الوقت - ۱۶ مارس ۲۰۱۱ التاريخ الذي لايمحى من ذاكرة الشعب البحريني الثائرأبدا. ففي هذا التاريخ قامت قوات الاحتلال السعودية بانتهاك سيادة البحرين وواصلت ما قامت به سلطة ال خليفة من عمليات اجرامية وحملات إرهابية وذلك بمحاصرة المدن والقرى ومداهمة البيوت الامنة بشكل قمعي و وحشي واعتقال المئات من النشطاء السياسيين، وصولا الى جريمتهما الكبرى حينما حاصرت دوار الشهداء (دوار اللؤلؤة سابقا ) واعملت آلة القتل والاجرام في الشباب المرابط الاعزل مما أدى الى سقوط العديد من الشهداء وعشرات الجرحى. الأمر الذي كشف وبحسب العديد من المراقبين أن الكيان الخليفي والمحتل السعودي لايختلفان في بشاعتهما و جرائمهما عن الكيان الصهيوني الغاصب.
اکثر من ثلاث سنوات ونصف مرت على انتهاك سيادة البحرين من قبل قوات الاحتلال السعودي ومازال الشعب البحريني حتى الان يقمع تحت نير هذه القوى الظلامية. ففي 2011 تحرکت قوات العار السعودية ولكن ليس لدعم الشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتال الصهيوني منذ حوالي 70 عام.... لا!!!. بل عبرت المدرعات العسكرية السعودية تحمل 1000 جندي سعودي و50 مركبة عسكرية قتالية وبمُسانـَدة بـ 500 رجل شرطة إماراتي، جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين تحت مسمى درع الجزيرة. جاءت هذه القوات لهدف واحد وهو قمع ثورة الشعب البحريني التي تفجرت ضد عنجهية ال خليفة وسلطتهم الاستبدادية الظالمة فأسقطت شرعية هذا النظام عبرالمظاهرات والمسيرات السلمية المطالبة بالحقوق العادلة والمشروعة للشعب البحريني، فبدل أن يتحررالبحرينيون من الامن الخليفاوي بدؤوا يرزخون تحت نير احتلال غاشم جديد متمثلا في قوات ال سعود. هذه القوات الجبانة التي تركت معركة الامة في فلسطين المحتلة لتستعرض عضلاتها على شعب أعزل مسالم أقصى تحركاته تمثلت بالتظاهر السلمي المشروع وعلى مرأى من وسائل الاعلام العالمي مطالبا بحقوقه المشروعة والمنهوبة منذ عقود ليس الا.
اهداف السعودية من احتلالها للبحرين:
اكد الشعب البحريني مرارا ان الثورة في البلاد نابعة من الداخل البحريني ومن العمق الوطني وهي ثورة وطنية سلمية بامتياز ولا دخل لها بطائفة أو مذهب ولا حتى بدين، بل هي حراك ضد الظالم من اجل المظلومين. وبناء عليه فان التدخل السعودي لا يمكن وصفه الا انه احتلال غاشم وخرق لسيادة وطن ينبغي ان يتمتع بالاستقلال الكامل وفق القوانين والاعراف الدولية. وكل أكاذبيه التي يسوقها لتبرير هذا العدوان الهمجي واهية ولا أساس لها من الصحة. والحقيقة أن النظام السعودي يخشى من حراك الشعب البحريني المجاور لان هذه الثورة السلمية عندما انطلقت امتد اثرها الى المنطقة الشرقية المهمشة والمظلومة في السعودية (القطيف والعوامية ) فاشتد عود المضطهدين في هذه المناطق وازداد صخب التحرك الشعبي هناك وهب الناس مطالبين بحقوقهم المسلوبة منذ اكثر من ثمانين عام، وامتد هذا الوضع الى العديد من مشيخات الخليج الفارسي التي تدور في فلك النظام السعودي. فاستباق الحراك الناشئ في داخل السعودية هو الهدف الاهم للاحتلال العسكري السعودي ممها حاولت وسائل الاعلام الممولة بالبترودولار طمس الحقيقة.
اضافة على هذا فان قوات النظام السعودي تسعى لتكريس غطرستها وقهرها لشعوب المنطقة واخماد شعلة الصحوة التي بدأنا نراها مؤخرا في عدد من هذه الدول لكنهم وعلى مدى اربعة اعوام تقريبا من التدخل فشلوا في تحقيق اهدافهم وها هو شعب البحرين والمظلمون في الداخل السعودي أيضا يزدادون عزما واصرارا على مواصلة حراكهم السلمي حتى تحقيق اهدافهم المشروعة واعادة حقوقهم المسلوبة رغما عن انف آل سعود وال خليفة ومرتزقتهم.
رأي الشعب البحريني في الاحتلال السعودي لأرضه:
يرى نشطاء المعارضة أن حمد بن عيسى آل خليفة "ملك" البحرين حينما وجه الدعوة للقوات السعودية من أجل دخول البحرين، فإنه قام بذلك لحماية نظامه وسلطته خوفا من تصاعد حدة المظاهرات والاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية المشروعة ليس الا. هذا الاحتلال الذي يضاهي الاحتلال الصهيونى لفلسطين دفع الـ 18 نائباً من حركة الوفاق للاستقالة من البرلمان السابق احتجاجاً على انتهاك الحرمات وقتل الأرواح الذى مارسه الاحتلال السعودي بهدف حماية نظام ملكي فاسد ويشبه إلى حد بعيد النظام الملكي السعودي التابع لأمريكا وإسرائيل منذ عبد العزيز بن سعود وحتى اليوم .
الى ذلك يرى الثوار البحرينيون أن مزاعم السعودية حول دخول قواتها الى البحرين والتي تتذرع بمواجهة التدخل الخارجي وحماية المنشات البحرينية هي كذبة واضحة وهي حجة مدحوضة بتقرير البسيوني الذي أعد بطلب من الملك ذاته والذي اكد عدم وجود أي تدخل خارجي في احداث البحرين خاصة من جانب ايران، وبالتالي يسقط هذا العنوان الذي ترفعه السعودية لتبرير غزوها للبحرين.
وفي هذا الصدد، قال رئيس رابطة شهداء البحرين أحمد أبو تاكي في وقت سابق إن النظام "قام بجلب جيش الاحتلال السعودي لمحاصرة واستباحة المناطق السكنية وإخماد الثورة التي حاصرته".
وفي سياق متصل قالت الصحافية سمر جابر إن دول الخليج الفارسي أوفدت قوات "درع الجزيرة ليس لمساعدة الشعب البحريني على عدوان خارجي، وإنما لمد يد العون لحاكم البحرين في عدوانه على شعبه وتطلعاته للديمقراطية والحرية".
وأكدت الناشطة البحرينية أحلام عون وليد الضوء على أن الثورة في البحرين مازالت مستمرة، وأن النظام كان يعتقد أن دخول قوات "درع الجزيرة المحتلة" في العام 2011 سوف ينهي وبشكل قاطع الحراك الشعبي، ولكنه تفاجأ بأن الشعب "كسر جدار الخوف ولا زال مستمرا في حراكه".
وفي نفس الاتجاه، يذهب عباس آل فاضل أمين عام "التجمع الديمقراطي الوطني الوحدوي"، إذ يعتبر أن النظام البحريني أقدم على استدعاء تلك القوات "لقمع شعبه في بادرة هي الأولى من نوعها" في العالم العربي والإسلامي، وكذلك في المجتمع الدولي، التي يستعين فيها النظام بقوات أجنبية لضرب حركة شعبية وتظاهرات سلمية.
هذه الثورة البحرينية التي ولدت من رحم المجتمع البحريني ومن واقعه السيء ومن ممارسات سلطات ال خليفة بتهمیش الشعب عن اتخاذ القرارات الوطنية والاستئثار بثروة الوطن وجلب القوات الاجنبية لقمع ابناء البحرين ستؤدي بطبيعة الحال الى مزيد من التدهورالحاصل اليوم، واستمرار السلطات البحرينية في رفض الحلول السياسية مع المعارضة، ولجوئها إلى الحل الأمني والاختباء وراء القوات السعودية المحتلة وجيش من المجنسين، إذا صح التعبير، في ظل غياب الضغط الغربي على المنامة لوقف القمع والصمت المطبق من المجتمع الدولي ومنظمة الامم المتحدة على السعودية لسحب مرتزقتها والالتفات الى معالجة الحراك في الداخل السعودي بدل من ابراز العضلات الفارغة على المسلمين في البحرين. كل هذا وذاك يشجع ال سعود وال خليفة على المزيد من الانتهاكات ولكن لسان حال الشعب البحريني يقول لحمد وعبد العزيز وأجهزتهما اسعوا سعيكم وجندوا مرتزقتمكم كما شئتم فقد علمنا التاريخ أن المارقين على أرادة الشعوب سيهزمون مهما طال حقدهم وما ضاع حق وراؤه مُطالب.