الوقت- نقل موقع “واينت” الإخباري التابع لصحيفة يديعوت أحرانوت، في تقرير له، عن عدد من الجنود الصهاينة الذين شاركوا في معارك وجهاً لوجه مع مقاتلي حزب الله وشهدوا مقتل وجرح زملائهم الجنود في لبنان.
وكتب يوآف زيتون، مراسل الشؤون العسكرية لوسائل الإعلام العبرية، في مقدمة تقريره الذي نشر مساء الجمعة، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي لديهم لحظات دامية محفورة في أذهانهم، ذكريات رهيبة عن الحروب الصعبة للغاية التي عاشوها في جنوب لبنان، حيث تم أسر 14 جندياً إسرائيلياً في كمين نصبه حزب الله، وأدى إلى مقتل 6 منهم على الأقل في عترون، إحدى الذكريات التي يرويها إيتاي فوكس، أحد الجنود المصابين في هذا الهجوم.
وحسب وسائل الإعلام، فإنه بعد ثلاثة أسابيع من أعنف صراع بري للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، صدر الإذن بنشر اسم الجنرال إيتاي فوكس، الذي ذهب إلى موقع الصراع لكسر الحصار وإنقاذ الجنود الإسرائيليين وقد أصيب هناك.
كان الصراع العنيف الذي استمر لمدة 14 ساعة، ساعتين كافيتين لمقاتلي حزب الله لتنفيذ عملياتهم من خلال القتال وإلقاء القنابل اليدوية، لكن كان على الجيش الإسرائيلي أن يقضي الـ 12 ساعة التالية لتفقد المنطقة وتطهيرها في ظروف معقدة للغاية، ويقضون الليل في الظلام حتى لا يتمكن أحد من الوصول إليهم.
وتمت عمليات التفتيش هذه داخل مبنى مدمر، وتسببت في مقتل أو إصابة عدد من جنود وحدة الإسناد التابعة للجيش الإسرائيلي.
وحسب أحد القادة، فإن الوضع أصبح صعباً عندما كانت كتيبة الاحتياط تنشط في إحدى القرى الشيعية في المنطقة الوسطى بجنوب لبنان، القريبة جداً من الحدود، وذلك للتأكد من عدم وجود أخبار عن قوات رضوان هناك، وأصر القائد الكبير على إجراء تفتيش كامل لقرية أيتورون بأكملها، وعثر على أسلحة وقذائف هاون في بعض المناطق، كما عثر على بعض منصات إطلاق الصواريخ، ومن ثم دخل الجنود في فخ قوات حزب الله، بالقرب من مبنى الدهداري الذي كان على ما يبدو مقراً لحزب الله.
وتابع بالقول: "تم استهداف عدد كبير من المنازل والمباني في هذه المنطقة من قبل القوات الجوية، ولكن كنا غير مدركين أن قوات حزب الله كانت تنتظرنا بين الأنقاض، وكان وجودهم غير محسوس لدرجة أن جنودنا مروا أمامهم عدة مرات.
حتى الساعة 14:31 تم إعلان تحذير للقوات بشأن الهجوم، ويقول القائد الجريح، تلقينا نبأ مقتل أو جرح عدد من الجنود في هذا المكان، وكان من بينهم قائد هذه الوحدة، قائد هذه الوحدة الرائد إلياف أميران أبيتول.
ويتابع موقع "واينت": ويظهر التحقيق أن قوات حزب الله انتظرت حتى دخلت القوة الأولية أحد المباني المدمرة لتطهيرها، حيث كانت بانتظارها.
وهناك، كان اثنان من قوات حزب الله يختبئان بين الأنقاض، وبناءً على هذا التحقيق، تم تنفيذ هذا الهجوم من مسافة صفر وتم استهداف الجنود الستة جميعهم.
وبعد ذلك قامت القوة المهاجمة بإلقاء بعض القنابل اليدوية، ما أدى إلى نشوب حريق كبير في المبنى.
وهرعت بقية القوات التي كانت خارج المبنى إلى داخل المبنى للمساعدة، وكان الانطباع الأولي هو وجود قوة واحدة فقط من حزب الله.
هذه الفكرة مستمدة من حقيقة أن قوة واحدة فقط من قوات حزب الله كانت متورطة وأن القوة الأخرى تم تمويهها ببطء تحت الأرض لإيجاد الوقت المناسب للاشتباك.
يقول جندي صهيوني، عندما وصلت إلى هناك، رأيت عدة جنود قتلوا أو أصيبوا على الأرض، معظمهم أصيبوا في الرأس، حاولت القضاء على مصدر التهديد من خلال الاشتباك عندما توقف إطلاق النار، أنزلت بندقيتي الرشاشة وحاولت رفع أحد الجرحى عن الأرض وإخراجه إلى خارج المبنى، عندها أصبت بالرصاص.
ويقول يوناتان، وهو جندي صهيوني آخر أصيب في هذه العملية: لقد كان مشهدًا من الفوضى والصراخ وإطلاق النار، وأصيب جميع القادة تقريبًا في هذا الصراع، وجاءت المزيد من قوات الدعم وبدأنا في إلقاء القنابل اليدوية.
وأضاف الجندي الصهيوني: أرسلنا طائرة من دون طيار إلى داخل المبنى وتمكنت من تحديد وجود القوة الأولى لحزب الله في إحدى الغرف، واستهدفنا هذه المنطقة بصواريخ مضادة للدروع.
ويضيف: "كنت أتقدم للأمام عندما لاحظت فجأة أن هناك من ينظر إلي من بين الركام، وكانت المسافة بيني وبينه 15 مترا فقط، واستغرق الأمر مني بضع ثوان لأدرك أنه ليس جنديا إسرائيليا، لكن هذه الثواني القليلة كانت كافية لتقودني إلى التعرض لإطلاق النار فأصابت رصاصتان ساقي.
