الوقت-أكثر من 11 شهر على التوالي تعيش قريتي كفريا و الفوعة في ريف ادلب شمال سوريا حصاراً كاملاً، و رغم اتفاق الهدنة الموقع تحت رعاية الأمم المتحدة، لا تزال صواريخ الارهابيين تستهدف الحجر و البشر دون حسيب أو رقيب، و لم تكن عادلة طريقة تعامل الأمم المتحدة حيال هدنة كفريا والفوعة - مضايا، حيث تعيش المدينتين أوضاعاً اقتصادية و صحية صعبة. فكيف هو الحال في كفريا و الفوعة؟
شهادات كثيرة أدلى بها أهالي كفريا والفوعة أتت لتؤكد ضرورة الزيادة في الإجراءات والعمل من قبل الأمم المتحدة، علّها توفي الأهالي أدنى حقوقهم الإنسانية. وعلى رأس المطالب كان الوضع الصحي، حيث تحدثت احدى الممرضات في مستشفى الفوعة أن "الوضع في المشفى أصبح خطيراً و أن الوضع الصحي للمرضى من أسوء الى أسوء"، و أكدت الممرضة أن "جميع الأدوية تقريباً قد انتهت، و أبسط المعدات الطبية لعلاج الأمراض البسيطة ليست موجودة".
و بحسب أخر التقرير الصحية من مستشفى الفوعة، استشهد على الأقل 31 مريض يعانون من أمراض السكري و الضغط و الكلية، و ذلك بسبب النقص في الدواء، أيضا توفّيت الرضيعة "زهراء محمد حاج صالح" الأحد الماضي في مشفى بلدة الفوعة بسبب تعطل المعدات المخصصة لحماية الأطفال بعد الولادة و ذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن البلدة.
أيضاً من اهم المطالب التي يطالبها الأهالي من الأمم المتحدة، هو زيادة المواد الغذاية، حيث أن المواد الإغاثية التي دخلت البلدتين في الدفعة الثانية، كانت عبارة عن ثمانية عشرة شاحنة، ولكنها حسب ما شهده لا تكفي قسما من المحاصرين. و يعاني الأطفال من سوء التغذية و ذلك بسبب نقص في المواد الغذائية الأساسية كالحليب و الطحين و الأدوية و حقن الالتهاب، حيث يضطر بعض الأخصائيين في كثير من الأحيان الى قطع العضو المصاب و ذلك جراء النقص في الدواء، و قد لوحظ أيضاً ظهور حالات سرطانية في كفريا والفوعة مؤخراً.
و يؤكد سكان بلدتي كفريا و الفوعة أن البلدتان تتعرضان كل يوم لصواريخ و قذائف الارهابيين المتطورة و التي لم تنقطع من قِبل التكفيريين على المدنيين حتى في ظل الهدنة، وهذا ما لا تراه الأمم المتحدة راعية هذه الهدنة. و بحسب أخر التقرير الميدانية خلال الشهر الماضي، استشهد و جرح أكثر من 83 مواطن من سكان البلدتين و ذلك جراء صواريخ و قذائف الارهابيين. و لم تسلم المدارس التعليمة في البلدتين من قذائف الارهابين، حيث أكد المعلمون أن الارهابيون قاموا باستهداف المدارس في البلدتين مما اضطر ادارة التعليم الى تخفيض ساعات التعليم من سبع ساعات الى ثلاث ساعت يومياً.
و تعتمد مدينتي كفريا و الفوعة على الزراعة، الا أن الحصار الكامل الذي فرضه الارهابيين على المدينتين، و سرقتهم حوالي 70% من المحصولات الزراعية، و عدم وجود الامكانات الحيوية من ماء و كهرباء من أجل زراعة ما تبقى من أراضي، أدى الى فقدان مواد أساسية من السوق كالطحين و الخضار، و أكد أحد المزارعين أن المدنيين في المدينتين، سوف يموتون من الجوع ان لم تتدخل الأمم المتحدة لحل الأزمة.
على المقلب الأخر ارتفعت معنويات أهالي البلدتين بقرب النصر و التحرير، و ذلك بعد تحرير مدينتي نبل و الزهراء و الانتصارات المتتالية للجيش السوري و حلفائه في ريف اللاذقية و ريف حلب الشمالي و الجنوبي و الجنوب السوري و قرب الجيش السوري من البلدتين، فبحسب أخر التقرير الميدانية يبعد الجيش السوري عن المدينتين المحاصرتين حوالي 15 كلم. و أكد سكان المدينتين أن المدنيين بانتطار النصر القريب و لن يرفعوا راية الاستسلام مهما حصل.
و تجدر الاشارة إلى أن عدد سكان بلدة "كفريا" يبلغ حوالي 10 ألف نسمة، بينما يبلغ عدد سكان بلدة "الفوعة" حوالي 30 ألف نسمة، أي أن مجموع عدد السكان في المدينتين يصل إلى 40 ألف نسمة، ويعاني سكان بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب الشمالي من أوضاع إنسانية صعبة جرّاء الحصار الذي تفرضه الجماعا المسلحّة كـ"النصرة" و"احرار الشام" و"جيش الفتح" و داعميهم من آل سعود و آل صهيون منذ أكثر من احد عشر شهرًا.