الوقت - أختتمت في طهران قبل يومين فعاليات المعرض الثاني والمسابقة الدولية للرسوم المتحركة "أفلام كارتون" والرسوم الكاريكاتورية للهولوكوست بالإعلان عن أسماء الفائزين في هذه المسابقة.
وأقيمت المسابقة بمناسبة "يوم النكبة" الذكرى السنوية الـ 68 لإنشاء الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين السليبة، وشارك فيها 150 رسام كاريكاتير من 50 دولة.
وفاز بالمراكز الثلاثة الأولى في مسابقة "الرسوم المتحركة" كل من "زنون" من فرنسا و"جيتت كاستانا" من إندونيسيا و"محمود نظري" من إيران، فيما حصل كل من "آرش فروغي" و"هادي أسدي" من إيران و"شانكار بامارثي" من الهند على المراكز الثلاثة الأولى في مسابقة الرسوم الكاريكاتيرية.
وتنتقد الرسوم في الغالب ما تراه توظيفاً للمحرقة "الهولوكوست" من قبل الكيان الإسرائيلي لصرف الأنظار عن القضية الفلسطينية. وأغلب هذه الرسوم كان محورها رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو".
وجاء في إعلان الدعوة للمشاركة في هذه المسابقة ما يلي:
- اذا كان الغرب ليس له حدود في مجال حرية التعبير، لماذا لا يسمح إذن للباحثين بدراسة موضوع "الهولوكوست"؟
- لماذا يدفع الشعب الفلسطيني المظلوم ثمن "الهولوكوست" وهو ليس له أي دور في الحرب العالمية الثانية؟
- نحن قلقون تجاه جميع المحارق كالمحرقة النووية، المحرقة في العراق وغزة وأفغانستان وسوريا و...
وقال الأمين العام للمسابقة "مسعود شجاعي طباطبائي" في كلمة تلاها خلال حفل الإختتام: يبدو أن حرية التعبير لا حدود لها سوى أن تطال الهولوكوست، مشيراً إلى أن المسابقة لم تكن تهدف إلى إثبات حصول الهولوكوست من عدمه، وإنما أرادت أن تثبت عدداً من الحقائق.
وأضاف طباطبائي: يدّعي الغرب إلتزامه حرية التعبير، لكنه في الحقيقة لا يلتزم بها، متسائلاً: لمَ يجب أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمن الهولوكوست فيما لم يكن للفلسطينيين أي دور في الحرب العالمية الثانية؟ معرباً عن قلقه من أن تدفع شعوب أخرى في المنطقة ثمن مثل هذه الإدعاءات، كما يحصل الآن في العراق وأفغانستان وسوريا وغيرها من الدول. مشيراً إلى أن القائمين على المسابقة لا مصلحة لهم في إنكار المحرقة أو السخرية من ضحاياها.
وأوضح طباطبائي: عندما نشرت مجلة دنماركية رسوماً كاريكاتيرية مسيئة للرسول الأعظم (ص) إتخذنا موقفاً ورأينا أنه يمكننا الرد على هؤلاء بلغة الكاريكاتير، وأنهم في تلك الأيام أعلنوا بأنه لديهم حرية تعبير لامحدودة، ولذلك نحن قررنا إقامة مسابقة "الهولوكوست" الدولية لإختبار مزاعم الغرب بشأن حرية التعبير. وأضاف إن يوم "الهولوكوست" في الثقافة الغربية هو يوم الأكذوبة الكبرى، وبذلك نحن نريد أن نقول إن "الهولوكوست" هي أكذوبة كبرى من أجل إحتلال فلسطين.
وكشف طباطبائي عن عدد المشاركين في هذه المسابقة وبلدانهم قائلاً:
شاركت إيران بــ 106 فنانين، وإندونيسيا بـ 28 فناناً، والبرازيل بـ 23 فناناً وتركيا بـ 17 فناناً وفرنسا بـ 16 فناناً والصين بـ 13 فناناً ممن يطالبون بتحرير المظلومين، مشيراً في الوقت ذاته إلى ردود الفعل الشديدة التي أبداها رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إزاء إقامة هذا المعرض والمسابقة في طهران.
ولاقى المعرض ردود أفعالٍ واسعة بعد تداول العديد من المواقع لصور المعرض الذي تنظمه مؤسسات غير حكومية وينتقده الكيان الإسرائيلي.
وطالب رئيس الكيان الإسرائيلي برسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" بوقف أعمال المعرض وإدانة الدول المشاركة فيه، إلاّ أنه لم يحصل شيء من هذا القبيل، بسبب الإقبال الواسع الذي حظي به المعرض داخلياً وخارجياً.
وطالب نتنياهو أيضاً وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" خلال مكالمة هاتفية بالضغط على "إيرينا بوكوفا" المدير العام للمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" التابعة للأمم المتحدة من أجل إصدار بيان لإدانة هذا المعرض.
كما توجه سفير الكيان الإسرائيلي في الأمم المتحدة "داني دانون" إلى "بان كي مون" مطالباً إيّاه بإدانة هذه المسابقة، لكنه لم يتلق أي ردّ من المنظمة الدولية. ويتخذ الكيان الإسرائيلي "الهولوكوست" ذريعة لتبرير وجوده، فيما يعتبرها المراقبون معياراً ومحكاً أساسياً للتعبير عن حرية التعبير.
وفي وقت سابق أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن "الهولوكوست تحولت الى وسيلة بيد الصهاينة للتغطية على جرائمهم ضد الفلسطينيين، ويجب عدم السماح لهم بالإستمرار في إحياء هذا السيناريو".
وتجدر الإشارة إلى أن إقامة مسابقات ومعارض فنية بشأن "الهولوكوست" تفتح باب المواجهة ضد الحروب الناعمة التي يخوضها الكيان الإسرائيلي وحماته الغربيون لاسيّما أمريكا ضد الشعوب الإسلامية من خلال محاولاتهم الرامية لتشويه صورة الإسلام، إذ يصعب على واشنطن إسكات الأصوات المندّدة بالجرائم الإسرائيلية، خصوصاً بعد أن إرتفعت هذه الأصوات في الآونة الأخيرة في الكثير من دول العالم ومن بينها العديد من الدول الغربية والتي تؤكد جميعها على ضرورة نصرة الشعب الفلسطيني لإستعادة حقوقه المغتصبة في الأرض والوطن.