الوقت- قال رئيس مجموعة المصالحة في محافظة حماة (وسط سوريا) المقدم الروسي غيرمان رودينكو، أن أكثر من 30 بلدة في محافظة حماة السورية انضمت إلى المصالحة الوطنية، في وقت يجري الحديث عن بلورة اتفاق مصالحة كبرى في درعا جنوب سوريا.
وأشار المقدم رودينكو أن المصالحة في محافظة حماة تتم بوساطة مركز التنسيق الروسي بقاعدة حميميم للمصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا، وأضاف رودينكو "هذا العمل صعب وهش، وكل شيء يقوم على جوانب دينية وقومية، لكن عموما وقّعت 30 بلدة خلال عمل المجموعة بيانات الانضمام إلى العملية السلمية والمفاوضات".
وأوضح رودينكو أن الاتفاق الذي يعرض للتوقيع من قبل ممثلي السلطات المحلية ينص على عدم استخدام السلاح ضد الجيش الحكومي ومساعدة العملية السلمية والموافقة على عودة سلطة الدولة إلى المنطقة.
وفي محاظة درعا جنوب البلاد، ساهم وقف الأعمال القتالية، في بث الروح بملف المصالحات في المحافظة، وذلك في إطار الإعداد لمصالحة تحيّد العديد من القرى عن العمليات العسكرية وإعادة الحياة والخدمات إليها. ونجحت المرحلة الأولى في المفاوضات بتسليم نحو 1000 مطلوب أنفسهم للدولة السورية، بينهم عشرات المقاتلين من فصائل مسلحة.
وذكر مصدر مطلع على ملف المفاوضات لصحيفة الأخبار اللبنانية أنّ "الذين سلّموا أنفسهم هم من قرى أبطع ونوى والشيخ مسكين وانخل وكفرشمس"، مشيراً إلى أن العشرات منهم كانوا يقاتلون إلى «جانب جبهة ثوار سوريا ولواء حوران وفصائل أخرى".
وتحدث المصدر عن مشروع تسوية يشمل عدة قرى في منطقة حوران، تبدأ مراحله عند انتهاء فترة من يقوم بتسليم نفسه مع سلاحه، مشيراً إلى أنّ نجاح المفاوضات وبدء عملية التسوية يتوقفان بشكل أساسي على نجاح الهدنة المعلنة ومنع استغلالها من قبل تنظيم «جبهة النصرة» الذي يحاول عرقلة أي عملية مصالحة.
وفي السياق ذاته، أفاد مصدر عسكري سوري بأنّه في بادئ الأمر "وقبل ساعات من موعد استقبال من يريد الدخول في المصالحة، منعت جبهة النصرة في بلدة أبطع من قرر تسليم نفسه للجيش السوري من الخروج من البلدة"، وأضاف "خلال الاتصالات بين المحتجزين والقائمين على ملف المفاوضات، تمكّن الجيش من فتح منفذ، استطاع من خلاله هؤلاء الخروج باتجاه الشيخ مسكين"، مشيراً إلى أن ملف المفاوضات في أبطع لم يُحسم بعد نتيجة قيام مسلحي النصرة بعرقلة العملية التفاوضية التي تتضمن انسحابهم من البلدة ودخول الجيش إليها وتحييد المدنيين. وتحدث المصدر عن وجود نية من قبل القيادة العسكرية للجيش لتقديم كافة التسهيلات للوجهاء الذين يبذلون جهودهم في إنجاح المفاوضات وإتمام المصالحات التي تجنّب القرى العمليات العسكرية.
و أكد المصدر أنّ هناك قبولاً من قبل عشرات المقاتلين للدخول في تسوية، إلا أن هيمنة جبهة النصرة على مناطقهم تخيفهم من المبادرة حرصاً على حياة عائلاتهم. وبالعودة إلى ملف المصالحة في بلدتي أبطع وداعل، قال المصدر إنّ الوجهاء طلبوا فرصة لإقناع مسلحي النصرة بالخروج، وذلك بمساندة المسلحين من أبناء البلدتين الذين أيقنوا أنهم لم يعد بإمكانهم الحفاظ على مواقعهم في حال قرر الجيش البدء بعملية عسكرية نحوهما. وأكد المصدر أنّه في الأيام القادمة سنشهد نتاج عمل المفاوضات الذي سيشكل انعطافاً في الساحة الميدانية لمصلحة الجيش السوري الذي يعمل على حقن دماء الأبرياء وتحييد المناطق عن العمليات العسكرية، وصولاً إلى الحدود الأردنية.