الوقت- جاء في تقرير لقناة سي ان ان الامريكية اذيع يوم السبت الماضي ان عدد اليهود الفرنسيين المهاجرين إلى فلسطين المحتلة خلال عام 2015 وصل إلى 8000 شخص وذلك على وقع الهجمات التي استهدفتهم في فرنسا ومناطق أخرى في أوروبا.
وفيما قالت القناة إن الهجمات على اليهود بعد الهجمات على صحيفة شارلي إيبدو كانت مؤشرا جديدا دفع المزيد من اليهود للهجرة من فرنسا إلى إسرائيل مقارنة بمستويات 2013 التي وصلت إلى 3300 شخصا، يعتقد المحللون ان مراجعة الاحداث التي مرت خلال العام الماضي تظهر بعض الحقائق التي ارادت قناة سي ان ان تحريفها.
ماذا جرى بعد الهجوم على شارلي ايبدو؟
عندما تم مهاجمة شارلي ايبدو اطلقت فرنسا حملة عالمية تحت اسم محاربة الارهاب واظهرت نفسها كضحية للارهاب ونظمت مسيرة في باريس كان من بين كبار ضيوفها رئيس الوزراء الاسرائيلي "بنيامين نتنياهو" وذلك بعد مرور وقت قصير على الجرائم الكبيرة التي ارتكبها الكيان الاسرائيلي في قطاع غزة.
خيانة نتنياهو لفرنسا
عندما اعلن "نتنياهو" انه يعتزم المشاركة في مظاهرة باريس قال لوسائل الاعلام ان فرنسا لم تعد آمنة لليهود وان الاراضي المحتلة يمكن ان تكون مأوى مناسبا لليهود، وقد اثارت هذه التصريحات حفيظة المسؤولين الفرنسيين الذين امتنعوا عن مرافقة "نتنياهو" او الالتقاء به اثناء زيارته لفرنسا واكتفى "نتنياهو" بلقاء مع الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند" فقط، لكن هذا لم يكن نهاية الموضوع فنتنياهو اجتمع مع حشد من اليهود الفرنسيين ودعاهم للهجرة الى فلسطين المحتلة.
فرنسا تقع ضحية للسياسات المتناقضة
ان فرنسا التي تؤوي عددا كبيرا من المهاجرين من الدول الافريقية والاسلامية في شمال افريقيا اصبحت مكانا مناسبا لنمو التيارات التكفيرية التي تحظى بدعم سعودي لكن فرنسا التي تدعم السعودية سمحت لهؤلاء بالنشاط واستطاع هؤلاء استقطاب عدد كبير من التكفيريين و ارسالهم نحو سوريا ومن ثم عاد عدد كبير منهم الى فرنسا مرة اخرى واصبح عدددهم في فرنسا اكبر من عددهم في اية دولة اوروبية اخرى ولذلك شهدت فرنسا اكثر الهجمات الارهابية على اراضيها، وفي الحقيقة يمكن القول ان دعم الفرنسيين للتيار التكفيري قد أضر بهم وارتدت الموجة عليهم وهذا ما استغله نتنياهو بشكل جيد ودعا يهود فرنسا الى الهجرة نحو الاراضي المحتلة.
الهجرة
رغم تأثير العمليات الارهابية على عملية الهجرة لكن هذه العملية كانت آخذة في الازدياد منذ عام 2000 وان فرنسا هي في مقدمة الدول الاوروبية التي يهاجر منها اليهود الى فلسطين المحتلة ولذلك يمكن القول ان ازدياد هجرة اليهود الفرنسيين الى فلسطيني قد بدأ قبل العمليات الارهابية ورغم التحالف الكبير القائم بين باريس وتل ابيب لكن هذه القضية قد تحولت الى موضوع للاختلاف بينهما لأن هجرة اليهود الفرنسيين تخلق مشكلتين لفرنسا اولهما هي ان هؤلاء اليهود الفرنسيون هم من النخب واصحاب الاختصاصات وثانيهما قضية خروج الرساميل اليهودية من فرنسا وهذا يقلق الساسة الفرنسيين.
ورغم هذا يجب التذكير ان معظم المهاجرين الاوربيين في فلسطين المحتلة لديهم جنسيتين مختلفتين وانهم يغادرون الكيان الاسرائيلي في المواقع الخطرة مثل حرب غزة او ابان الانتفاضة الفلسطينية ويعودون الى بلدانهم الاصلية.