الوقت- ضمن حرب إبادة سكان غزة المستمرة منذ عام تواصل قوات الاحتلال الصهيوني الفاشية شن عملية عسكرية في شمال غزة جعلت سكان القطاع يعيشون مفاضلة الموت حيث يوسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته البرية الثالثة على جباليا شمال قطاع غزة، ويفرض حصارا على المخيم مستهدفا كل من يحاول الخروج من المنطقة، بهدف إفراغ المنطقة وتهجير أصحابها، وعلى الرغم من أداة القتل الإسرائيلية فإن جزءا كبيرا من أهالي شمال غزة وخاصة سكان جباليا رفضوا الخروج والانصياع للنهج الصهيوني القائم على إبادة وإحراق وتدمير مخيم جباليا بشكل غير مسبوق من خلال وضع براميل متفجرة في مناطق مأهولة خلال ساعات الليل سواء عبر إلقائها من الطائرات أو عبر آليات مسيّرة وتفجيرها عن بُعد في الصباح.
من جانبها دعت حماس إلى "تحرك دولي عاجل لوقف إرهاب وعدوان الكيان الصهيوني الذي يهدد السلم والأمن الدولي، بجرائمه وانتهاكاته الفظيعة للقانون الدولي، وكل الأعراف الإنسانية والدولية".
استغاثة طفل مصاب تقابل بقصف إسرائيلي ثان
وثق فلسطيني في محافظة شمال قطاع غزة لحظة استنجاد طفل قصفه الجيش الإسرائيلي بينما كان يسير في أحد الشوارع، قبل أن يتعرض لقصف ثانٍ عند محاولة الأهالي إنقاذه، وحسب ما أظهره مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الطفل حاول الاستغاثة بعد القصف الأول حيث كان مصابا وغير قادر على الحركة.
وعندما وصل فلسطينيون لمساعدته، استهدفتهم طائرة إسرائيلية بغارة ثانية، ما أسفر عن وقوع إصابات وشهداء حسب ما ظهر بالفيديو، وفي الفيديو، سمع صوت أحد الأشخاص وهو يقول: “هذا طفل مصاب، لماذا قصفوه؟” قبل أن يضيف: “جرحى وشهداء على الأرض، حسبي الله ونعم الوكيل".
ولفت إلى أنهم (الجيش الإسرائيلي) أطلقوا صاروخا ثانيا على من يحاول الاقتراب منه، ولم يتضح مصير الطفل أو مصير الآخرين من حوله جراء الهجوم الإسرائيلي.
إجرام ممنهج
أصوات مرعبة وانفجارات عنيفة لا تتوقف في جباليا شمال قطاع غزة، فقد أدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي سلاحا جديدا، تسبب في استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين ونسف مربعات سكنية بأكملها.
ورغم أن جيش الاحتلال لم يوفر سلاحا محرماً دولياً إلا استخدمه خلال حربه على شعب غزة، فإنه اعتمد خلال الأيام الماضية منهجاً إجرامياً جديدا ضمن خطته لتهجير وإبادة سكان شمال القطاع، وهي الروبوتات والبراميل المتفجرة في جباليا.
وفي بداية حملتها العسكرية على غزة استخدمت قوات الاحتلال الصهيوني الروبوتات المفخخة، وهي حسب مصدر أمني فلسطيني عبارة عن آليات إسرائيلية عسكرية محملة ببراميل (تزن أطنانا) من المتفجرات تتحرك بين المنازل والمربعات السكنية، ويتحكم بها جيش الاحتلال عن بُعد.
لكن هذا السلاح المدمر لم يكن كافيا لقادة الاحتلال الذين دفعوا بسلاح البراميل المتفجرة، والتي تنقلها جرافات عسكرية إسرائيلية ليلا على شكل خزانات مياه لداخل المناطق السكنية التي يحاصرها الاحتلال، ويمنع وصول المياه والغذاء إليها منذ بداية حملته العسكرية، ثم يقوم بتفجيرها لاحقا وسط المدنيين.
ويؤكد المصدر الأمني أن الاحتلال يلجأ إلى استخدام هذا النوع من الأسلحة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف المواطنين، ضمن حرب إبادتها على القطاع، مشيرا إلى أن لهذه الأسلحة الجديدة قدرة تفجيرية هائلة، فهي قادرة على تدمير حارة سكنية كاملة.
وفي الوقت نفسه، كثف جيش الاحتلال استخدام الطائرات المسيرة "كواد كابتر"، التي حولها من أداة للتصوير والمراقبة إلى سلاح فتاك ومباغت، يشارك في إعدام الفلسطينيين ميدانيا باستهدافهم المباشر بالرصاص الحي والقنابل المتفجرة.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بذلك، حيث عمدت لتفخيخ مئات المنازل ونسفها، في حين يجري تدمير البعض الآخر على رؤوس ساكنيه بالقصف الجوي والمدفعي.
تطهير عرقي
إن ما يحدث في محافظة شمال غزة وفي القلب منها مخيم جباليا ليس اجتياحا أو عملية عسكرية، بل أكبر عملية تطهير عرقي في العصر الحديث، حيث إن آليات الاحتلال تخرج ليلا وتزرع البراميل المتفجرة وسط المنازل، ثم تعاود الاختباء، لا قتال حقيقي ولا مواجهات.
وحسب إعلاميين فلسطينيين فإن قوة التدمير أبادت 400 إنسان ودمرت مئات المنازل، وإن استمرت العملية على هذا النحو سيُهدم ما تبقى من الشمال على رؤوس سكانه.
بدورها، حمّلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الإدارة الأمريكية المسؤولية عن الإبادة التي تنفذها "إسرائيل" في شمال غزة، قائلة: إن "جرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان تحدث في شمال غزة" في إطار ما يُعرَف بـ"خطة الجنرالات".
وتهدف "خطة الجنرالات" لإحكام الحصار على شمال قطاع غزة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، واعتبار من سيبقى داخله مقاتلين، ما يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم بعد إعلان المنطقة "عسكرية مغلقة".
ووصفت الحركة ما يجري في شمال غزة بأنه أحد أكثر الخطط العسكرية وحشية وانحطاطا ونازية في التاريخ الحديث.
وطالبت حماس المجتمع الدولي بإجراءات فعالة لفرض قرارات تحمي المدنيين في غزة، كما دعت الدول العربية والإسلامية لتحرك عاجل وفوري للضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي.
ختام القول
سجل أهالي غزة صموداً في وجه الموت رافضين الانصياع لأوامر جيش الاحتلال بترك منازلهم والنزوح جنوبا، إذ كتب أحدهم "نموت في الشمال ولن ننزح إلى الجنوب، سيسقط مخطط التهجير".