الوقت- لم تنجح الجلسات الخمس لمفاوضات الكويت، حتّى الساعة، في تثبيت وقف إطلاق النار رسمياً في اليمن، وذلك بسبب تمسك وفد الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي بتحليق وقصف الطيران السعودي.
لم يتحقق أي شيئ عملياً حتى الأمس، إلا أن التطور الأخير في الجلسة الخامسة التي إنتهت مساء أمس، تمثّل باتفاق على مقترح قدمه المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ بتثبيت وقف اطلاق النار لمدة 24 ساعة ينتظر أن يتم خلالها تعليق جلسات المفاوضات للتوثق من تثبيت وقف النار على أن يليها مباشرة شروع اطراف التفاوض في مناقشة القضايا السياسية المقترحة في جدول الأعمال.
التدقيق في تفاصل المفاوضات يكشف أن لقاءات الوفدين لا تزال حبيسة خلافات أساسية حول النقطتين المعروفتين: الوقف التام لخروقات التحالف السعودي، ومضمون جدول الأعمال. فبعد يومين من إصرار وفد الرياض على تحليق الطائرات السعودية وقصف التحالف للأهداف اليمنية، حاول وفد هادي، في اليوم الثالث، الخوض في جدول الأعمال الذي لا يزال موضع خلاف، الأمر الذي قوبل برفض من "وفد صنعاء" الذي جدد التشديد على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار أولاً بشكل نهائي.
ومع انتهاء الجلسة الثالثة يوم السبت، اتفق الوفدان على تكليف مندوبين من كلا الطرفين للتواصل والعمل مع غرفة عمليات لجنة التهدئة والتواصل لوقف تام لإطلاق النار وتسهيل عمل اللجان المحلية. وكان المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ قد أجرى اتصالات للضغط وتحقيق تثبيت التهدئة.
وفي الجلسة الرابعة التي عقدت صباح أمس الاحد استمع الوفدان إلى تقرير العضوين المنتدبين مهدي المشاط وعبد العزيز جباري حول ما انجز عبر لجنة والتنسيق بشأن وقف اطلاق النار في الجبهات الداخلية، فيما قدم وفد حكومة الرياض تقريرا حول ما أسماه خروقات خلال الــ 24 ساعة الماضية.
مزايدات إعلامية
النقاط الخلافية إنحسرت حتى الامس بالنقاط السابقة (وقف إطلاق النار، جدول الأعمال)، إلا أن مطالبة "وفد الرياض" من الوفد الوطني اليمني التعليق على حملة "التحالف" المستجدّة على تنظيم "القاعدة"، وكذلك التقدم بطلب إلى المبعوث الأممي يطالب بإصدار بيان مشترك بتأييد العمليات العسكرية التي يشنها تحالف العدوان على مخابئ القاعدة وداعش في محافظة حضرموت، ساهم في تاجيل الجلسة المسائية (الخامسة) من الساعة الرابعة حتى السابعة، مثيراً حفيظة "وفد صنعاء" الذي لاقى في الأمر إستفزازاً يهدف لتشتيت النقاشات في قضايا جانبية، ما يُنذر بتفاقم تعثّر المسار السياسي.
الطلب الجديد وضعته "أنصار الله" في خانة المزايدة، ولا سيما أن فريق الرياض نفسه رفض، في جولتي المحادثات السابقة في سويسرا، إدراج أي إشارة إلى تنظيمي "القاعدة" و"داعش" في جدول الأعمال، في تمسّك بحصر الأزمة بين التحالف السعودي وقوات الجيش و"أنصار الله". المستشار الاعلامي لوزير الخارجية في حكومة هادي مانع المطري علّق على موقف وفد صنعاء بالقول: "هناك خلافاً في وجهات النظر بين الأطراف المتفاوضة حول العمليات العسكرية التي تجري في مدينة حضرموت ضد عناصر تنظيم القاعدة، إذ يعتبرها ممثّلو المؤتمر الشعبي العام وحركة أنصار الله جزءاً من خروق هدنة وقف إطلاق النار".
الطلب الأخيركان محط سخرية من قبل الوفد الوطني حيث علّق الناطق الرسمي لجماعة انصار الله محمد عبد السلام عليه قائلاً: "أن يأتيَ طرفٌ ليطلب بياناً ضد حرب مزعومة تجاه القاعدة وداعش وهو بحدِّ ذاته من يرفض منذ بداية المشاورات السياسية وحتى الآن أن نضعَ من أولويات المرحلة الاتفاق على مواجهة تحدي القاعدة وداعش وتمددها في البلاد ويتهرب من ذلك حتى الآن، فليس مقبولاً منه أي موقف آخر ونعتبره موقفاً للمزايدة وتضييع الهدف الرئيسي للمشاورات وهو تثبيت ووقف الأعمال العسكرية".
وفد صنعاء: السعودية لم تحقق شيئاً من عدوانها..والهدنة لم تتحقّق
وفيما استمرت انتهاكات التهدئة الهشّة التي دخلت حيّز التنفيذ في العاشر من نيسان الجاري، اعتبر عضو المؤتمر الشعبي العام (ضمن الوفد الوطني) عبد الملك الفهيدي، أن على السعودية استيعاب أنها لم تحقق شيئاً من عدوانها على اليمن وأن الحل يكون بالسياسة فقط.
الى ذلك، اعتبر رئيس وفد حركة انصارالله الى المفاوضات اليمنية في الكويت محمد عبد السلام، أن استمرار الغارات على المدن اليمنية يؤكد أن وقف العمليات العسكرية هو مجرد كلام عار عن الصحة.
وفي تصريحات له من الكويت اكد عبد السلام أن مسار المشاورات اليمنية في ظل العدوان لن يختلف عن الجولات السابقة، بحسب قناة "المنار". وتابع: إذا لم يتم تثبيت هذا الالتزام عملياً على الأرض، فلا داعي لبحث مسائل أخرى.
وأكد عبدالسلام أنه "لم يتم التطرق (خلال المشاورات) إلى بحث موضوع الأجندة حتى اللحظة ويتم التركيز أولاً على وقف العمليات العسكرية".
ورداً على سؤال عن نظرة حركة "أنصار الله" إلى ما يحدث في الجنوب اليمني، أجاب عبدالسلام "الواقع أنه لا يوجد في الأساس حرباً على "القاعدة" أو "داعش" هناك، فهم (العدوان السعودي) من دعموها بمختلف أنواع الأسلحة والمال وبالغطاء السياسي، وإنما هذه الحملة تأتي في سياق المغالطات للرأي العام أن حرباً مزعومة تشن ضد "القاعدة" و"داعش""، ولفت الى أن "هذه الحرب هي سياسية يتم تحريكها وفق إحتياجات المرحلة ومتطلباتها وتأتي في سياق الصراع الداخلي وتغذية النفوذ الخارجي الذي يستهدف احتلال الجنوب وتدمير مقدراته ونهب ثرواته".