الوقت – يبدو ان سلطات الکيان الإسرائيلي مصرّة على احتجازها للأسير "محمد القيق" وضربها بعرض الحائط جميع المواثيق والإتفاقات الدولية التي تمنح أي أسير حق الاضراب عن الطعام، وتعطيه حق العلاج وفك الأسر في حال تدهور حالته الطبية، وبإصرار الأسير "القيق" على اضرابه بكل قناعة، تدهورت حالته الصحية كثيراً مؤخراً وهناك مؤشرات خطرة حول تأثير هذا الإضراب على حالة الأسير الذهنية وحتى بقائه على قيد الحياة بعد اقترابه من عتبة الـ90 يوم في اضرابه عن الطعام، وكان لهذا عوارض متتالية عليه ما دفع قوات الکيان الإسرائيلي لنقله إلى أحد المستشفيات ولكن يبدو أن الأسير يحتضر ويعيش لحظاته الأخيرة وقد طلب لقاء عائلته لوداعها بسبب رفضه لأخذ أي مدعمات غذائية أو أملاح حتى، ما سبب له جلطات قلبية وهناك وساطات فلسطينية ليتمكن من رؤية عائلته.
الوقفات التضامنية
على أثر تدهور الحالة الصحية للأسير "محمد القيق " نظم عدد من النشطاء والسياسيين والصحفيين وبعض الفعاليات الفلسطينية وقفة احتجاجية، على سلالم نقابة الصحفيين الفلسطينيين، للتضامن مع هذا الصحفي الفلسطيني الأسير في سجون الکيان الإسرائيلي، ورفع المشاركون في الوقفة، لافتات منها "أسير الإعلام الحر، متضامن مع الأسير الفلسطيني، فلسطين عربية من النهر إلى البحر، أين العروبة"، مرددين هتافات منها "محمد قيق ما نسناك كل الشعب العربي معاك، المقاومة مش إرهاب، يا شعبية حمسكوا جهاد، يا كتائب أبو علي خلي الأرض تغلي غلي".
هذا وقال رئيس مجلس إدارة مؤسسة بيت الصحافة "بلال جاد الله"، إنهم أطلقوا حملة الكترونية للتعبير عن دعمهم للقيق وإيصال رسالته للمجتمع الدولي، داعياً الصحافيين الفلسطينيين إلى تفعيل هاشتاغ #الحرية_للأسير_الصحافي_المضرب_محمد_القيق في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، منوهاً أنّ "هذا أقل شيء يمكن أن نقدمه له، ونسانده بكلماتنا عبر تلك المواقع".
كما طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين "عيسى قراقع" سلطات الکيان الإسرائيلي "بوقف جريمة قتل الأسير القيق والإفراج الفوري عنه"، موضحاً أن "جسده المتعب أصبح لا يحتمل مزيداً من التدهور".
هذا وأعلن رئيس لجنة المتابعة العليا داخل أراضي 48 "حمد بركة" ورئيس الحركة الإسلامية الشيخ "رائد صلاح" وعدد من فلسطينيي 48، الإضراب عن الطعام تضامنا مع "القيق" وذلك في وقفة تضامنية أمام مستشفى العفولة حيث يرقد "محمد القيق" مضربا عن الطعام لليوم الخامس والثمانين احتجاجا على اعتقاله الإداري، ويناشد جميع الفلسطينيين تصعيد التضامن. ومساندةً لهذه الوقفة تظاهر ناشطون في مداخل البلدات العربية داخل أراضي 48 تضامنا مع "محمد القيق" تحت عنوان "نعم للجوع، لا للركوع".
كما زار خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ "عكرمة صبري" "القيق" برفقة وفد مقدسي، واقترح عليه فكرة الانتقال إلى أحد مستشفيات القدس وأعربوا عن ضرورة الافراج عنه لتدهور حالته الصحية واعتبروا أن معنويات الأسير عالية جداً وهو يعرف ما يفعل ولديه قناعة وإيمان بخطواته رغم خطورة حالته مع استمرار هذا الاضراب.
ويجدر الإشارة إلى أن "محمد القيق" صحفي فلسطيني، ومراسل قناة المجد الفضائية، يخوض إضربًا عن الطعام في سجون الکيان الإسرائيلي منذ حوالي 85 يوماً متتالياً. واعتقل "محمد القيق" من بيته الكائن في مدينة رام الله في 21/11/2015 عند الساعة 2:00 فجراً، حيث داهمت قوة من جيش الکيان الإسرائيلي بيته قبل أن يقوموا باعتقاله، وبعد تقييد يديه وتغطية عيونه، تم نقله إلى مستوطنة بيت ايل القريبة من رام الله، وترك بعدها في العراء حوالي 20 ساعة، ثم نقل لمركز تحقيق المسكوبية وبعدها الى مركز تحقيق الجلمة. وبعدها بسبب التعذيب وسوء المعاملة التي تعرض لها "القيق" قرر خوض الاضراب المفتوح عن الطعام.