الوقت - سافر وفد من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية إلى إيران قبل أسبوع وعلى عتبة الذكرى السنوية لإنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية بهدف المشاركة في إحتفالات ذكرى إنتصار الثورة الإيرانية وعقد اللقاءات مع مسؤولين إيرانيين ولاشك أن هذه الزيارة تتمتع بأهمية كبرى من حيث التوقيت وعدد القادة الفلسطينيين الذين حلوا ضيفا في طهران. وتشير الإعلام والمصادر الإيرانية أن الوفد تطرق في اللقاءات مع المسؤولين الإيرانيين إلى العلاقات الثنائية بين المقاومة الفلسطينية وإيران والدعم الإيراني للمقاومة والإنتفاضة الفلسطينية.
وشارك وفد الفصائل الفلسطينية وخاصة وفد حماس برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة "محمد نصر" ومسؤول العلاقات الدولية لهذه الحركة "أسامة حمدان" يوم الخميس الماضي في مسيرات الذكرى السنوية الـ 37 لإنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية في العاصمة طهران.
وكان ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في طهران "خالد القدومي" قد أعلن أن زيارة وفد حماس إلى طهران تأتي في إطار العلاقات الإستراتيجية بين الحركة والجمهورية الإسلامية الإيرانية ورغما عن بعض الإشاعات الإعلامية فإن العلاقات بين الجانبين متواصلة ولم تقطع أبدا وإن كبار المسؤولين في حماس يلتقون ويتباحثون مع المسؤولين الإيرانيين.
والتقى وفد الفصائل الفلسطينية الذي يضم علاوة على محمد نصر وأسامة حمدان، احمد عيسي، وماهر عبيد، وزياد نخالة الأمين العام المساعد لحركة الجهاد الإسلامي، وابو احمد فؤاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وخالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، وزياد الصغير أمين سر حركة فتح الإنتفاضة، وطلال ناجي نائب الأمين العام للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة، وفهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، وفرحان ابو الهيجاء مسؤول منظمة الصاعقة وعباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، التقى برئيس مجلس الشورى الإسلامي "علي لاريجاني" الذي شدد على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر الدفاع عن الشعب الفلسطيني واجبا شرعيا بالنسبة لها وأن هذا المبدأ من أهم القضايا الأساسية لدى إيران الإسلامية وأشار إلى الإجماع الموجود في البلاد في التضامن مع هذا الشعب المظلوم حيث تؤكد كل الأحزاب والتيارات السياسية في البلاد على ذلك. ويجدر الإشارة إلى أن بعض المواقع الإيرانية كشفت عن حضور عدد من قادة حركة حزب الله اللبنانية في إيران بالتزامن مع زيارة الوفد الفلسطيني.
وأكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي ضرورة توحيد صفوف الدول الإسلامية لدعم الشعب الفلسطيني مشيرا إلى الدعم الذي أعلنه قائد الثورة الإسلامية الإيرانية سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي لهذا الشعب المسلم. وأعلن لاريجاني إستعداد إيران لدعم أسر شهداء انتفاضة القدس وإعادة إعمار البيوت التي دمرها الکيان الإسرائيلي خلال الحروب الثلاث ضد قطاع غزة.
وأعرب رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني عن بالغ أسفه للممارسات التی أدت الی تحریف أذهان شعوب العالم عن القضیة الفلسطینیة موضحا أن بعض الدول الغربیة مثل أمریکا وبعض دول المنطقة عملت دائما علی وضع العراقیل أمام الترکیز علی هذا الموضوع. وتابع لاریجانی قائلا "ان ما یبعث علی الأسف هو أن بعض الدول في المنطقة بادرت الی زرع بذور الخلافات بین الشیعة والسنة واختبأت خلف هذه الخلافات في حين أن العدو هو الذي یقف خلف هذه المؤامرة للایقاع بین الامة الاسلامیة".
وأکد رئیس مجلس الشوری الاسلامي أن ایران الاسلامية تدعم الدول الاسلامیة دون الأخذ بعین الاعتبار المذهب الذي یعمل به ذلك البلد المسلم موضحا أن طهران اعتمدت هذا النهج في دعم الشعب الفلسطینی منذ انتصار الثورة الاسلامیة قبل 37 عاما .واردف یقول "ان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تقف الی جانب الانتفاضة الفلسطینیة وتدعم کل التیارات التی تقاوم الکیان الإسرائيلي ولذا فإن الواجب یحتم علینا بذل الجهود لاعتبار القضیة الفلسطینیة قضیة العالم الاسلامی".
كما التقى وفد الفصائل الفلسطينية أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي أكد بدوره على "أن الفتنة التي أثارتها الجماعات التكفيرية وحماتهم وفرت أمنا فريدا للکيان الإسرائيلي الغاصب. واضاف أن قضية فلسطين تشكل الخط الاساسي للصراع والمواجهة بين العالم الاسلامي والاستكبار والاستعمار، مؤكدا أن نشر الارهاب في الدول الاسلامية يهدف الى الحد من بريق القضية الفلسطينية وتهميش التصدي للکيان الإسرائيلي.
بدورهم قدم قادة فصائل المقاومة الفلسطينية خلال اللقاءات تقريرا عن أوضاع الشعب الفلسطيني والإنتفاضة والمقاومة في الاراضي الفلسطينية المحتلة وأشادوا بدعم قائد الثورة الاسلامية والحكومة والشعب الايراني للمقاومة، كما أشاروا إلى التجارب العديدة لعدم إلتزام الکيان الإسرائيلي بالوعود والمعاهدات مؤكدين إستعدادهم الكبير لمواصلة الإنتفاضة والمقاومة في مواجهة الکيان حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني.
وتطرق الوفد في قسم آخر من تقريره إلى وضع المخيمات الفلسطينية وأوضاع اللاجئين في هذه المخيمات في ضوء إستهدافها من قبل القوى التكفيرية وداعميها في إطار محاولات النيل من حق العودة. وقدم أعضاء الوفد الفلسطینی خلال اللقاء الشکر والتقدیر لمواقف المسؤولین والشعب الایرانی فی دعم الشعب الفلسطینی .
وتعدّ زيارة هذا الوفد إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ 37 لإنتصار الثورة الإسلامية دليلا على إستمرار الدعم الإيراني للفصائل الفلسطينية وخاصة فصائل المقاومة وعلى رأسها حركتا حماس والجهاد الإسلامي رغم الحرب الإعلامية من جانب أعداء محور المقاومة الذين يزعمون قطع العلاقات بين إيران وفصائل المقاومة وتوقف دعم طهران المادية والمعنوية لها. وتؤكد هذه الإستضافة الكريمة لفصائل المقاومة على موقف إيران الأصولي والعقائدي في دعم القضية الفلسطينية وفصائل المقاومة بغض النظر عن المذاهب واختلاف الرؤى في الشؤون السياسية.