الوقت - حالة من الغضب والضجة انتشرت بين المواطنين في مصر بعدما تم تداول منشورات حول قطع آلاف الأشجار في مدن ومناطق عدة، تصدرتها العاصمة القاهرة الأمر الذي تسبب في ارتفاع كبير في درجات الحرارة.
حيث تداول عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو مصورة تظهر قيام حملات تابعة للدولة بقطع الأشجار في بعض المناطق.
وانهالت التعليقات الغاضبة عبر المنشورات، مستنكرة قطع الأشجار وخاصة مع نشر صور تظهر قطع أشجار لا تؤثر على معدل سير الطرق أو تضر بأي شيء في محيطها.
في أول تعليق حكومي على تريند «قطع الأشجار»، أصدرت وزارتا البيئة والزراعة، ومحافظة الجيزة، يوم الخميس، 3 بيانات، توضح حقيقة ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حول قطع الأشجار.
وعلق الدكتور مجدي علام، الخبير في شؤون البيئة والتغيرات المناخية، على ظاهرة قطع الأشجار موضحا أن هناك فارقاً بين قطع الأشجار التي كبرت وأصبحت معمرة وتمثل خطورة بشأن احتمالية سقوطها على المارة وبين التي لا تضر في شيء.
كما بين أنه يجوز قطع الأشجار في حالة إذا كان الأمر يمثل حماية للمواطنين وحماية أشجار بجانبها لعدم السقوط عليها، موضحا أن هناك أشجارا عتيقة لها جذور ممتدة تؤثر على جودة الأرصفة مشيرا إلى أن قطع الأشجار مسؤولية وزارة البيئة بالتنسيق مع الإدارة المحلية والمحافظ، لافتا إلى أن هذا الأمر بمثابة جهد حكومي تشارك فيه الجمعيات التطوعية الأهلية.
من جهته علق الإعلامي عمرو أديب، على الموجة شديدة الحرارة التي تضرب البلاد خلال الوقت الحالي، وارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى نحو 50 درجة مئوية على محافظة أسوان.
وقال أديب: إن الأيام أثبتت أن إزالة الأشجار في مصر كانت جريمة، متابعا: "كل الشجر اللي اتشال في مصر كان جريمة، الناس تبحث حاليا عن أي نقطة للظل في ظل الموجة شديدة الحرارة حاليًّا".
وأشار إلى أن درجة الحرارة في مصر أعلى من أي مدينة خليجية، داعيا إلى الإكثار من زراعة الأشجار خلال الفترة المقبلة.
ولفت أديب إلى أن محافظة أسوان تواجه حاليا كارثة بيئية، في ظل الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، والتي وصلت إلى أعلى درجة في العالم، داعيًا إلى استثناء المحافظة من خطة تخفيف الأحمال.
وعلى المقلب الآخر رد الجانب الرسمي المصري على كل ما تم نشره وتداوله فيما يخص ملف قطع الأشجار حيث أكد أحمد إبراهيم، المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة، أنه كان هناك عملية تهذيب وتقليم حديقتي الحيوان والأورمان منذ 6 أشهر وأرفق صوراً لما قبل وبعد التهذيب، مشيرا إلى أن وزير الزراعة يؤكد دائما ضرورة الحفاظ على الأشجار والنباتات النادرة وكل من له طابع أثري وتراثي في الحديقتين، وذلك طبقا لما هو منصوص عليه في العقود المبرمة بين وزارة الزراعة وتحالف تطوير الحديقتين والذي تقوده شركة الإنتاج الحربي للمشروعات.
في حين استعرضت محافظة الجيزة جهود تشجير الشوارع بمختلف المناطق وقد دونت المحافظة، عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الأشجار والمسطحات الخضراء تزين شارع جزيرة العرب بالعجوزة.
كما نشرت وسائل الإعلام المصرية تقريرا عن جهود المحافظات في تنفيذ أعمال زراعة الأشجار التي تخص المبادرة الرئاسية "100 مليون شجرة" في مرحلتها الثانية للعام المالي 2023/2024 ، والتي تستهدف توريد 3 ملايين شجرة لجميع محافظات الجمهورية بتمويل من وزارة التنمية المحلية وبالتعاون مع وزارتي الإنتاج الحربي والزراعة واستصلاح الأراضي بتكلفة تقدر 98 مليون جنيه تتضمن أشجار خشبية ومثمرة بالطرق والشوارع الرئيسية والفرعية والمؤسسات الحكومية بمختلف قري ومدن المحافظات و جوانب الترع بما يساهم في مضاعفة الرقعة الخضراء على مستوى الجمهورية، وبما يتناسب مع الظروف الجوية لكل محافظة وخاصة مع قدوم فصل الصيف وما تشهده البلاد من ارتفاع في درجات الحرارة.
وكشف التقرير الذي تلقاه وزير التنمية المحلية، أن إجمالي ما تم توريده وزراعته بالفعل منذ بدء المرحلة الثانية للمبادرة وحتى الآن بلغ 2,5 مليون شجرة لعدد 25 محافظة، ويأتي ذلك في ضوء العقد الذى وقعته الوزارة مع وزارتي الإنتاج الحربي والزراعة لتوريد 3 ملايين شجرة للمحافظات، مشيراً إلى أن التعاقد ينص على أن تقوم وزارة الإنتاج الحربي بتوريد 2,005 مليون شجرة بتكلفة 66 مليون جنيه، بينما تقوم وزارة الزراعة بتوريد 995 ألف شجرة بتكلفة 32 مليون جنيه وذلك خلال المرحلة الثانية للمبادرة الرئاسية 100 مليون شجرة.
على الجانب الآخر، أكد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن عملية قطع الأشجار هدفها تحويل أحياء بأكملها إلى مشروعات عقارية، حيث إنه إلى جانب إزالة مئات المنازل، قطعت آلاف الأشجار لتوسيع الطرق، كما يجب التوضيح أن قطع الأشجار في مصر بات ظاهرة متكررة تصاحب مشروعات بناء وتطوير المرافق الخدمية، بشكل لا يراعي الوظيفة البيئية للأشجار والمساحات الخضراء، في حين يشكك الكثير بالروايات الرسمية المصرية ويرى أن التطوير العمراني هو مجرد غطاء وواجهة لما يخفيه ملف قطع الأشجار في مصر وهو تصدير الفحم لـ"إسرائيل"، وذلك بعد انتشار قطع الأشجار، ووقف كولومبيا وقف صادراتها من الفحم إلى "إسرائيل".
وكانت وزيرة البيئة أصدرت توجيهاتها بعدم تنفيذ أي أعمال تقليم أو تهذيب للأشجار داخل حديقة الميرلاند إلا بعد التنسيق مع الجهات المعنية واتخاذ إجراءات عاجلة بشأن الشكوى التي وردت للوزارة بتاريخ الـ17 من مايو 2024، والتي أفادت بقيام مسؤولي حديقة الميرلاند بقطع الأشجار بإحدى المناطق بها تمهيدًا لإقامة عدد من المقاهى والكافتيريات.
