الوقت- لم تكن استقالة "غانتس" هي الاستقالة الوحيدة لحكومة نتنياهو خلال الـ 24 ساعة الماضية، ففي الوقت نفسه، أعلنت المحطة الإخبارية العبرية 0404 في تقرير إخباري أن العميد آفي روزنفيلد، قائد جيش غزة، قد استقال من منصبه ولقد تم التصريح عن هذا الموقف في رسالة بعث بها إلى كبار القادة العسكريين.
وعلى سياق متصل، قال الوزير المتطرف في حكومة نتنياهو "إيتمار بن غفير": "جئت لإنقاذ دولة إسرائيل!"، ولكن عمليًا فإن وجوده زاد من حدة الأزمة في حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وقد أظهرت الأزمة الأخيرة نفسها أيضًا من خلال سلسلة من الاستقالات بين كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، وهذه الاستقالات هددت حياة نتنياهو السياسية وخاصة أنها جاءت في خضم حرب غزة.
الاستقالات المتسلسلة
بعد أقل من 48 ساعة من إعلان نتنياهو أن الجيش تمكن من تحرير 4 أسرى إسرائيليين في غزة واحتفل بالإفراج عن هؤلاء الأسرى بالأبواق، فجر عضو حكومته وزميله مفاجأة ثانية لنتنياهو بإعلان استقالته، واعترف "بيني غانتس"، وزير الحرب السابق ورئيس أحد أحزاب الائتلاف الذي انضم إلى ائتلاف نتنياهو وحكومة الحرب الصهيونية بعد بدء حرب غزة، بفشله في دفع عملية الحرب وأعلن رسمياً انسحابه من غزة، وفي هذا الصدد، كتب موقع واينت الإخباري باللغة العبرية نقلا عن بيني غانتس: "أعتذر لأسر جميع المختطفين، لقد حاولنا كثيراً ولكننا فشلنا في هذا الاختبار، ولم ننجح في إعادة العديد من المختطفين، وجزء من هذه المسؤولية هي مسؤوليتي".
لكن استقالة غانتس لم تكن الاستقالة الوحيدة لحكومة نتنياهو خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفي الوقت نفسه، أعلنت المحطة الإخبارية الناطقة بالعبرية 0404 في تقرير إخباري أن العميد آفي روزنفيلد، قائد جيش غزة، قد استقال من منصبه، وأعلن موقفه في رسالة بعث بها إلى كبار القادة العسكريين، ونشرت وسائل الإعلام العبرية صورة خطاب استقالة روزنفيلد ونقلت قوله: "في الـ7 من أكتوبر، فشلت في مهمة حياتي لدعم هذه المناطق (محيط غزة)، وأتحمل مسؤولية الفشل كقائد، وقررت إنهاء وجودي في هذا المنصب وخدمتي في الجيش الإسرائيلي بعد 30 عاما من الخدمة".
حكومة نتنياهو أصبحت أكثر توجهاً نحو اليمين المتطرف
ويقول محللون إن خروج غانتس من الحكومة، رغم أنه لن يطيح بحكومة نتنياهو على المدى القصير وفي الأيام المقبلة، لكن من دون غانتس، سيكون نتنياهو الآن أكثر اعتمادا على شركائه اليمينيين المتطرفين، وأظهرت استطلاعات الرأي أن غانتس قادر على هزيمة نتنياهو في الانتخابات، وفي هذه المرحلة يبدو أن غانتس يحاول إسقاط نتنياهو باستقالته وإخراج السلطة من دائرة نتنياهو عبر إجراء الانتخابات، وفي هذه الحالة، ربما إذا تمكن غانتس من إقالة وزراء آخرين غير راضين عن نتنياهو من الحكومة باستقالته، فإن هذا الوضع سيجعل سقوط نتنياهو أكثر احتمالا.
في الواقع، يشكل خروج غانتس وآيسنكوت من الحكومة فرصة جديدة للأحزاب المتطرفة مثل "القوة اليهودية" بقيادة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير و"الصهيونية الدينية" بقيادة وزير المالية "بتسلئيل سموتريتش" لفرض سيطرتهما على البلاد والتأثير على قرارات مجلس الوزراء الحربي.
ولقد اشتكى هذان الطرفان دائمًا من أن معظم قرارات الحرب يتم اتخاذها دون موافقتهما، بن غفير وسموتريتش، وكلاهما من أشد المؤيدين لمواصلة الحرب في غزة، ليسا حاليا أعضاء في مجلس الحرب، ولهذا السبب، وبينما وصف سموتريش استقالة غانتس وآيسنكوت بـ"الخطوة غير المسؤولة"، انتهز بن غفير الفرصة وطلب فوراً من نتنياهو عبر منصة "إكس" مساء الأحد الماضي ضمه إلى مجلس الحرب، وقال بن غفير "أرسلت طلبا لرئيس الوزراء وطلبت منه الانضمام إلى مجلس الحرب، حان الوقت لاتخاذ قرارات جريئة لتحقيق الردع الحقيقي والأمن الكامل على حدود غزة وعلى حدود لبنان وإسرائيل"، لكن آنا بارسكي، المحللة في صحيفة معاريف العبرية، نقلت عن مقربين من نتنياهو قولهم: إن رحيل غانتس وأيسنكوت سيدفع نتنياهو إلى حل حكومة الحرب.
تزايد السخط الداخلي
أبعد من ذلك، أظهرت استقالة غانتس أن حكومة نتنياهو تواجه أزمة وانقسامات قوية من الداخل، ويجب أن نأخذ في الاعتبار أيضًا أن استقالة غانتس هي أحدث علامة على تزايد السخط الداخلي على إدارة بنيامين نتنياهو للحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، وهذه هي أول ضربة سياسية كبيرة لنتنياهو خلال حرب غزة.
وانضم غانتس إلى حكومة نتنياهو في بداية حرب غزة في أكتوبر وكان ضمن الدائرة الداخلية لصنع القرار بشأن الحرب، لكنه يتهم نتنياهو برفض قبول اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب وضمان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، غزة عاجزة لأن شركاءه اليمينيين المتطرفين يسيطرون الآن على الحكومة، وهم نفس الأشخاص الذين يمنعون وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة. وحسب غانتس ومعارضين آخرين لنتنياهو، فإن حكومة تل أبيب حاليا ليس لديها استراتيجية وخطة لإنهاء الحرب وحتى لمراحل ما بعد انتهاء حرب غزة، وهذا الارتباك وعدم الحسم دفع تل أبيب للتحرك نحو الحل، وقال "دانيال سترين"، الخبير الأمريكي، لوسائل إعلام "إن بي آر": إن استقالة غانتس تشير الآن إلى إحباط متزايد بين جزء كبير من المجتمع الإسرائيلي من الوضع الذي تدور فيه الحرب.