الوقت- لطالما شکل نظام التصويت المعتمد داخل اروقة مجلس الامن غطاءا مهما لاسرائيل, حال دون اتخاذ قرارات تدين أو تواجه أي اعتداء تقوم فيه أمام مرأى الأمم المتحدة.
ساعد حق النقض الفيتو الولايات المتحدة على تقديم أفضل دعم سياسي للكيان الإسرائيلي عبر إفشال صدور اي قرار من مجلس الأمن يلزم "إسرائيل" بضرورة وقف احتلال الأراضي الفلسطينية وأعمال العنف ضد الشعب الفلسطيني أو إفشال أي قرار يدين "إسرائيل" باستخدام القوة المفرطة وخصوصا في حرب لبنان 2006 وقـطاع غـزة في نهاية عام 2008 ما أدى إلى الشك بمصداقية الأمم المتحدة بسبب الفيتو الأمريكي.
القرارات الجديدة التي قوبلت ب فيتو امريكي:
النتائج المؤلمة من الفيتوات الأمريكية, رفض مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار طرحته المجموعة العربية بالأمم المتحدة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بحلول عام 2017, لعدم حصوله على عدد الأصوات اللازمة لتأييده، إثر استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) ضد القرار. وصوت ثمانية أعضاء من بين دول المجلس الـ15 بالموافقة على مشروع القرار، بينما عارضته الولايات المتحدة وأستراليا، وامتنعت خمس عن التصويت, من ضمنها بريطانيا.
يشار إلى أنه كان يتعين أن يحصل مشروع القرار على موافقة تسعة أعضاء على الأقل حتى يتم تمريره شريطة ألا تستخدم إحدى الدول الدائمة العضوية حق النقض (الفيتو) ضده.
ردود الفعل الأولية على رفض القرار:
أوساط السلطة الفلسطينية أبدت استياءها من رفض المشروع واعتبرته اعلان حرب في ظل انسداد أفق التفاوض وتعنت اسرائيل عبر استمرار الاستیطان والاعتداءات اليومية وسياسة التشدد وعدم الاعتراف بالحقوق الفلسطينية, وسط صمت دولي عموما ورعاية امریکیة خصوصا, معتبرة ان صمت بعض الدول يعتبر شراكة في الجريمة الكبرى التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
وصرح مسؤول الفلسطيني أيضا ان الإدارة الأميركية منذ البداية كانت "ترفض وجود نص واضح بأن القدس ستكون عاصمة للدولتين، فلسطين وإسرائيل"، كما ترفض مبدأ "مدة السنتين لإنهاء الاحتلال، وتريد الإشارة إلى الدولة اليهودية في مشروع القرار".
من جانبها، وصفت إسرائيل فشل مجلس الأمن بتمرير مشروع قرار يقضي بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية خلال ثلاث سنوات، بأنه "فشل ذريع لقيادة السلطة الفلسطينية"، وأن "على الفلسطينيين إدراك حقيقة استحالة شق طريقهم إلى دولتهم عبر ممارسة الاستفزازات."
وقال المندوب الإسرائيلي للاجتماع، إسرائيل نيتسان، إن " الفلسطينيين لا يهدرون أي فرصة للتهرب من المفاوضات المباشرة مع إسرائيل"، وأضاف: "لقد وضعوا مجلس الأمن أمام موقف مربك"، داعياً المجلس إلى وضع حد لما وصفه بـ"مسلسل الغباء الفلسطيني"، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
حول المشروع ونتائجه:
اتى هذا المشروع العربي في محاولة لانعاش واستنقاذ السلطة الفلسطينية التي تعاني من احتضار نتاج فراغ اصاب مشروعها الذي حملته طيلة سنوات, تناور فيه على نفسها وشعبها مع عدو يفترض أنها ادركت مستوى خطئها في التفاوض معه كل هذا الزمن وأن ثقتها بالعرب ولجوءها الكلي للدول العربية ليس مجديا, ولم يأت لفلسطين الا بالنكبة وان صح القول النكبات التي ما زالت تتكرر.
هي اخر طلقة في جعبة صياد جائع، أطلقتها الدول العربية والسلطة الفلسطينية اليائسة، لترتد وسط شماتة اسرائيل ووقاحة امريكا على رأس من يطلقها.
فلا امم حتى ولو متحدة لتسمع صرخة السلطة الضعيفة وتواجه الطفل المدلل الاسرائيلي ولا امريكا المنحازة في وضح النهار, ولا حكام الدول العربية الذين ترعبهم ثورات مصطنعة تشغلهم, ووحش داعش الذي خلقه الامريكي ليبتزهم, ولا اسرائيل التي لا تحترم ولا تهاب الضعيف, سيقدمون للقضية الفلسطينية ولمشروع السلطة التفاوضي بصيصا من نور يقارب أي حل ممكن ويعود لفلسطين بنتيجة أو يعيد أيا من حقوقها التي بيعت بثمن كراسي العرب وعروشهم.
الوضع السياسي الحالي, في تل ابيب قائم على اقفال باب السياسة والساحة العربية على فوهة بركان, ان لم تستبق الانفجار أي حركة سياسية أو تسوية تنفس هذا الاحتقان في المنطقة وتمنع الحرب قمة الصراع السياسي التي تظهر معالمها و كلما أقفلت التسويات والمفاوضات سبل الحل, سيكون الصراع المسلح الذي يعد قمة الصراع السياسي حدثا لا بد من أن يتصدر المشهد السياسي القادم الى المنطقة.
وسط هذا المشهد الحساس, هذا الانغلاق الاسرائيلي وفشل مشروع السلطة الفلسطينية, يزيد من رصيد حركات المقاومة في المنطقة, التي استطاعت ان تفرض احترامها على امريكا واسرائيل التي ترتعب لمجرد ذكر طيف من اطياف المقاومة في ساحات المواجهة, وترسخ في قناعة المتفكر المتبصر أن هذه الدولة المصطنعة ومن يعاونها ويرعاها انما هي مشروع استعماري استيطاني لم ولن يعترف بذرة من حقوق الشعب الفلسطيني, لأنها لم تقتلعه وتنفيه وتشتته لتعيد حقوقه على طاولة تفاوض. بل هي دولة اثبتت المقاومة بالدليل انها لا تحترم الا من يقاومها ويعاندها ويدفعها الثمن مقابل سياساتها الوقحة العدائية, وأن المنطق الوحيد الذي يردع عدوانها وطغيانها هو التصدي لجبروت صنعه صمت العرب عن حقوقهم وخوفهم, ان لم نقل الخيانة.
الکيان الاسرائيلي هو ذاك المفسد الذي لم يجد من يردعه فتجبر واستغرق .. اليوم تجده يرتعب ولا ينام خوفا من تزايد قوة وقدرات المقاومة وتراكم تجاربها التي تقترب يوما بعد يوم من الاستحكام بعنق الكيان السرطاني لتقتلعه.
مرة جديدة, شاهد آخر من مئات الشواهد, يحكي عن كذب الوساطات الأمريكية التي تساق اليوم عبر ادارة اوباما أنها لا ترعى التسويات والمصالحات, وتؤكد عوج القرارت الأممية التي لا ترى الا بعين واحدة.
هي اسرائيل التي يكفلها الأب الامريكي, يستمر كيفما تلونت ادارة البيت الأبيض بين ديموقراطي وجمهوري, لا فرق فمصالح الابن المدلل من ركائز وثوابت السياسة الأمريكية, وسط تآمر دولي يحكي قصة حاكم جائر تصدى للقضاء فما سيكون صنيعه !!
ليت امريكا البلد الراعي للتسويات والمسوق للحريات بوجه اوباما الضحوك, يلجم جماح ابنه المدلل الحقود اسرائيل, الذي يمنعه حقده وجبروته من أن يزين ويغطي حقده وافعاله التي يحرج فيها رعاته احيانا كثيرة, فهو لا يعرف كيف يستر أوساخه كما يحاول عبثا والده الامريكي اتقان فن التستر لكن دون جدوى, فعند كل مفصل سياسي لا يمكن فيه التجميل ولا تنفع فيه السواتر!!