الوقت- في زيارة مفاجئة وصل وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل الى العاصمة العراقية بغداد الثلاثاء، وقد اعلن الامريكيون ان هذه الزيارة تهدف الى الاطلاع على سير عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وافاد المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي أن هيغل سيلتقي قادة عسكريين اميركيين ليطلع منهم على الوضع، وقد صرح هيغل بتصريحات لدى وصوله الى العراق تكشف بعض النوايا الامريكية خلال المرحلة المقبلة في العراق وبعض اهداف هيغل من هذه الزيارة.
وفي تفاصيل الزيارة فقد أشار هيغل لدى وصوله إلى بغداد الى أنه باستطاعة الولايات المتحدة وحلفائها مساعدة العراقيين في القتال ضد تنظيم داعش، ولكن حكومة بغداد هي من سيتولى الحملة في النهاية وقال: "إنه بلدهم وسيترتب عليهم تولي ادارته إنهم الوحيدون الذين يتحملون المسؤولية"، مشيرا إلى أن واشنطن تقدم المشورة وتساعد في تدريب القوات العراقية.
وقد اجرى هيغل محادثات مع نظيره العراقي خالد العبيدي ومع رئيس الوزراء حيدر العبادي ، وطلب رئيس الوزراء العراقي من هيغل خلال اجتماعهما، تكثيف الضربات الجوية التي تستهدف مواقع داعش، وتوفير مزيد من السلاح والعتاد للقوات العراقية التي تقاتل تنظيم داعش على الأرض، وقال العبادي إن القوات العراقية تحرز تقدما كبيرا على الأرض، لكنها تحتاج إلى مزيد من القوة الجوية والأسلحة الثقيلة ، وأضاف عبادي أن تنظيم داعش بدأ يتراجع في الوقت الحالي وقدراته قد اضعفت.
هذا وستضاعف الولايات المتحدة عدد قواتها الى 3100 عسكري وقال الجنرال الاميركي جيمس تيري ان التحالف الدولي مستعد لنشر حوالى 1500 عنصر في العراق , ونفذ طيران الاميركي ودول التحالف اكثر من 1200 غارة جوية ضد معاقل المسلحين في العراق وسوريا منذ الثامن من اب/اغسطس , كما ارسلت واشنطن 1500 من قواتها الى العراق لتأمين حماية سفارتها وتقديم المشورة الى الجيش العراقي وقوات البشمركة الكردية.
وزيارة هيغل للعراق هي الاولى منذ توليه منصب وزير الدفاع في فبراير 2013. ومن المقرر كذلك أن تكون زيارته الأخيرة للبلاد قبل مغادرته منصبه ، فقد قدم هيغل استقالته الشهر الماضي، وذكر بانها جاءت عبر اتفاق مع الرئيس اوباما، لكنه سيبقى في منصبه إلى حين مصادقة مجلس الشيوخ على تعيين وزير الدفاع الجديد اشتون كارتر ، ويعتقد المراقبون ان الهدف الرئيسي لزيارة هيغل الى العراق هو انهاء مهمته في وزارة الدفاع الامريكية بزيارة الى بلد كان محط اهتمام الامريكيين بشكل كبير خلال الفترة الماضية حيث يحاول هيغل ايصال هذه الفكرة الى الرأي العام الأمريكي بأنه كان وزيرا متابعا لشؤون القوات المسلحة الأمريكية في الخارج وكان نشطا وقام بأداء مهامه بشكل جيد.
ويمكن من خلال مراجعة التصريحات التي ادلى بها هيغل لدى وصوله الى العراق ان نكتشف بعض النوايا الأمريكية وهي أن مستوى التدخل الأمريكي في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي سوف لن يرتفع وستكتفي الولايات المتحدة وحلفاؤها في التحالف الدولي باستمرار هجماتهم الجوية على تنظيم داعش بنفس الوتيرة الحالية دون تكثيف الهجمات او ادخال قوات امريكية كبيرة في هذه الحرب.
وعندما يصرح هيغل ان هذه الحرب هي مسؤولية عراقية بحتة فانه يقصد ان العراقيين هم وحدهم عليهم قتال تنظيم داعش الارهابي ويجب ان لايتوقعوا من الأمريكيين شيئا اكثر مما تقوم بها امريكا الآن وهذا يعني ان الضربات الجوية الامريكية على داعش والتي اثبتت فشلها وعدم تأثيرها ستبقى قليلة وللاستهلاك الاعلامي فقط .
ولم يقدم هيغل خلال لقائه بالمسؤولين العراقيين شيئا يذكر لهم بل ان قوله بان محاربة تنظيم داعش هي مسؤولية العراقيين وحدهم يعني ان امريكا سوف لن تساعد الجيش العراقي في الحرب على داعش وهذا خلاف الاتفاقية الأمنية التي وقعت بين الجانبين والتي الزمت امريكا بتقديم الاسلحة الى العراقيين في حال مهاجمة بلادهم من قبل الجماعات الارهابية.
وعندما يشير رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بأن القوات العراقية تحتاج إلى مزيد من القوة الجوية والأسلحة الثقيلة فهذا يعني طلب الدعم من الامريكيين في هذين المجالين لكن يبدو ان زيارة هيغل الى العراق لم تهدف الى تقديم مثل هذا الدعم وهكذا تبدو زيارة هيغل الى العراق مجرد استعراض اعلامي امريكي لاينفع العراق بشيء بل يكشف ان امريكا لاتريد فعلا هزيمة تنظيم داعش الارهابي.