت بها جبهة النصرة التكفيرية, التي اتهمها السيد حسن نصر الله بلعب دور جيش لحد السوري هذه المرة في منطقة الجولان.
يوما بعد يوم, تثبت القناعة اكثر, ان تحالفا قويا علنيا يجمع مجموعات التكفير بالكيان الاسرائيلي, فبعد تصريحات الحاخام الاسرائيلي مؤخرا على العلن بان داعش هي يد الرب ليحمي اسرائيل, لتأتي العملية الارهابية الاخيرة, فتؤكد أن الكيان الاسرائيلي قد أوكلت الى المجموعات التكفيرية لعب دور وكيل عنها في الساحات التي أصبحت تعجز هي عن التدخل فيها مباشرة.
التفجير الانتحاري يأتي ضمن سعي اسرائيلي لاعادة اختطاف بريق الخطاب الاستراتيجي الاخير الذي أطلقه السيد حسن نصر الله وضمن مسلسل التعديات الاسرائيلية التي تتخذ ستار الحركات التكفيرية الوكيلة عن الأصيل, لتوجه رسالة للحزب عبر استهداف الحافلة, التي ترجح مصادر مطلعة, عن اشتباه المنفذين بان الحافلة تضم عناصر من حزب الله تتوجه للقتال في سوريا, لأن الحملة تضم شبابا باغلبها بسبب خطورة المسار الذي تسلكه, وهذا ما كذبته هوية الشهداء التي شملت شبابا لا ينتمون الى الحزب بانتماء تنظيمي يخولهم المشاركة في معارك سوريا.
الحديث عن هجوم مزدوج من الجولان وشبعا على جنوب لبنان:
في موازاة هذا الاعتداء, يجري مؤخرا الحديث عن ايعاز اسرائيلي اعطي لتنظيم "جبهة النُصَّرة" لتقوم بهجوم كبير من منطقة القنيطرة السورية باتجاه بلدة شبعا اللبنانية، بهدف الوصول إلى تماس مباشر مع جنوب لبنان، لتبدأ هجوما شمالاً داخل الأراضي اللبنانية.
ووفق المخطط فإن هجوما عبر شبعا يصل الى القرى الدرزية في راشيا كفرقوق، عيحا، حيث من المتوقع حصول معارك عنيفة، إلا ان تخطي "النصرة" لتلك القرى سيجعلها على تماس مباشر مع قرى سنية، حيث تتوزع مخيمات النازحين السوريين في كل من القرعون وبر الياس، جب جنين، كفر زبد، الامر الذي سيؤمن للمجموعات المهاجمة بيئة حاضنة كبيرة تمكنها من التحصن في هذه القرى، والضغط عسكرياً على مدينة زحلة حيث التواجد المسيحي الشيعي.
وتلفت مصادر مطلعة أن نجاح مثل هذا الهجوم، سيحقق انجازين عسكريين للمجموعات المسلحة؛ الأول هو قطع طريق الامدادات من البقاع إلى الجنوب والعكس، وهو خط امدادات "حزب الله" من سوريا واليها، أما الثاني هو وصل مناطق نفوذ "النُصّرة" من القنيطرة الى الزبداني ومحاصرة العاصمة السورية دمشق من الجهة الغربية، وجعلها تحت النار".
في المقابل فإن الطرف المقابل يدرك جيدا هذا المكر الاسرائيلي ويتحسب له منذ زمن, ويعرف أن خلط الاوراق وختام الجولة لصالح المقاومة, قد أسكت الكيان الاسرائيلي علنا, لكنه فتح الباب على عمليات يتكفل بها الحليف الوكيل للكيان الاسرائيلي, المجموعات المسلحة التكفيرية.
وما يؤكد الفرضية لمواجهة قادمة في تلك المنطقة, هي الحشود التي تعززها النُصّرة وحلفاؤها في السلسلة الشرقية لتصل وفق تقديرات الى 14 ألف مقاتل، مقابل حشد آخر في منطقة القنيطرة، يترافق مع محاولة لإلهاء الجيش السوري في معارك وجبهات أخرى لدفعه لسحب جزء من قوته من هذه المحافظة، وهذا الأمر الذي يلتفت اليه الجيش السوري وحليفه جيدا.
من ناحية اخرى فإن "حزب الله" رصد محاولة لربط القوات الموجودة في السلسلة الشرقية مع القوات التي ستتقدم من جهة شبعا, ويفيد مصادر مطلع, أن تواجد كوادر الحزب التي استهدفت من قبل الكيان الاسرائيلي في الجولان مؤخرا, كانت تنجز خططا لمنع حصول هذا الهجوم الذي يعد منذ اندلاع الازمة السورية عبر التنسيق بين الجيش الاسرائيلي والمجموعات السلفية وكل ما رافق المرحلة من تحركات اسرائيلية في هذه المنطقة.
ويشير المصدر الى ان هذا المخطط قد تم تفعيله بقوة واتخذ منحى عمليا بعد الاحداث الاخيرة بايعاز من اسرائيل للمجموعات المسلحة التي فعلت نشاطها على الارض, ويضيف المصدر أن كلام السيد نصر الله حول تجربة جيش لحد كانت نابعة من معطيات كثيرة ولها ادلة وتهدف للتمهيد لما يحضر من مواجهة كبيرة قادمة مع هذه المجموعات, وتابع بأن الحزب والجيش السوري يدركون بوعي ويحتسبون لمكر اسرائيل وعملائها بكل دقة ويرصدون تحركاتها بكل تفصيل, ولن يقبلوا بأي شكل من الاشكال قطع طريق الجنوب ويعدون خططا من أجل منع حصول أي خرق وأن مفاجات تنتظر العدو الوكيل لن تكون أسهل وأقل من تلك المعدة للعدو الأصيل.
وفي مقابل استعدادات النصرة, لا يقف الطرف المقابل مكتوف اليد, بل اتخذت التحضيرات منحى عملياتيا, عبر عملية عسكرية يقوم بها الجيش السوري و"حزب الله" في محيط منطقة الزبداني وقوسايا بهدف محاصرتها، والتي تعتبر خطوة تمهيدية استباقية، ما يلغي سلفاً ما قد تحققه السيطرة على البقاعين لناحية محاصرة دمشق غرباً، ويجعل المهاجمين محاصرين من الجانب السوري من معدر وكفر يابوس وجديدة يابوس وهي قرى تقع غرب منطقة الزبداني".
اصرار اسرائيل على فرض واقع تسود فيه:
هي لعبة نارية, ما تزال حكومة نتانياهو تريد الخوض في غمارها متسترة بقناع الجماعات المسلحة التكفيرية العميلة, عبر تفعيل مخطط خطير يطال المقاومة التي خطت معادلة في الصراع قضت فيها على تطاول اسرائيلي عبر اعتداءات عديدة احتفظت فيها المقاومة بحق الرد, وردت وأذهلت !!
فما عملية التفجير في دمشق الا جزء من اعادة المحاولة من قبل الكيان الاسرائيلي لرسم خطوط مواجهة جديدة مع الحزب الذي انهكها, وتأتي فرضية هجوم من شبعا على مناطق البقاع الغربي, ضمن هذا السياق أيضا, فيما نسميه طموحات نتانياهو الصبيانية ..
هي الاستراتيجية الاسرائيلية المتكررة, حين يضعف الأصيل يأتي دور الوكيل. لكن عبثا تفعل, فعجز الأصيل عجز لوكيله, وقد أثبتت التجارب والواقع الذي عاشه الحزب في صراعه مع الكيان الاسرائيلي , أن ما لم تستطع ان تحققه اسرائيل بنفسها لن تحققه الجماعات التكفيرية التي تنهار تحت قبضات الجيش السوري وحزب الله في جميع الميادين من لبنان الى سوريا فالعراق.
نقول بالدليل, أن كلام السيد حسن نصر الله عن المجموعات التكفيرية بأنها تلعب دور جيش لحد, كان قليلا بحقها ومجحفا بحق جيش لحد, فجيش لحد المتعامل, كان الحامي للكيان الاسرائيلي, ويقوم بدور الدفاع في خط المواجهة الاول مع المقاومة, لكن المجموعات السورية, هي اشد حقدا وتعاملا, فهي لا تكتفي بالدفاع, بل تستعد للهجوم على المقاومة في عقر دارها مرة اخرى, وسابقا تم التحضر في القصير لتنفيذ المخطط لاقاه الحزب بهجوم استباقي افشل المخطط ويعود اليوم من شبعا وما ستحمله الايام القادمة عبر رسائل الجولان وبريده الناري ..
ولكن للمقاومة والجيش العربي السوري في الجولات القادمة, كلمات ومفاجآت لن يكون وقعها اقل من عملية شهداء الجولان الاخيرة ولن تكون حرارتها أقل من جمرات الرعد التي هطلت في يبرود والقصير.