الوقت- في الوقت الذي وجه فيه رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية دعوة لأردوغان لزيارة طهران، كان حزب العمال التركي يتلقى من وزارة العدل السورية دعوة لزيارة العاصمة السورية دمشق، ففي بيان له أشار حزب العمال التركي أنه بناء على دعوة من وزارة العدل السورية سيقوم وفد من حزب العمال التركي بزيارة إلى العاصمة السورية دمشق في الفترة من 28 نوفمبر الجاري وحتى الثاني من ديسمبر القادم.
وذكر "حزب العمال التركي" اليساري فى بيان صحفي له، أن الوفد يقوده السيد يونس سونر، رئيس مكتب العلاقات الدولية لحزب العمال التركي في تركيا يرافقه عدد من الصحفيين.
ويشارك الحزب في مؤتمر بعنوان "الإرهاب و الأصولية" وتنظمه وزارة العدل بالجمهورية العربية السورية ومن المقرر أن يلقي وفد الحزب خطابات أمام المؤتمر الذي تشارك به وفود ممثلة عن عدة دول، حيث يلقي سونر خطابا تحت عنوان "الحل الإقليمى: كيف ندافع ونوحد دولنا"، فيما يلقى السيد ناجي باشتبه، نائب رئيس حزب العمال واللواء المتقاعد، خطابا تحت عنوان "مواجهة الإرهاب وخبرات تركيا"
اذا فالدعوة السورية التي لاقت ترحيبا من جانب المعارضة التركية و لم تلق استحسان اللاعب التركي، الذي يخشى من التحركات الانفصالية و المظاهرات التي قد تشعل تركيا. جاءت الرسالة السورية واضحة و صريحة، اذا كانت تركيا تملك أوراق ضغط على النظام السوري من خلال دعم المسلحين و فتح الحدود للارهابيين القادمين من مختلف أنحاء العالم، فان سوريا أيضا يمكنها احراق الاصبع التركي عبر أوراق عدة ليس أقلها موضوع دعم المعارضة التي تطمح باقالة اردوغان الذي فشل في سياسة التعويل على الغرب بفرض سياسته في المنطقة.
و يبدو طبيعيا أن الخضات الأمنية و الأحداث المتفرقة ستبدو مؤلمة لتركيا أكثر منها لسوريا التي تعاني من ارهاب شامل دعمته تركيا منذ البداية..كما أن تركيا تتجنب الدخول في مناوشات مع الشارع المعارض، فهي تخشى من تطور الأحداث بما لا يخدم مصلحتها حيث بدا واضحا أخيرا الوضع الهش الذي تعاني منه تركيا و خوفها من المظاهرات و أن يمتد الربيع العربي الى ربوع أنقرة.
و قد نشأت حركات احتجاجية واسعة في تركيا جرى قمعها بالقوة مخافة الانفلات الأمني كما حدث قبل أشهر، اضافة الى الوضع الكردي حيث ما زال مشروع حزب العمال الكردستاني بالانفصال قائم، و قد حملته الحكومة التركية مسؤولية مقتل 3 عناصر من الشرطة منذ يومين في انقرة.
يرد البعض دعم الحكومة التركية للمجموعات الارهابية في سوريا الى أمرين، أولا أن أردوغان الذي امسك بزمام السلطة بدعم و مباركة أمريكية، ما زال يطمح بالدخول الى الاتحاد الأوروبي حيث لم يفلح حتى اللحظة باقناع الأطراف الأوروبية أنه قد نجح بالامتحان، أما السبب الثاني فهو خوف أردوغان من الارهاب و الأكراد الانفصاليين معا.. و قد اتهمت الحكومة التركية سوريا مرات عدة بدعم حزب العمال الكردستاني المصنف على لوائح الارهاب التركية، فارادت الانتقام من النظام الذي يقف من الأساس في وجه تقدمها و توسع مشروعها القديم الذي يحاول اردوغان اعادة احيائه من جديد ليصبح زعيما على العالم العربي و الاسلامي معيدا أمجاد العثمانيين.
لا يخفي حزب العمال التركي نيته متى أصبحت الفرصة مناسبة لقوى المعارضة الى الثورة على الحكومة التركية التي غرقت في تنفيذ الأجندات الأجنبية في المنطقة بعد أن أغرتها أمريكا بأنها على المسار الصحيح، و بعد وعود من الأوروبيين لها بالانضمام الى الاتحاد الأوروبي، اما فيما بعد تبين أنها وعود على ورق لتمرير سياساتهم داخل تركيا التي دفعت فاتورة كبيرة مقابل هذه الوعود الكاذبة.
مؤتمر دمشق حول الارهاب و محاربة التطرف، فهل تكون حكومة أردوغان على جدول الأعمال؟ سؤال يبقى للأيام القادمة أن تجيب عليه.