الوقت - من المقرر اليوم أن يُعقد في القاهرة دورة غير عادية لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية برئاسة الرئيس الدوري للجامعة أي الامارات. وستكون الجلسة من أجل انتخاب أمين عام جديد للجامعة، وكانت الجامعة قد أعلنت الاثنين الماضي على لسان نائب الأمين العام السفير "أحمد بن حلي" عن تلقيها مذكرة رسمية من مصر ترشح خلالها "أحمد أبو الغيط" لمنصب الأمين العام للسنوات الخمس المقبلة وذلك خلفا لنبيل العربي الذي قالت مصادر إنه لا يرغب بتجديد ولايته التي تنتهي في حزيران يونيو المقبل.
أما حول سيرة "أحمد أبو الغيط" وأبرز مواقفه خلال مسيرته فهذا عرض موجز:
هو من مواليد عام 1942 م. حائز على شهادة بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 1964. إلتحق بوزارة الخارجية المصرية عام 1965 حيث تنقل بين مناصب عدة فعام 1968 عين سكرتيرا ثالثا في سفارة مصر بقبرص وذلك حتى العام 1972 حين عين عضوا في مكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي. وفي عام 1974 عين سكرتيرا ثانيا في وفد مصر الدائم لدى الأمم المتحدة ثم رقي إلى سكرتير أول وفي عام 1977 شغل منصب السكرتير الأول لوزير الخارجية المصري. وعام 1979 عين مستشارا سياسيا للسفارة المصرية بموسكو. وفي عام 1982 عاد إلى مصر ليشغل منصب المستشار السياسي الخاص لوزير الخارجية وبعدها بعامين عين مستشارا خاصا لرئيس الوزراء. وفي عام 1985 عين مستشارا خاصا في وفد مصر بالأمم المتحدة ليعين بعدها عام 1987 مندوبا مناوبا لمصر لدى الأمم المتحدة. وفي عام 1989 عاد ليشغل منصب السكرتير الخاص لوزير الخارجية. وعام 1992 أرسل سفيرا لمصر إلى ايطاليا ومقدونيا وسان مارينو وممثلا لمصر لدى منظمة الأغذية والزراعة العالمية – الفاو. وعاد 1996 إلى مصر ليعين مساعدا لوزير الخارجية وذلك حتى العام 1999 حيث تسلم منصب مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة. وفي تموز يوليو من عام 2004 عين أبو الغيط وزيرا للخارجية المصرية في ظل حكم حسني مبارك وبقي في هذا المنصب إلى حين سقوط الرئيس مبارك ابان ثورة 25 كانون الثاني يناير 2011.
أما حول مواقفه السياسية خلال كل مسيرته السياسية وخاصة خلال تسلمه زمام وزارة الخارجية المصرية فقد كانت تتسم بالحذر إلا ازاء بعض القضايا التي تمس إيران إضافة إلى القضية الفلسطينية والعلاقة مع فصائل المقاومة. حيث يعتبر أبو الغيط من السياسيين والدبلوماسيين التقليديين الذين يتوخون الحذر في انتقاء كلماتهم ومن الذين يشددون على احترام القوانين والاتفاقات الدولية وانعكس هذا الأمر على أدائه السياسي وخاصة في الموضوعات التي تخص العلاقة بالكيان الاسرائيلي. وأبان سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في حزيران يونيو عام 2007 أعلن الأخير الإصرار على اقفال معبر رفح في وجه الفلسطينيين بحجة (اتفاقات دولية واعتبارات قانونية) كما أنه هاجم حركة حماس بشدة ابان العدوان الاسرائيلي على القطاع معتبرا أنه حذر الحركة من أن الكيان الاسرائيلي سيرد بقوة على أي عمل عسكري ضده. أما على الصعيد الايراني فلأبي الغيط مواقف وتصريحات حادة تجاه ايران. وابان ثورة 25 كانون الثاني يناير والتي أطاحت بمبارك قام بالرد على خطاب قائد الجمهورية الاسلامية السيد علي الخامنئي وعلى غير عادته الدبلوماسية (بشكل حاد) والذي اعتبر فيه أن الثورة المصرية انما أتت بسبب السياسة المصرية وعلى رأسها مبارك التابعة لـ"اسرائيل" وأمريكا. وكان رد أبي الغيط بأن ايران تتطاول على مصر وهناك أحقاد ايرانية اتجاه مصر ومواقفها السياسية. ورغم أن أبا الغيط قد غاب بشكل شبه تام عن الساحة ابان الثورة إلا أنه ظهر مؤخرا في مواقف تندد بما حصل للسفارة السعودية في طهران.
ختاما وبعد الاطلاع على سيرة أبو الغيط السياسية وبعض من مواقفه خلال مسيرته، يتبين السبب في اختياره في هذه المرحلة بالذات فهو صاحب المواقف والتصريحات المناوئة لايران والتي قطعت بعض الدول العربية علاقتها بها وزادت منسوب التوتر اتجاهها. اضافة إلى مواقفه التي تحمل في طياتها التأكيد على احترام الاتفاقيات والقرارات الدولية والتي من ضمنها اتفاقيات السلام مع الكيان الاسرائيلي وهذا التوجه يتلاءم أيضا مع توجه الدول العربية نفسها التي قطعت علاقتها بطهران والتي تسعى لتوثيق علاقاتها بالكيان الاسرائيلي. ولا يخفى على أحد أن السعودية اليوم هي الآمر الناهي في كافة الملفات العربية ولذلك ليس من سوء الظن إن قلنا إن أبا الغيط إنما سيكون مندوب السعودية وليس مصر في إدارة الجامعة العربية.