ترامب او المهرج حسب وصف الاعلام الامريكي وسياسته الداخلية والخارجية الى اين
الوقت-شهدت الآونة الاخير ازدياد الاستياء الشعبي العام من السياسية الامريكية التي يتبعها البيت الابيض على الصعيدين الداخلي والاقتصادي ولا يستثنى من هذا الاستياء الشعبي المتزايد حزب الجمهوريين الامريكي الذي يواجه مشكلة حقيقة في جذب اصوات الناخبين.
الاستراتيجية التي يتبعها الجمهوريين في الانتخابات الامريكية:
لقد اصبح جليا الاستراتيجية التي يتبعها الجمهوريين في الانتخابات الأمريكية والتي تقوم على عدم اخذ العبرة من الدورتين للانتخابات السابقة الامريكية حيث تأتي كلّ انتخابات رئاسية أمريكية بمفاجآت، ولكنّ حملة العام 2016 أتت بمخزونات تبدو غير متناهية من الصدمات والارتباكات السياسية لا بل والعنصرية وبشكل علني .
يركّز الجمهوريون أيضاً على الاقتصاد، متحدّثين عن الانتعاش ليس باعتباره ناجحاً، بل ضعيفاً وغير كافٍ حيث يتحدثون عن عدد الأمريكيين الذين لا يزالون عاطلين عن العمل وعدد أولئك من بين الذين وجدوا فرص عمل جديدة يكسبون مالاً أقل من قبل الركود في العام 2008 ويوضحون أنّ النمو الاقتصادي كان بطيئاً جداً وغير قادر على تشغيل الاقتصاد حيث يحاول الجمهورين بناء صلة مع المجموعة عينها من الأمريكيين – أولئك الذين لم يختبروا فوائد الانتعاش الاقتصادي. وفي حين يقول الديمقراطيون: "يمكننا أن نحقق لكم المزيد" ليواجههم الجمهوريون بالرد "لقد خذلكم أوباما".
الجمهوريين والسياسة الداخلية الاقتصادية :
أصبحت السياسة الخارجية الامريكية في الواقع موضع التركيز المهيمن على حملات مرشحي كلا الحزبين حيث يناقش الجمهوريون من منطلق أنّ قيادة الرئيس أوباما الفاشلة قد تسببت بالعديد من المشاكل التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، وجنوب شرق آسيا، والصين، وروسيا، وشبه جزيرة القرم، وأوروبا.
الانتخابات والكيان الصهيوني :
ويتسارع الحزبين بإرضاء الطفل المدلل عندهما وهو الكيان الاسرائيلي ليوجه الجمهوريون الاتهامات لأوباما ان العلاقات بين الولايات المتحدة والكيان قد تراجعت ولو قليلا و انهارت تحت إدارته وإنّ التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل واستقلاليتها ودفاعها ومصالحها ينبغي أن يشكّل جزءاً أساسياً من السياسة الأمريكية الخارجية. لا يختلف الديمقراطيون عنهم بالرأي كثيراً، إلا أنهم لا يعتبرون الرئيس أوباما مسؤولاً عن هذا التراجع .
واعرب ترامب مقاول العقارات والمرشح الجهوري عن دعمه الكبير للكيان الاسرائيلي كشريك عسكري واقتصادي حيث اعلن تاييده للتحالف الوثيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يؤيد أيضاً الهجوم الإسرائيلي الأحادي على إيران العدو الاساسي للكيان وافكاره الاستعمارية.
السعودية واموالها:
طالب ترامب بأن تتحمل دول الخليج كلفة إقامة ما سماه بمناطق آمنة في سورية مضيفاً أنّ الولايات المتحدة يمكن أن تساهم ببعض المساعدة في هذا الإطار واقر أيضاً إنّه على السعودية التعويض مالياً للولايات المتحدة كلما ساعدتها هذه الأخيرة في حماية مصالحها .
ترامب وتصريحاته العنصرية ضد المسلمين الامريكيين والفكر الاستبدادي العنصري وهوسه بالاموال
أحدث ما اتت به مخيلة ترامب، هو أن مرتديات الحجاب المسلمات يفضلن ذلك لأنه "يقلل من ضرورة استخدام مستحضرات التجميل" حيث قال إنه "شخصيا لا يفضل استخدام الحجاب أو النقاب."
لم تكن سخرية ترامب من المسلمات الهجوم الأول، فقبلها أعلن عن استعداده لإغلاق المساجد في الولايات المتحدة بل انه جاهر برايه بانه يرى أن العالم كان يمكن أن يكون أفضل لو حافظ الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين و معمر القذافي على السلطة في بلديهما.
تصريحات ترامب طالت أيضا حلفاء وجيران أمريكا، وحتى مواطنيها المنحدرين من أصول مكسيكية ولاتينية وفي خطاب لا يخلو من نبرة عنصرية واضحة، ونكوص عن أسس السياسة الخارجية الأمريكية المتبعة
فالحل الجذري لتهريب المخدرات من المكسيك، حسب ترامب، هو بناء جدار كبير ضخم بين البلدين، مشددا على ضرورة بناء جدار ضخم جميل، ودعا إلى أن تتحمل المكسيك كلفة الجدار لأن الميزان التجاري بين البلدين مختل لصالحها، ودعا إلى سحب القواعد الأمريكية من أوروبا وكوريا الجنوبية لأنها تكلف أمريكا مبالغ طائلة، وفي حال بقاء هذه القواعد فإن البلدان المعنية يجب أن تدفع لقاء ذلك. وفي المقابل اعلن إنه مازال يعارض قانون الرعاية الصحية للأمريكيين المحتاجين.
ويبدو أن المرشح "المهرج"، كما يحلو لكثير من وسائل الإعلام الأمريكية وصفه، بات واثقا من أن خطابه الشعبوي، وآراءه الساذجة للرد على التحديات السياسية الداخلية والخارجية والاقتصادية، تروق لمعظم سكان "بلاد العم سام".
وليس معروفا إن كان ترامب والمسؤولون عن حملته الانتخابية قد وجدوا ضالتهم لجذب الناخبين في ابتكار أسلوب جديد يخرج عن المألوف في طريقة التعامل مع العالم، أم أن التخبط ولد شعورا بأن نهج ترامب يختلف عن طريقة الليبراليين المرتكزة على القوة الناعمة للتأثير في العالم، ونشر القيم الأمريكية، وأسلوب القوة الخشنة الذي يتبناه المحافظون الجدد, ولكن المؤكد أن الأسلوبين لم يفلحا في تغيير النظرة العالمية حول دور الولايات المتحدة.
وتشهد الانتخابات الأمريكية مزايدات بين المرشحين الجمهوريين على العداء للمسلمين والمهاجرين بشكل
عام بغية الحصول على أصوات اليميين المتطرفين الذين زاد عددهم في الفترة الأخيرة.
اسباب الانتقادات الموجه لترامب من الداخل الامريكي:
* تعرض ترامب الى انتقادات لاذعه من داخل حزبه اثر قوله في احد خطاباته إن الضرائب على الأغنياء “سترتفع قليلا” بعد مناقشة سياسته الضريبية المقترحة مع الكونغرس وذلك في تعارض واضح مع دعم الجمهوريين التقليدي لخفض الضرائب على شتى فئات الدخل الامر الذي اضطره في ما بعد الى التراجع عن تصريحاته لينفيها قائلا إنه كان يشير إلى تعديلات محتملة في مقترحاته المتعلقة بالضرائب .
ليبرر تصريحاته على شبكة سي.ان.ان الاخبارية فيما بعد بالقول" ربما كان علي زيادتها على الأغنياء.. لن أسمح بزيادتها على الطبقة الوسطى.. الآن إذا قمت بزيادتها على الأغنياء فذلك يعني أنهم سيدفعون أقل مما يدفعونه حاليا. فأنا أتحدث عن زيادة بالمقارنة مع مقترحي للضرائب ".
* عدم قبول المحافظين الجدد لسياسة ترامب الخارجية حيث اقر الاخير في خطاباته على سياسة المرتزقة والقاتل الماجور حين قال علانية ان امريكا من الان فصاعدا لن تقدم أي "خدمات" على حد وصفه دون ان يدفع الطرف المقابل ثمن لهذه الخدمات الامر الذي رفضه المحافظين الجدد كيف لا والسياسة الامريكية تقوم على سياسة شراء الحلفاء وخاصة في الوطن العربي بينما جاهر مقاول العقارات ترامب بنهمة وعشقه الشديد للأموال.
* امريكا التي قامت على جماجم الهنود الحمر اصحاب الارض الحقيقيين برهنت على ذلك عندما جاهر ترامب العنصري بتصريحاته ضد جميع الاعراق في امريكا معلنا عنصريته العمياء فاصبح من كبار مثيري الجدل الاعلامي حينما دعا خلال تصريحاته والتفرقة بين البشر بحسب العرق والدين .