الوقت- لا يزال مُسلسل الحقد الدامي على أتباع آل البيت (عليهم السلام) يتوالى فصولاً وليس آخرها الإعتداء البشع على أتباع الحركة الإسلامية في نيجيريا وعلى رأسهم الشيخ إبراهيم الزكزاكي. كما أن إعدام الشيخ نمر باقر النمر لن يكون الحلقة الأخيرة في هذا المسلسل المستمر منذ كربلاء الحسين (عليه السلام).
وأما ما حصل في نيجيريا مؤخرا فقد مر ما يزيد عن الأسابيع الثلاثة على الحادثة التي أدمت القلوب والتي لم يتعن (إلى اليوم) أي مرجع نيجيري مسؤول كلفة الإعلان عن أسبابها ومبرراتها. طبعا لا توجد مُبررات ولا أسباب من الممكن الإعلان عنها سوى الحقد الدفين والإستهداف الممنهج الذي تديره أمريكا والكيان الإسرائيلي عبر عملائهما العابرين للقارات والأديان والعروق. فإلى اليوم ورغم التنديدات الدولية والإسلامية من المنظمات الحقوقية والدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان لم يتم الكشف عن مصير الشيخ إبراهيم الزكزاكي وزوجته وبعض من مساعديه، وكل ذلك تحت مسمع ومرأى العالم أجمع.
وتُشير التقارير الواردة من نيجيريا إلى عدم وجود أي معلومات مؤكدة عن أحوال الشيخ الزكزاكي وأنصاره سوى أنهم معتقلون لدى الجيش النيجيري. وكانت قد نُشرت صور هزت العالم له وهو مُصاب بجروح بالغة قبيل اعتقاله. هذا وقد تحدثت تقارير ومعلومات عن أن السفارة السعودية في نيجيريا لم تكن بمنأى عما حدث من هجوم دام على حسينية بقية الله. وكيف لا؟ وقد أخذت على عاتقها نيابة عن أمريكا والكيان الإسرائيلي محاربة كل من يرجو الحرية في كافة أرجاء العالم فلم تعد تكتفي باضطهاد أتباع أهل البيت في السعودية ومحاربة الثورة الشعبية في البحرين بالنار وفي اليمن بالعدوان المستمر منذ أشهر و... بل تعدت ذلك إلى أفريقيا وأكثر من مكان في العالم.
وفي محضر الشهداء العظام من أمثال الشيخ النمر والشهداء الأحياء من أمثال الشيخ الزكزاكي نقول إن على الإستكبار العالمي وأدواته أن يفهموا جيدا أن العبارة التي أطلقها منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن الشهيد السيد عباس الموسوي حيث قال: "أقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر" لا زالت تلقى الصدى بعد كل استهداف واغتيال. ولا زالت هذه المعادلة قائمة إن في نيجيريا وأفريقيا والسعودية والبحرين واليمن ولبنان وسوريا والعراق وفي كل مكان يعيش الصراع بين الحق والباطل. فمن يعرف أفريقيا جيدا والحركات الإسلامية الأصيلة هناك ومنها الحركة الإسلامية في نيجيريا وعلى رأسها الشيخ الزكزاكي يُدرك بأن هذا الكلام ليس مجرد مواساة بعد كل مصيبة، وإنما أصبح واقعاً ملموسا حيث تتحدث التقارير عن آلاف الحالات التي اعتنقت الإسلام والتشيع على يدي الشيخ الزكزاكي، وهنا تحديدا جل القضية.
حيث أن أمريكا والكيان الإسرائيلي وأتباعهما من الوهابية يخافون أمثال الشيخ الذي لطالما دعى للوحدة الإسلامية في وجه المؤامرات الغربية. ولطالما قض مضاجع عملاء أمريكا والكيان الإسرائيلي عبر المطالبة بمكافحة الإرهاب ووقف الفساد الإقتصادي المستشري في المؤسسات النيجيرية وإعطاء الناس حقوقها وعدم إلهاؤهم في صراعات هم بغنى عنها.
وهنا من المؤكد أن نيجيريا قد أقحمت نفسها، حكومة وجيشاً ومؤسسات أمنية في أتون صراع ليس بمقدورها الخروج منه متى شاءت فالكلام اليوم هو للحق الذي لا يُعلى عليه. ومن المؤكد أنها لا يُمكن أن تخرج مُنتصرةً من معركة فتحتها على نفسها وليس لجيشها أي عقيدة فيها سوى تسول التبعية لأمريكا والكيان الإسرائيلي والسعودية.
ختاما نقول إن عدو الأمة أخطأ مرارا باستهداف الرموز من قادة التحرر في أمتنا. واليوم لا يزال يُكرر الخطأ نفسه مع الشيخ النمر ومع الشيخ الزكزاكي ظنا منه أنه باستهداف الرموز تَسقط المسيرة. فمن المؤكد والحتمي أن طريق ونهج الشيخ الزكزاكي سيُكمله طلابه ومريدوه ممن نهلوا من فيض علومه الإسلامية الأصيلة، فلا يمكن لأحد أن يُطفئ النور الذي بعثه في قلوب أتباعه ومحبيه، الذين لم يكلوا ولم يتوقفوا ومنذ الجريمة البشعة عن التظاهر مطالبين بالافراج عن المعتقلين وعلى رأسهم الشيخ. وما أدراك من هو الشيخ! ذلك القائد الفذ الذي ذكر العالم بجون البطل أسود البشرة الذي استشهد بين يدي الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء. وكيف لا؟ وقد قدم أولاده شهداء في سبيل عزة الأمة ورفعتها. فيا دامي العينين صبرا.. إن الليل زائل!