الوقت- تعتبر حرب الخمسين يوما الاخيرة في قطاع غزة درسا لفصائل المقاومة الفلسطينية بأن الطريق الوحيد لانقاذ فلسطين امام الحلف الصهيوني هو الاحتفاظ بالعلاقات مع القلب النابض للمقاومة أي ايران وان تصريح رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل حول عزم الحركة على تعزيز العلاقات مع طهران هي تأكيد على هذا الدرس .
ويأتي هذا في الوقت الذي يظن فيه التيار التساومي الحاكم على السلطة الفلسطينية ان المبادرات الغربية العربية هي التي تؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وتؤكد حركة حماس على اهمية العلاقات مع ايران وقد قدمت كتائب القسام شكرها لايران اثناء العرض العسكري للكتائب في غزة يوم الأحد الماضي بمناسبة ذكرى تأسيس حركة حماس والتي عرضت فيها حماس صواريخها وطائراتها من دون طيار، ويقول خالد مشعل في هذا المجال ان حماس لم تقطع علاقاتها مع ايران ابدا وان ايران دعمت حماس لسنين متمادية ورغم تأثير الأزمة السورية على هذه العلاقات لكنها ظلت قائمة ولم تصل الى المقاطعة.
واشار مشعل الى الزيارة التي قام بها وفد من حماس مؤخرا الى طهران وقال انه سيزور ايران بنفسه ايضا، كما أكد مشعل ان حماس لم تتدخل في شؤون الدول العربية وتريد علاقات مع كل الدول العربية مضيفا بأن حماس لن تستسلم ولن تغير سياساتها لأنها تعرف التحديات التي تواجهها والمنطقة التي تعيش فيها.
وتؤكد حركة حماس انها لاتمنح الآخرين امتيازات تلحق الضرر بالمصالح الوطنية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وان البرنامج الرئيسي للحركة هو المقاومة امام المحتلين وتحرير المقدسات وحفظ الانجازات الوطنية وقتال العدو في صف واحد وعدم تغيير الثوابت رغم احتمال تغيير السياسات.
وفي سياق المواقف التي تدعو الى الفخر والاعتزاز قال القيادي في حركة حماس فتحي حماد إن مسألة تحرير الأسرى والوصول إلى صفقة باتت مسألة وقت فقط لما تملكه كتائب القسام من إمكانيات وكنز يجعل الاحتلال يركع من أجل الوصول إليه، وتابع أن حماس لا تبحث عن مستقبل سياسي لها مرتبط بمناصب أو مواقع سياسية، بل هي تبحث عن خيار أساسي يكمن في مواجهة الاستعمار والهيمنة الأمريكية والصهيونية عن المنطقة.
وأوضح حماد، أن هذا الخيار ينسجم مع تطلعات الأمة ومواقفها، وحماس حريصة على تطويره.
وقد اجبرت مقاومة حركة حماس كيان الاحتلال الصهيوني الى الطلب من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لاعادة خيوط العلاقات مع حماس والتوسط لتبادل الاسرى واعادة جثث الصهاينة القتلى في حرب غزة الأخيرة.
وفي مقابل هذه المواقف المشرفة لحركة حماس نرى بأن السلطة الفلسطينية لازالت غارقة في احلام المفاوضات وتسعى الى نيل الحقوق الفلسطينية من ابواب البيت الابيض الامريكي ودوائر القرار الاوروبية ومجلس الأمن الدولي واروقة الامم المتحدة التي لاتعمل الا لخدمة المصالح الصهيونية.
وفي هذا السياق قررت السلطة الفلسطينية طرح مشروع القرار الفلسطيني العربي لاقامة الدولة الفلسطينية للتصويت في مجلس الأمن الدولي بعد الاجتماع الذي عقد بين وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري والوزراء الأوروبيين يوم الثلاثاء، وقالت السلطة الفلسطينية انها سوف تقدم أي مشروع يتم الاتفاق عليه الى التصويت في مجلس الامن وفي حال فشل التصويت أو استخدمت أمريكا الفيتو فإنه سيصار إلى تحريك قرارات البرلمانات الأوروبية والعالمية.
وفي موقف يثير الاستغراب قررت القيادة الفلسطينية استمرار التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني، وقال مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الدينية محمود الهباش "إن الموقف الآن هو الاستمرار في حماية المصالح الحيوية للشعب الفلسطيني ولن يتوقف التنسيق الأمني ما دام فيه مصلحة فلسطينية وعندما يصبح ضد مصالحنا كلنا سوف نوقفه".
وهكذا تسعى السلطة الفلسطينية الى ابقاء موضوع الحقوق الفلسطينية في أروقة العمل السياسي فقط مع الامريكيين والغربيين والتحرك في دائرة الفراغ بينما تمد حركة حماس جسور العلاقات مع مكامن القوة في العالمين العربي والاسلامي للاستفادة من هذه القوة في الصراع مع الكيان الصهيوني .