الوقت - الفلسطينيون يواجهون حربا من أقسى الحروب التي شهدها التاريخ في الصراع العربي الإسرائيلي إلى جانب التدمير والقتل والتجويع والحصار التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الإسرائيلي ليأتي المستوطنون ويطردون الفلسطينيين من أرضهم محددين لهم وجهتهم وفق ما يلي:
أهالي رام الله.. توجّهوا إلى عمّان قبل أن نأتيكم” بيوم مثل ترمسعيا”.
وقد صدر هذا النداء خلال منشور نشرته جمعية أرض الميعاد الاستيطانية.
وهذا المنشور لم يكن الوحيد من قبل الجمعية نفسها حيث تم توجيه منشور آخر لأهالي مدينة نابلس مؤخرا بعنوان “الطريق آمنة لكم للرحيل في اليوم الموعود إلى مدينة السلط”.
بالإضافة إلى منشور ترافقه خارطة تقترح أيضا على أهل نابلس التوجّه إلى مدينة عجلون شمال الأردن حيث بلدهم الجديد إضافة إلى خريطة أخرى تضمنت مكانا لتجمع أهالي مدينة جنين وخاطبتهم الجمعية قائلة: “غادروا بأمان إلى مدينة إربد شمال الأردن”.
والدعوة لأهالي جنين هذه المرة تحديد طريق محدد للوصول إلى إربد مضمون وآمن والاقتراح تضمن الحفاظ على العائلات قبل اليوم الموعود.
فيما تم تداول خارطة رابعة موجّهة إلى أهالي مدينة الخليل والعنوان في الرسالة أسرعوا إلى الكرك قبل اليوم الموعود.
أما المنشور الأخير والذي حمل أكثر الرسائل وقاحة واستفزازاً كان يشمل كل سكان الضفة الغربية فيقول: “لا وجود لكم في أرض الأجداد القدماء.. اذهبوا إلى الأردن قبل أن يستيقظ جيشنا المقدس”.
ومع حزمة هذه الملصقات الدعائية خارطة سموتريتش المشهورة وخطاب باللغتين العربية والعبرية يقول: “كلها أرضنا ونحن نقرر أين ستنتقلون”، أما أهالي مدينة طولكرم فنصحهم المستوطنون بالتوجه فورا إلى مدينة عجلون أيضا.
هذه الأدبيات المتطرفة ليست جديدة لكن سرعان ما تظهر بين الحين والآخر.
والجديد في المسألة أنها وزعت على نطاق واسع الأسبوع الماضي مجددا في أكثر من مكان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة فيما رصدتها السفارة الأردنية في تل أبيب وأعدّت ملفاً من أجلها وتضمّنها وهذا هو المستجد الأبرز "مراسلات سياسية رسمية".
المراسلات تُطالب الحكومة الإسرائيلية بتوضيح موقفها من وجود جمعيات استيطانية تطبع المنشورات والملصقات وتنشرها وهي الجمعيات التي تحظى رسميا بدعم ومخصصات مالية من الحاكم الإسرائيلي العسكري العام وفقا للوثائق الأردنية، كما تدير الجمعية النشطة التحريض لأهل الضفة الغربية على الرحيل والهجرة ملصقاتها الدعائية بدعم من لجنة في مكتب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.
وتقول أوساط أردنية رسمية إن نشاطات ما تسمى "جمعية الميعاد" ممولة ومدعومة من وزيرين في الحكومة هما سموتريتش وبن غفير.
ورغم أن الجانب الإسرائيلي وصلته مذكرات بهذا الشأن إلا أنه لم يرد رسميا على الجانب الأردني فيما تساهم هذه الملصقات في إثارة مخاوف وبلبلة وسط الأردنيين.
بطش المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة بات كبيرا فهم لا ينفكون عن تصعيد انتهاكاتهم وهجماتهم المختلفة بحماية ودعم حكومة الاحتلال الإسرائيلية، فى كثير من القرى والمدن المحاذية لأماكن وجودهم واستيطانهم وخاصة فى الخليل الجنوبية وغور الأردن والقدس الشرقية التي تحيط بها المستوطنات والبؤر الاستيطانية من كل ناحية.
حيث رصد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عدة انتهاكات يمارسها المستوطنين بحق سكان فلسطين منها مهاجمة النساء والأطفال في منازلهم أو بالقرب منها، وإشعال النيران في الممتلكات والبيوت والسيارات والمحاصيل الزراعية ومخازن البضائع، إضافة إلى سرقة المواشي وتدمير البنية الأساسية لمنع الوصول إلى المياه.
وإلى جانب عمليات الهدم التي تنفذها الإدارة المدنية في حكومة الاحتلال، التي تجبر الفلسطينيين على ترك أراضيهم، ما يساعد على تعزيز وتوسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية الإسرائيلية في هذه المناطق.
بدوره قال رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في وقت سابق: إن خطة اللواء احتياط آيلند بإعلان شمال غزة منطقة عسكرية هي إحدى الخطط التي تتم دراستها حاليا، ووصفها بأنها "تتمتع بمنطق" حسب تعبيره.
وأكد نتنياهو استمرار العمل للتوصل إلى صفقة تبادل، واتهم كعادته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالتسبب في تأخر الوصول لاتفاق.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن نتنياهو قال لأعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست: إن نحو نصف الأسرى الإسرائيليين في غزة ما زالوا "أحياء".
وذكر نتنياهو أن "حكما عسكريا في قطاع غزة ليس الهدف بالنسبة لي، هذه وسيلة وليس هدفا، ونحن لا نريد السيطرة على المنطقة ولا ضمها، لن نضم غزة، وأعتقد أن ميزات السلطة الفلسطينية أكثر من عيوبها، ولا ينبغي أن تكون السلطة في غزة، لكن ليس صائبا أن نعمل من انهيارها في سهودا والسامرة الضفة الغربية"، وفق تعبيره.
على المقلب الآخر أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، دعم بلاده لصمود الشعب الفلسطيني والوقوف بوجه أي محاولات لتهجيرهم.
كما أعاد التأكيد على جاهزية الأردن للرد بحزم على أي محاولات للمساس بسيادته، سواء عبر تصفية الحسابات من خلال الأردن أو عبر تفجير الأوضاع في الضفة الغربية والقدس.
في حين أكد قياديان في حركة فتح، أن الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة تهدف بشكل أساسي لتهجير الفلسطينيين، واستمرارها يأتي في ظل العجز الدولي والصمت العربي إزاء هذه الجرائم، فالأهداف الإسرائيلية واضحة.
وقال الدكتور تيسير نصر الله، عضو المجلس الثوري لحركة فتح: إن أهداف الحكومة الإسرائيلية من وراء عدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، باتت واضحة على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية.