الوقت - كيان الاحتلال الذي لا يعرف سوى التباهي بقوته وقدراته الدفاعية بات عاجزا عن حماية سفنه والبواخر وناقلات النفط من استهداف المقاومة لها وعرقلة سيرها وتدميرها بل أصبح يبحث عن تغيير مسار سفنه هربا من أي ضربة أو اعتراض لها.
مؤخرا باتت السفن الإسرائيلية التي تمر من مضيق جبل طارق وتقصد "إسرائيل" تحاول الابتعاد بقدر الإمكان عن سواحل الجزائر وليبيا بالدرجة الأولى خوفاً من مفاجأة عسكرية نتيجة احتكاك غير مرغوب فيه.
وأمام ارتفاع هجمات الجيش اليمني ضد السفن الإسرائيلية في باب المندب والبحر الأحمر، تفضل هذه السفن الدوران عبر جنوب أفريقيا، وتدخل إلى البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق لتقصد الموانئ الإسرائيلية.
ومن خلال تتبع خط الملاحة للسفن الإسرائيلية التي تحمل البضائع، وكذلك الحربية القادمة من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية محملة بالذخيرة الحية، تفضل الإبحار بالقرب من المياه الإقليمية أو في المياه الإقليمية للدول الأوروبية التي لديها شواطئ على المتوسط والابتعاد بقدر الإمكان عن المياه الدولية القريبة من مياه دول مثل الجزائر وليبيا.
وبينت تصريحات في الأوساط الدبلوماسية في أوروبا أن الغواصات وبعض الفرقاطات الجزائرية تراقب بحذر شديد مرور السفن الإسرائيلية التي تمر في المياه الدولية المقابلة للمياه الإقليمية الجزائرية، وتخشى "إسرائيل" من احتكاك سفنها مع البحرية الجزائرية في هذا التوقيت الذي تجري فيه حرب قطاع غزة، ما قد يتولد عنه مواجهة غير مرتقبة، وتملك الجزائر أسطولاً بحرياً عسكرياً يعد ضمن الأقوى في البحر المتوسط بغواصاته الثمانية روسية الصنع.
كما تخشى "إسرائيل" من مفاجأة من الشواطئ الليبية نظرا لوجود جماعات مسلحة واحتمال تنفيذها هجوم مفاجئ على شكل هجمات الجيش اليمني ضد السفن الإسرائيلية ولهذا، تتخذ "إسرائيل" درجات أعلى من الحذر وتمر سفنها في المياه الإقليمية اليونانية قبل اقترابها من "إسرائيل"، وتفاجأت "إسرائيل" من هجمات قادمة من اليمن والعراق بعد اندلاع حرب قطاع غزة، ولم تكن تستبعد هجمات من جماعات من ليبيا.
وبعد تهديد سابق صدر عن الجيش اليمني ثم إيران بتوسيع الحرب الى البحر الأبيض المتوسط إذا تجرأت "إسرائيل" على مهاجمة إيران، تتخذ السفن الإسرائيلية أعلى درجات الحيطة والحذر في الإبحار، وضاعفت "إسرائيل" من الحيطة والحذر بعد وصول مسيرات يمنية الى الشواطئ المتوسطية لـ"إسرائيل".
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، يوم الأحد، عن وجود قلق متزايد في مجتمع الاستخبارات بشأن جبهة جديدة ومثيرة للقلق ضد "إسرائيل".
وقال الإعلام الإسرائيلي: إنّ اليمنيين بدؤوا بتوسيع نفوذهم في منطقة شمال أفريقيا بغرض استهداف "إسرائيل" ومصالحها، متوقعةً أن ينتقل المقاتلون من اليمن إلى شمال أفريقيا، بحيث يستطيعون "تهديد" مضيق جبل طارق (نقطة وصل أساسية بين أوروبا وأفريقيا، وبين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي).
ووفق المعلومات الأمنية في كيان الاحتلال الإسرائيلي فإنّ "عملية نقل الأسلحة إلى هذه المناطق قد بدأت بالفعل".
من ناحيته، قال مصدر مطلع لإحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية: إنّ "سيناريو التهديد هو سقوط صاروخ في البحر الأبيض المتوسط، وهذا سيكون كارثة"، مضيفاً: إنّ "التهديد هنا لا يقتصر على ميناء إيلات والبحر الأحمر، بل إنّ التهديد أصبح قُبالة سواحل إسرائيل".
وفي وقتٍ سابق، أكّد الإعلام الإسرائيلي أنّ اليمن هو أكثر جبهة تعرّض استقرار "إسرائيل" الاقتصادي للخطر، ولا سيما أنّه يهدد السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى "إسرائيل".
وكانت أعلنت جماعة انصارالله اليمنية في وقت سابق، بدء تنفيذ المرحلة الرابعة، في عملياتها من استهداف السفن كافة المتجهة لـ"إسرائيل" في البحر الأبيض المتوسط، وفقا للمتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع.
وقال سريع في بيان: إنّ جماعة انصارالله ستستهدف كل السُّفُنِ المخترِقةِ لقرارِ حظرِ الملاحةِ الإسرائيليةِ والمتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ في أي منطقة نصل إليها.
وأضاف: إنه في حالِ اتجهت "إسرائيل" إلى شن عملية عسكرية عدوانية على رفح، فسيتم فرض عقوبات شاملة على جميعِ سُفنِ الشركاتِ التي لها علاقةٌ بالإمداد والدخولِ للموانئ الفلسطينيةِ من أي جنسية كانت وستمنع جميع سفنِ هذه الشركات من المرورِ في منطقة عملياتنا بغض النظرِ عن وجهتها.
وأشار إلى أنه تتم متابعة تطوراتِ الحرب على قطاع غزة منِ استمرار للعدوانِ الإسرائيلي والأمريكي والتحضيرِ لتنفيذ عملية عسكرية عدوانية تستهدف منطقة رفح، وكذلك نتابع العرض المطروحَ على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والذي يريد فيه الاحتلال انتزاع ورقة الأسرى دونَ وقفٍ دائم لإطلاقِ النار.
وكانت أعلنت جماعة انصارالله اليمنية، التي أكدت مسؤوليتها عن مهاجمة ما يقرب من 120 سفينة خلال الأشهر الستة الماضية، عن أول عملية لها في البحر الأبيض المتوسط، ما قد يفتح جبهة أخرى ضد "إسرائيل" في منطقة تتمركز فيها القوات الأمريكية.
وذكرت مجلة نيوزويك أن أخبار تلك العملية كُشف عنها خلال تصريحات أدلى بها أمس عبد الملك الحوثي.
ولم يقدم تفاصيل محددة بشأن العملية، واكتفى بقوله: إن "إحدى عملياتنا العسكرية خلال هذا الأسبوع باتجاه البحر الأبيض المتوسط"، بالإضافة إلى 8 عمليات أخرى، نفذت باستخدام 15 صاروخا ومسيرة في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن والمحيط الهندي.
وبهذا أصبحت حكومة الاحتلال تزداد ضياعا وتحاول أن تجد ملاذا آمنا لسفنها في البحر مع استمرار تهديد جماعة أنصار الله لها واستمرار استهدافها لكل البواخر التي تتجه من وإلى "إسرائيل" ردا على حرب الإبادة التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.