الوقت- نشرت مؤسسة "أمريكان إنتر برايز" تحليلاً بشأن قدرات إيران العسكرية وتأثيرها على ميزان القوى في الشرق الأوسط.
وجاء في هذا التحليل وهو بقلمي "فريدريك كيغان" و"جون ميلر" أن الأسلحة المتطورة التي إشترتها إيران أو ستشتريها من روسيا والتي تتضمن منظومة صواريخ "إس 300" وطائرات مقاتلة من طراز "سوخوي 30" وغيرها من صفقات الأسلحة ستحوّل إيران إلى قوة عسكرية كبيرة جداً، وسيكون من الصعب والمكلف جداً مواجهة هذه القوة من قبل أمريكا وحلفائها في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن منظومة صواريخ "إس 300" للدفاع الجوي وباقي الأسلحة والمعدات الحديثة التي إشترتها طهران من موسكو مؤخراً، تستدعي من أمريكا وحلفائها أن يكونوا على أهبة الإستعداد وعلى درجة عالية من الإنتباه لوضع خطط عسكرية استراتيجية جديدة تتناسب مع هذا التحدي.
ودعا التقرير كذلك القوات البحرية الأمريكية وقوات الدول الحليفة لها إلى إعادة النظر في كيفية نشر سفنها الحربية في مياه المنطقة، كما دعا الكيان الإسرائيلي إلى أخذ الحيطة والحذر من قوة إيران العسكرية التي غيّرت ميزان القوى لصالحها في الشرق الأوسط.
وتطرق التقرير أيضاً إلى ميّزات منظومة الدفاع الجوي المتحرك "إس 300" كنموذج بارز للقدرة العسكرية الإيرانية، مشيراً إلى أن هذه المنظومة قادرة على تحديد واستهداف الطائرات المعادية على بعد 120 ميلاً، ومن الصعب جداً كشف هذه المنظومة من قبل الرادارات المتطورة لما تتمتع به من قدرة كبيرة على التنقل من مكان إلى آخر، بالإضافة إلى الدقة الهائلة والسرعة الفائقة لصواريخ هذه المنظومة والتي تبلغ خمسة أضعاف سرعة الصوت، ما يجعلها سلاحاً فتاكاً بكل ما للكلمة من معنى.
وتجدر الإشارة إلى أن منظومة "إس-300" مجهزة برادارات قادرة على تتبع 100 هدف والاشتباك مع 12 هدف على مسافة 400 كلم في وقت واحد، وهذا النظام يحتاج 5 دقائق فقط ليكون جاهزاً للإطلاق، وصواريخه لا تحتاج لأيّ صيانة مدى الحياة.
وكان وزير الدفاع الإيراني العميد "حسين دهقان" قد ذكر في شباط / فبراير الماضي بأن طهران ستشتري أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار من موسكو تتضمن منظومة صواريخ یاخونت (Yakhont) المضادة للسفن ومقاتلات قاذفة من طراز "سوخوي-30 " ودبابات من طراز " T-90" وأسلحة ومعدات عسكرية أخرى، فيما أكد "علي أكبر ولايتي" مستشار قائد الثورة الأسلامية آية الله السيد "علي الخامنئي" أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" قد وافق على هذه الصفقة.
والجدير بالذكر أن سرعة صواريخ "یاخونت" تفوق سرعة الصوت وهي قادرة على إستهداف السفن على بعد 180 ميلاً (280 كيلومتراً) وبدقة عالية. ويشير الخبراء العسكريون الى أن بإمكان هذه المنظومة أن تراقب حركة جميع السفن الحربية والتجارية في الخليج الفارسي ومضيق هرمز وباقي السواحل الإيرانية. ويعتقد هؤلاء الخبراء أن روسيا قد نشرت هذا النوع من الصواريخ في سوريا.
وخلال السنوات الماضية تمكنت إيران من صناعة وتطوير الكثير من الصواريخ الباليستية بينها "شهاب 3" التي يصل مداها إلى 1300 كلم. كما أجرت في الآونة الأخيرة تجارب ناجحة لإطلاق صواريخ (قدرF وH) التي يبلغ مداها 2000 كلم و 1700 كلم. وهذه التجارب لا تتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي 2231 الخاص بالإتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع مجموعة (5+1) في تموز / يوليو 2015.
وعلى الرغم من معارضة أمريكا وحلفائها الغربيين لبيع روسيا أسلحة متطورة إلى إيران، أكدت موسكو أنها ستبيع طهران المزيد من هذه الأسلحة، مشيرة الى أن هذا الأمر لا يتعارض مع بنود قرار مجلس الأمن 2231 الذي لايتضمن أي إلزام قانوني يمنع إيران من مواصلة تجاربها الصاروخية، ولا يطالبها إلاّ بالامتناع عن إجراء تجارب لصناعة أسلحة نووية أو إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
وتجري إيران في الوقت الحاضر مفاوضات مع روسيا لشراء جيل جديد من منظومة "إس 300" حسبما أعلن قبل أيام المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية حسين جابري أنصاري، مشيراً إلى أن هذه المنظومة قد خضعت لتغييرات وجرى تحسين خصائصها التكتيكية التقنية. وتتوقع طهران إكمال تسليم هذه الصواريخ في النصف الثاني من العام الجاري.