الوقت- تتوالى التهديدات اليمنية للكيان الصهيوني، والتي تؤكد أن اليمن لن يقف مكتوف الأيدي أمام جرائم الاحتلال، فبعد أن أصبح سلاح الصاروخ جزءاً من ترسانة اليمن العسكرية، باتت المدن الصهيونية تقع تحت تهديد دائم، كما أن اليمن يهدد بعرقلة الملاحة البحرية الصهيونية في البحر الأحمر، ما يشكل تهديداً مباشراً للاقتصاد الصهيوني، وفي هذا السياق يثبت الواقع يوماً بعد يوم أن دعم اليمن للمقاومة الفلسطينية ليس مجرد شعارات، بل هو واقع ملموس على الأرض، فما دام الاحتلال الصهيوني مستمراً.
نعم إن العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة ليس مجرد حرب عسكرية، بل هو حرب إبادة تستهدف المدنيين الأبرياء، هذا العدوان الغاشم دفع الشعوب العربية والإسلامية إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني، وباتت المقاومة الفلسطينية مصدر إلهام للجميع، وفي هذا السياق، فإن موقف اليمن الداعم للمقاومة الفلسطينية ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد طويل لمسيرة النضال ضد الاحتلال.
ستستمر مفاجآت أنصار الله لـ"إسرائيل" حتى يتوقف العدوان
كتب حزام الأسد في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابق): "تستمر العمليات العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة"، وأضاف: "ستستمر هذه المفاجآت حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن سكان قطاع غزة"، وكان نائب رئيس هيئة الإعلام في حركة أنصار الله قد أكد في تصريحات سابقة أن العمليات العسكرية اليمنية ضد أهداف النظام الصهيوني ستستمر بوتيرة متصاعدة.
وفي هذا السياق، إن الرسالة التي تحملها تصريحات قيادة أنصار الله أن المقاومة اليمنية لن تتوقف حتى ينتهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ويرفع الحصار عن قطاع غزة، هذه الرسالة تؤكد على وحدة المصير بين الشعبين اليمني والفلسطيني، وتعتبر رداً مباشراً على استمرار العدوان الإسرائيلي على المدنيين العزل في غزة، وهذا التصعيد اليمني يمثل تغييراً جذرياً في قواعد اللعبة، حيث لم يعد الصراع مقتصراً على الجغرافيا الفلسطينية، بل أصبح يشمل جبهات أخرى في المنطقة، هذا التوسع الجغرافي للصراع يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي، ويجعل من الصعب التوصل إلى حلول سلمية.
نعم إن تصريحات أنصار الله تضع "إسرائيل" أمام تحديات كبيرة، حيث تدرك جيداً أن المقاومة اليمنية قادرة على ضرب أهداف استراتيجية في عمق أراضيها، هذا الأمر يجبر "إسرائيل" على إعادة حساباتها الاستراتيجية، ويدفعها إلى البحث عن طريق لإنهاء عدوانها على غزة، كما أن التصريحات التي تصدر من الجانب اليمني هي فرصة جديدة لحركة حماس، حيث تعزز من مكانتها كقوة مقاومة رئيسية في المنطقة، ويمنحها دفعة معنوية كبيرة، كما أنه يضع حماس في موقع قوة في المفاوضات مع "إسرائيل"، حيث يمكنها أن تستخدم هذا التصعيد كورقة ضغط لتحقيق مطالبها، وهنا يمكن القول إن استمرار المقاومة اليمنية ضد "إسرائيل" يشكل تطوراً مهماً في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويدل على عمق الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية في المنطقة، هذا التصعيد يضع العالم أمام مسؤولية كبيرة، حيث يجب على المجتمع الدولي الضغط على "إسرائيل" لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني.
"إسرائيل" بين مطرقة المقاومة وسندان العزلة
تواجه "إسرائيل" اليوم تحديات وجودية لم تشهدها من قبل، حيث تحاصرها الضغوط من كل جانب، ما يضعها في مأزق حقيقي، فبعد عقود من الهيمنة والعدوان، بدأت تظهر بوادر الضعف والتآكل في بنيان الكيان الصهيوني حيث تشهد "إسرائيل" تزايداً ملحوظاً في المعارضة الداخلية لسياساتها العدوانية، فالشباب الإسرائيلي يرفضون المشاركة في الحروب العبثية، ويرون أن المستقبل يكمن في السلام وليس في الحرب. كما أن هناك تزايداً في الوعي حول التكلفة الباهظة للحروب، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو النفسي.
من جهةٍ أخرى تواجه "إسرائيل" عزلة دولية متزايدة، حيث تخرج الشعوب في مختلف دول العالم في مظاهرات حاشدة للتنديد بجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، كما أن العديد من الدول بدأت تتخذ مواقف أكثر صرامة تجاه "إسرائيل"، وتطالب بوقف انتهاكاتها للقانون الدولي.
التحديات الأمنية المتصاعدة
تواجه "إسرائيل" تحديات أمنية متصاعدة، حيث تزداد قوة المقاومة الفلسطينية، وتتطور قدراتها العسكرية، كما أن الصواريخ اليمنية باتت تهدد العمق الإسرائيلي، ما يقلق راحة قادة الكيان، فالحروب المتكررة والاستيطان غير القانوني يكلفان "إسرائيل" مبالغ طائلة.
هذا الأمر يؤثر سلباً على الاقتصاد الإسرائيلي، ويؤدي إلى تآكل الطبقة الوسطى وزيادة الفجوة الاجتماعية، ولقد فقد المجتمع الإسرائيلي الكثير من قيمه الأخلاقية بسبب الحروب المتكررة والاحتلال المستمر، فالتطرف والعنصرية أصبحا سمة بارزة في المجتمع الإسرائيلي، ما يؤثر سلباً على تماسكه الداخلي.
في الختام أمام "إسرائيل" خيارات محدودة إما الاستمرار في طريق الحرب والدمار، ما سيؤدي إلى تصعيد الصراع وتلقيها ضربات أكثر اليماً، أو التوجه نحو الحلول السلمية وإنهاء عدوانها، والخيار الثالث والأكثر خطورة هو انهيار الكيان، وهو سيناريو لا يمكن استبعاده في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهه.
إن "إسرائيل" اليوم تقف على مفترق طرق، إما أن تختار طريق إنهاء عدوانها، أو أن تستمر في طريق الحرب والدمار وسوف تفاجأ بالعديد من الضربات، ويجب على المجتمع الدولي أن يضغط على "إسرائيل" لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني، وأن يتحمل مسؤولياته في تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.