الوقت - كشف مصدر مطلع، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي تلقى مؤخرا ما وصفه بـ«تقرير مطول» حذر من تزايد درجة الغضب بين دوائر سياسية عديدة شاركت في تحالف 30 يونيو الذى أطاح بحكم جماعة الإخوان وفتح الباب أمام وصول السيسى إلى مقعد الرئاسة.
وحمل التقرير رسائل تحذيرية من شخصيات سيادية وأخرى سياسية من «المشاكل الكبيرة» الناجمة عن الإفراط فى استخدام أدوات الأمن لمواجهة كل أشكال الغضب والمعارضة السياسية» سواء كانت من قطاعات إسلامية أو غير إسلامية، بحسب بوابة "الشروق" الالكترونية.
وبحسب ذات المصدر فإن ما يتلقاه الرئيس من تقارير يكشف عن خلافات قوية بين الدوائر الأمنية العاملة مع مؤسسة الرئاسة، وأحيانا داخل المؤسسة الأمنية الواحدة حول المدى الذى يمكن الذهاب اليه فى الاعتماد على الأداة الأمنية فى مواجهة المعارضة السياسية.
ويقول المصدر الذى تحدث لـ«الشروق» مشترطا عدم الكشف عن هويته ان الرئيس تلقى «إشارات بالقلق» من «ارتفاع النبرة الأمنية بصورة تجعل المعارضين يتحدثون عن «العودة لأجواء ما قبل ثورة يناير».
وتقول مصادر متعددة تحدثت لـ«الشروق» إن الرئيس السيسى يستمع باهتمام لما يطرح عليه، وأنه سعى لطمأنة كثيرين، بما فى ذلك حلفاء مباشرون وأساسيون فى أحداث 30 يونيو إلى أنه لن يسمح بعودة عقارب الساعة إلى الوراء.
ويقول مصدر سياسى: «إن الرئيس يعلم أن هناك غصة فى حلق الكثيرين من حلفاء ۳۰ يونيو، خاصة من الشباب الذين كان بعضهم أعضاء فى اللجان التنسيقية لـ۳۰ يونيو، وهم الآن فى السجون دون تهم واضحة أو بتهم تتعلق بخرق قانون التظاهر الذى وعد الرئيس أكثر من مرة بمراجعته، ولكنه أجل هذه الخطوة بناء على نصيحة شخصية أمنية رفيعة تحظى بثقة رئاسية كبيرة.
وقال المصدر ذاته إن الرئيس تلقى نصيحة «أمنية» بتأجيل انتخابات البرلمان حتى النصف الثانى من العام المقبل ريثما يتم الانتهاء من تخطيط المشهد السياسى بما يضمن برلمانا مواليا بالكامل» لكن يبدو فى حكم المؤكد أن الانتخابات ستتم بين شهرى فبراير ومارس.
«ويضيف أن ذات الناصحين اعترضوا على طرح اسم عمرو موسى كعنوان لقائمة وطنية ويسعون لإفشال جهوده فى التوصل لتحالف «على أساس إنه ليبرالى وعايز إجراءات ديمقراطية» لا ترغب فيها أجهزة سيادية.
وأشارت المصادر إلى وجود تيارات داخل معسكر ۳۰ يونيو «تشمل من ساهم فى تمويل التحركات السياسية، التى مهدت للإطاحة بحكم جماعة الإخوان، ويرى أنه يستحق المشاركة فى صناعة القرار لأنه قام بمقامرة كبيرة. وهناك تيار الشباب الذى وجد على الأرض وتقدم الصفوف ويشعر اليوم أنه تم التغرير به. إلى جانب تيار القطاعات السيادية والأمنية، التى تنظر لكل ما كان بعد تنحى مبارك وانتهاء مشروع التوريث على أنه عبث يجب وقفه ويتحدث بعضهم بصراحة عن ضرورة التحرك لفرض حالة الطورائ واتخاذ إجراءات لملاحقة المزيد من الناشطين بل وتوقيف بعض اليات التواصل الاجتماعى».
فى الوقت ذاته قالت مصادر اقتصادية وأخرى سيادية إن هناك حالة من التحسب حول إمكانية المضى قدما فى اتخاذ المزيد من خطوات الإصلاح الاقتصادى فى ظل حالة القلق السياسى والتوجس المجتمعى، ولم تستبعد هذه المصادر لجوء الرئيس لاتخاذ بعض الخطوات «البسيطة» لبعث موشرات إيجابية فى الأسابيع المقبلة.