الوقت - شهدت محافظة أسوان الواقعة جنوب شرقی مصر اشتباکات دامیة یومی الرابع والخامس من شهر أبریل بین قبیلتی الهلایل والنوبیین وخلفت ما لایقل عن خمسة وعشرین قتیلا واکثر من ثلاثین جریحا , وکانت الاشتباکات ضاریة الی حد عجزت قوات الشرطة عن وقفها وقد طلب محافظ أسوان من وزارة الدفاع المصریة ارسال الدعم من أجل ذلک .
وکان لحصول هذه الاشتباکات فی هذه الفترة وعلی مقربة من موعد الانتخابات الهامة فی مصر , صدی کبیرا فی داخل وخارج مصر الی حد اضطر رئیس الوزراء إبراهیم محلب ووزیر الداخلیة محمد إبراهیم للحضور فی هذه المنطقة لانهاء هذه الأزمة وعمدوا الی عقد لقاءات طارئة مع قادة الاطراف المتنازعة لانهاء الأزمة علی وجه السرعة , کما طالبت بعض الاطراف المصریة باقالة وزیر الداخلیة بسبب قصور المسؤولین المعنیین .
وقد اتهم الحکام العسکریون فی مصر , کما فی السابق , جماعة الاخوان المسلمین بالوقوف وراء الاحداث واعلن الفریق صدقی صبحی وزیر الدفاع المصری ان مجموعة من المسلحین دخلوا هذه المنطقة لاشعال الخلافات القبلیة بین هاتین القبیلتین واعرب عن اعتقاده بأن هذه المجموعة کانت مکلفة من قبل جماعة الاخوان المسلمین .
وعادة ما یبادر العسکر الی توجیه اصابع الاتهام نحو جماعة الاخوان المسلمین عند وقوع مثل هذه الاحداث دون تقدیم الوثائق لکن من المؤکد ان هذه الاحداث لیست من فعل الاخوان المسلمین فی هذه الظروف . وتظهر الحقائق ان الاحداث المذکورة هی نزاع قبلی نشب بسبب المشاکل القبلیة ولیست له ای علاقة مع الاوضاع السیاسیة فی مصر .
ان حدوث مثل هذه الاشتباکات القبلیة فی منطقة أسوان واستمرارها فی الایام القادمة یمکن ان تکون لها تبعات خطیرة فی هذه المنطقة اولا وفی المحافظات المجاورة ثانیا :
اولا : ان النسیج السکانی لمحافظة أسوان هو نسیج قبلی وان نحو 22 قریة تقطنها القبائل تقع فی هذه المحافظة ویمکن ان تمتد هذه الاشتباکات الی باقی القبائل فی المحافظة فی أیة لحظة وتتوسع دائرة الاشتباکات القبلیة فی المحافظة یوما بعد یوم .
ثانیا : ان احد طرفی النزاع هم النوبیین , والنوبیین هم قبائل تسکن المناطق الحدودیة شمالی السودان وجنوبی مصر خاصة فی محافظة أسوان ویمکن لهذه الاشتباکات ان تسبب مستقبیلا باستفزاز مشاعر هذه القبائل فی مصر والسودان ویمکن ان تقوی النزعة الانفصالیة لدیهم مع مرور الزمن خاصة وان النوبیین یعانون من اوضاع اقتصادیة ومعیشیة متأزمة ایضا .
ثالثا : یمکن للحکومة المؤقتة وللعسکر الذین یحکمون مصر ان یعمدوا الی اعلان حالة الطوارئ مجددا وفی هذه الحالة تقع مصر فی ورطة عانت منها ابان حکم مبارک الدکتاتوری , ومن جهة أخری تظهر هذه الاحداث ان الاوضاع الامنیة فی مصر مضطربة وتشکل تحدیا امام قدرة نظام الحکم فی فرض الأمن وتضع عراقیل جدیة امام خارطة طریق النظام .
رابعا : ان حصول مثل هذه الاحداث فی هذه الفترة الزمنیة یمکن ان یتحول الی ذریعة فی ید الاطراف الاجنبیة ومنها الکیان الصهیونی اضافة الی الجماعات المتطرفة والتکفیریة یُصعدوا من الأزمات الأمنیة والنزاعات القبلیة فی مصر ویعمدوا الی تنفیذ استراتیجیة الفوضی وانعدام الأمن فی مصر .