الوقت- في وقت تسعى تركيا جاهدة الى الانضمام للاتحاد الاوروبي اعلنت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الاوروبية ونائبة رئيس المفوضية الاوروبية فدريكا موغريني التي وصلت الى تركيا ان بحث مسألة انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي سيكون ضمن اولويات المفوضية، وكانت موغريني قد قالت لدى عودتها من زيارة الى البلقان وقبيل زيارتها الى تركيا ان انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي واوضاع اللاجئين السوريين هما ضمن مواضيع لقائاتها في تركيا.
وفيما اكدت موغريني على الاهمية الاستراتيجية للعلاقات التركية الاوروبية قالت ان زيارتها لتركيا ستتسبب برفع مستوى العلاقات بين الجانبين، واضافت موغريني ان مفوض التنمية الاوروبي يوهانس هان سيرافقها اثناء زيارتها الى تركيا بهدف التفاوض مع المسؤولين الاتراك حول تقدم مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي.
واکدت موغريني ان تركيا والاتحاد الاوروبي تلعبان دورا محوريا في الحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة كما شددت موغريني على ضرورة تعاون الجانبين في ارساء السلام في الشرق الاوسط خاصة في سوريا حينما تتولى تركيا الرئاسة الدورية لمجموعة العشرين.
واعربت موغریني عن أملها في ان یکون الشعب الترکي واثقا بأن انضمام بلادها الى الاتحاد الاوروبي سيكون في صالح تركيا وكذلك في صالح الاتحاد الاوروبي وان تركيا ستتقدم في تحقيق الاصلاحات اللازمة للانضمام للاتحاد الاوروبي خلال السنوات الخمس القادمة.
ورغم محاولات موغریني اظهار ان زيارتها لتركيا ستتمحور حول مسالة انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي الا ان المراقبین یعتقدون ان موغريني والوفد الأوروبي المرافق سیحاولون إقناع الأتراك بإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب عبر حدودهم إلى سوريا.
ويعلن الاتحاد الأوروبي انه یرید من تركيا مساعدتها في التعرف على المسلحين الأجانب وتزويد الاتحاد بتحذيرات عن أي مخاطر قد تتعرض لها حركة النقل الجوي، كما يريد المسؤولون الأوروبيون من تركيا أن تبدي قدرا أكبر من المساعدة في التصدي لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط وذلك في محاولة لتجفيف مصادر تمويلها وإيقاف تدفق المقاتلين الأجانب إلى صفوفها، وهذا ما هو معلن في وسائل الاعلام.
وتقول تركيا في المقابل بأن على حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عمل المزيد من أجل منع هؤلاء من التوجه إلى المنطقة أصلا، وتدعي إنها اضطرت لتقديم تضحيات كبيرة في استضافة اللاجئين السوريين، لكن لعبة الاتحاد الاوروبي وتركيا لن تنطلي على شعوب هذه المنطقة ودولها.
ففیما تسعی تركيا جاهدة الى الانضمام للاتحاد الاوروبي منذ سنوات عبر تلبية كل ما يمليه الاوروبيون عليها يبقى الاهتمام التركي الأكبر هو دعم المشاريع الغربية والاوروبية في المنطقة وتنفيذ الاجندات الغربية لكي يقبل الاوروبيون بتركيا كدولة غربية ولايمكن وضع السياسة التركية المتبعة حيال سوريا والعراق وباقي القضايا في الشرق الاوسط الا في هذا الاطار حيث اصبحت تركيا تقدم اكبر الخدمات للسياسات والاهداف الغربية والاوروبية في المنطقة من خلال الدور الذي تقوم بها أنقرة في الأزمة السورية على وجه الخصوص.
ويحاول الاتحاد الاوروبي من جهة اخرى دفع تركيا نحو اتخاذ موقف عدائي من روسيا ايضا بسبب الازمة الاوكرانية والانضمام الى العقوبات الاوروبية والغربية المفروضة على روسيا ويبدو ان الضغوطات الاوروبية على تركيا في هذا الاتجاه ستنجح ايضا حيث لايرفض المسؤولون الاتراك معظم الطلبات الاوروبية.
وکانت تركيا من اوائل الدول التي انضمت الى المساعي الاوروبية والغربية لقلب نظام الحكم في سوريا منذ بداية الازمة السورية حيث شاركت تركيا في مؤتمرات ما يسمى باصدقاء سوريا وكانت تركيا عضوا رئيسيا في هذه المؤتمرات واستضافت قيادات ما يسمى بالمعارضة السورية في الخارج وقدمت لهم ما يمكن من اجل اطالة أمد الحرب في سوريا وبررت أنقرة هذه السياسة الخطيرة بأنها تريد دعم الديمقراطية.
وقد تسبب السياسات التركية المائلة نحو الغرب واهداف الدول الاوروبية بحدوث أزمات كبيرة في المنطقة ومنها تعقيد الاوضاع في سوريا أكثر فأكثر وهو ما ترك أثرا كبيرا على مجمل الاوضاع في المنطقة وقد دفعت شعوب المنطقة ثمنا باهظا جراء هذه السياسات التركية.