الوقت- حمى الضنك النزفية " Dengue Fever" أو حمى تكسير العظام ""breakbone fever أو حمى عدن "Aden fever" هي اسم لمرضٍ واحد، وهو أحد أنواع الحمى النزفية ويسببها فيروس "الضنك" الذي ينتقل من الإنسان المصاب إلى الإنسان السليم عن طريق إناث بعوض الزاعجة المصرية "Aedes aegypti"، ويصيب هذا المرض الرضع والأطفال والكبار على حدٍ سواء، وتعتبر بعوضة الزاعجة عاملا لازمًا لانتقال المرض، إذ أنه لا ينتقل من شخصٍ إلى آخر بشكلٍ مباشر.
هناك أربعة أنماط من الفيروس المسبب لحمى الضنك، ويرمز لها بالأرقام أو DEN1, DEN2, DEN3, DEN4) )، وقد اكتشفه العالم الأمريكي "سايبين"، ويؤدي تعافي المريض من العدوى إلى اكتسابه مناعة تدوم طيلة العمر، ولكن هذه المناعة تقتصر على النمط الذي أُصيب به، وتظهر أعراض هذا المرض بعد فترة تتراوح بين 3 و14 يوم بعد لدغة الذباب الناقل للفيروس، وهناك شكلان للمرض، مرض بسيط أو حميد وتظهر فيه علائم مرض الزكام وتشمل (صداع، آلام خلف العينين، ألام مفصلية، آلام في العضلات والعظام، فقدان الشهية، غثيان وإقياء، وضعف عام، وطفح جلدي قد تنخفض بعده الحرارة ثم ترتفع بعد يومين ليظهر طفح جلدي جديد في كل أنحاء الجسم عدا الكفين والقدمين ويستمر أيامًا عدة لتنخفض الحرارة بعده مرة أخرى).
والنوع الثاني من المرض يتمثل بالحمى النزفية، وتبدأ عوارضه كعوارض المرض البسيط إلا أن هذه العوارض تتطور بعد يومان إلى خمسة أيام ليحدث بشكل مفاجئ نزيف سريع على شكل بقع تحت الجلد، ويتطور لليصل إلى حدوث نزف دماغي ليدخل المريض بعدها في غيبوبة تودي بحياته، والحمى النزفيه هذه تحدث في الغالب بعد تعافي المريض وإصابته مجددًا بأحد الأنماط الأخرى من الفيروس.
حمى الضنك مرض قديم يعود إلى آلاف السنين، إذ عرفه الصينيون قبل 2000 عام، ولكن تم في العصر الحديث اكتشاف هذا المرض عام 1780 على يد الطبيب الأمريكي وقد أطلق عليه اسم حمى العظم المكسور (Broken Bone Fever) ، نظراً للأوجاع الشديدة في العظام والمفاصل والعضلات التي يسببها هذا المرض، ورغم أن المرض قد تلاشى في مطلع القرن الماضي، إلا أنه عاد حديثًا مع العديد من الأوبئة الأخرى كاللشمانيا والجرب وذلك بسبب ازدياد النواقل لهذه الأمراض، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات درجات الحرارة على الأرض.
قبل عام 1970 اقتصر انتشار هذا المرض على 9 بلدان فقط كانت تعاني من وجود حالت إصابة بالمرض النزفي، وانتشر هذا المرض بشكل أكبر في الزمن الراهن، إذ سجلت أكثر من 100 دولة حالات إصابة فيها، وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن حمى الضنك تتركز بكل رئيسي في إفريقيا والأمريكيتين وشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ، وفي عام 2015 تم تسجيل زيادة في عدد حالات الإصابة في البرازيل وعدة بلدان مجاورة.
حقائق جديدة:
وفقًا لمعلومات نشرتها مجلة "بوهميا" فإن أمريكا قامت عام 1981 بإدخال أحد الأنماط الخطيرة من مرض حمى الضنك إلى كوبا، وأودى هذا المرض بحياة 185شخص، وفي هذا السياق فإن الطبيب الكوبي "روسماري رودرغيز" والباحث في معهد الطب الإستوائي "بدرو كوري" أكدا أن المؤسسات الكوبية في ثمانينات القرن الماضي أيدت نتائج البحوث حول حمى الضنك الذي انتشر في البلاد آنذاك الوقت.
وكان الأطباء الكوبيون قد أتموا بحوثًا حول الانتشار المفاجئ لـ"حمى الضنك" في كوبا، وكانت نتائج هذه البحوث تشير إلى أن أيدي أمريكية هي التي كانت وراء هذا الانتشار، وأشار المدير العام للأبحاث إلى أن: البحوث التي تمت أشارت إلى أن العوامل البيئية التي ساعد على انتشار المرض في كوبا عام 1981هي نفس العوامل التي تسببت في انتشار عينة الفيروس الموجودة في مخبر في "غينه نو" في أمريكا، وقد أثبت الأطباء الكوبيون أن الفيروس الذي انتشر في كوبا عام 1981 مطابق للفيروس الذي انتشر عام 1955 في أمريكا والذي لم يبق منه إلا عينة واحدة في "غينه نو"، وهذا دليل كافي على أن أمريكا هي التي كانت وراء انتشار هذا النوع من الفيروس في كوبا.
ورغم قدم هذا المرض إلا أنه لايزال بدون أي لقاح إلى يومنا هذا، والطريقة الوحيدة المتاحة حالياً لمكافحة سراية فيروس حمى الضنك أو الوقاية منها هي مكافحة البعوض الناقل، وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أنه يحتاج ما يقدر بنصف مليون شخص سنوياً إلى الإدخال إلى المستشفيات للمعالجة من حمى الضنك الوخيمة، ومن بينهم نسبة كبيرة من الأطفال وتصل نسبة الوفيات في صفوف المصابين إلى نحو 2.5٪.
