الوقت - أفادت وسائل الإعلام العبرية بأن حزب الله قد شنَّ قبيل ساعات معدودة، هجوماً صاروخياً كاسحاً استهدف شمال الأراضي المحتلة، في ردٍ حاسمٍ على الغارات الصهيونية الهمجية التي طالت الجنوب اللبناني.
وأكدت المصادر العبرية أنه في تزامنٍ مع هذه الضربة الموجعة، دوَّت صفارات الإنذار في أرجاء الشمال الفلسطيني المحتل بأكمله، وصولاً إلى مدينة حيفا، وقد أقرَّت المصادر الإسرائيلية بإطلاق كمٍ هائلٍ من الصواريخ من الأراضي اللبنانية، ما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في الجولان المحتل، ومدينة صفد، وحيفا، والناصرة، فضلاً عن مساحاتٍ شاسعة من الجليل.
وقد شهدت الساعات الأخيرة تصعيداً عسكرياً غير مسبوق، حيث باشرت قوات حزب الله اللبناني عمليةً عسكريةً واسعة النطاق، وفي هذا السياق، أفادت مصادر استخباراتية إسرائيلية رفيعة المستوى بوقوع سلسلة من الانفجارات العنيفة شرق مدينة حيفا.
وفي مؤشر على خطورة الوضع، انطلقت صفارات الإنذار بشكل متواصل ومكثف، مغطيةً معظم أرجاء شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يعكس حالةً من الاستنفار القصوى في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
وفي تطور لافت للنظر، تم رصد أصوات انفجارات هائلة في محيط القاعدة الجوية الاستراتيجية "رامات دافيد" في حيفا، ما يشير إلى استهداف منشآت عسكرية حساسة.
وتفيد التقارير الاستخباراتية الأولية، استناداً إلى مصادر موثوقة، بإطلاق ما لا يقل عن 75 صاروخاً عالي الدقة من الأراضي اللبنانية الجنوبية، باتجاه المناطق الشمالية من فلسطين المحتلة، ونتيجةً لهذا القصف المركّز، سقط عدد من الإصابات في صفوف المستوطنين الصهاينة في منطقة كريات بياليك المتاخمة لحيفا.
أكسيوس: هجوم حزب الله الليلة هو الأبعد مدىً منذ بداية حرب غزة
وفي قراءة للموقف، أكد موقع "أكسيوس" الاستخباراتي أن العملية العسكرية التي نفذها حزب الله في الساعات الأولى من فجر اليوم، تعدّ الأعمق والأبعد مدىً منذ اندلاع الحرب على غزة، ما يشير إلى تحول جذري في المعادلة الاستراتيجية للمواجهة.
وأوردت القناة 12 الإسرائيلية في تقرير خاص: "بينما كان رئيس الوزراء نتنياهو يسعى جاهداً لإعادة سكان المناطق الشمالية، يجد نفسه الآن أمام معضلة أكثر تعقيداً تتمثل في ضمان أمن وسلامة سكان حيفا ذاتها"، ما يعكس عمق الأزمة الأمنية والاستراتيجية التي تواجهها القيادة الإسرائيلية في هذه المرحلة الحاسمة.
وفي أعقاب الاعتداءات الإرهابية الأخيرة التي اقترفها الكيان الصهيوني ضد الشعب اللبناني، اتخذت القيادات العليا لهذا الكيان إجراءات استثنائية، معلنةً حالة التأهب القصوى في المناطق الشمالية من الأراضي المحتلة، وقد صدرت تعليمات صارمة للمستوطنين، تحثّهم على الالتزام بالبقاء بالقرب من الملاجئ المحصنة.
حزب الله يوسّع نطاق هجماته
وفي خضم هذه التطورات المتسارعة، قام حزب الله، بتصعيد وتيرة عملياته العسكرية بشكل لافت للأنظار، وفي هذا الصدد، اضطرت القناة العبرية الرابعة عشرة إلى الإقرار بأن الحزب قد نجح في تعزيز القدرات الباليستية لصواريخه بصورة ملحوظة، ما مكّنه من استهداف مناطق متعددة بدقة متناهية.
وفي تطور دراماتيكي، أوردت وسائل الإعلام العبرية تقارير تفيد باندلاع حرائق هائلة في مواقع استراتيجية متفرقة شمال فلسطين المحتلة، وتأتي هذه الحرائق كنتيجة مباشرة للهجوم الصاروخي الكاسح الذي شنّه حزب الله اللبناني، مستهدفًا بدقة متناهية منشآت حيوية في هذه المنطقة.
تأهب استثنائي يجتاح مناطق الأراضي المحتلة عقب هجوم حزب الله الفجري المباغت
کشفت القناة العبرية السابعة عن وابل صاروخي كثيف أطلقه حزب الله في ساعات الفجر الأولى، حيث دوّى صدى خمسة عشر صاروخًا في أرجاء محيط مستوطنة الناصرة، ما أسفر عن سقوط جرحى في صفوف المستوطنين الصهاينة بمستوطنة كفار عيلوت.
وتشير التقديرات الاستخباراتية إلى أن حزب الله اللبناني قد أطلق ما يناهز المئة وخمسين صاروخًا صوب الأراضي المحتلة، في عملية عسكرية واسعة النطاق.
مصادر ميدانية كشفت عن التدشين الأول لصواريخ "فادي 1" و"فادي 2" في هذه العملية
نشرت مصادر إعلامية معلومات عن هذين الصاروخين، اللذين تم استخدامهما في هجمات حزب الله الانتقامية ليلة أمس.
وأماطت المصادر الميدانية اللثام عن المواصفات التقنية المتطورة لهذه الصواريخ، حيث يتميز صاروخ "فادي 1" بعيار 220 ملم ومدى باليستي يصل إلى 80 كيلومترًا، بينما يتفوق صاروخ "فادي 2" بعيار 302 ملم ومدى استراتيجي يبلغ 105 كيلومترات، وأكدت المصادر أن هذه المنظومة الصاروخية المتطورة، قد دخلت حيز الخدمة الفعلية للمرة الأولى منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول.
الكيان الصهيوني يفرض تعتيماً إعلامياً صارماً على الرد الانتقامي لحزب الله
كشفت المصادر الإعلامية الصهيونية عن فرض قيود صارمة من قبل الكيان الإسرائيلي، على تداول تفاصيل العملية الانتقامية التي نفذها حزب الله، وأكدت هذه المصادر أن الرقابة العسكرية، تحظر بشكل قاطع نشر أي معلومات تتعلق بالهجوم الصاروخي الذي استهدف المناطق الشمالية.
وفي معرض تعليقه على الرد الحاسم للمقاومة اللبنانية على الاعتداءات الصهيونية المتكررة، والذي استهدف القاعدة الجوية والمطار العسكري في رامات بوابل من الصواريخ، صرّح مراسل إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي قائلاً: "من الجدير بالذكر أن وزير الحرب يوآف غالانت قام يوم الأربعاء المنصرم بزيارة تفقدية لقاعدة رامات دافيد، حيث التُقطت له صور تذكارية، وأعلن عن "انطلاق مرحلة جديدة في المعركة"، ويبدو جلياً أن حزب الله قد أحسن انتقاء هدفه، في مسعى لإيصال رسالة لا تقبل التأويل".