الوقت - يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي التوغل البري في أجزاء متفرقة من مدينة رفح محدثاً دماراً واسعاً في المنازل والشوارع والمنشآت العامة والخاصة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية خروج مستشفى الهلال الإماراتي وهو آخر مستشفى عامل في رفح عن الخدمة بعد إخلائه في الـ30 من أيار.
وأكدت المنظمة انعدام الخدمات الصحية تقريباً في رفح حيث "لا يمكن الوصول إلى المستشفى الميداني الوحيد الذي يعمل جزئياً بسبب الأعمال العدائية".
حيث قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) "فيليب لازاريني": إن الأونروا اضطرت إلى وقف خدماتها الصحية وغيرها من الخدمات الأساسية والحيوية في رفح.
وأفادت وكالات إعلامية مختلفة بأن الوكالة التابعة للأمم المتحدة أعلنت بأنها اضطرت لوقف كل خدماتها في رفح جنوب قطاع غزة في ظل الهجوم الإسرائيلي؛ مشيرة إلى أن أكثر من مليون إنسان أجبروا على النزوح من المدينة "بحثا عن أمان لا يجدونه أبدا".
وقد صرح فيليب لازاريني، عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس": أن جميع مراكز الإيواء الـ36 التابعة للأونروا في رفح باتت خاوية الآن، مشددا على أن هذه الأماكن هي التي يلوذ بها الناس وينبغي أن تتمتع بالحماية في كل الأوقات تحت علم الأمم المتحدة.
واضاف هذا المسؤول الاممي: إن وكالة الأونروا اضطرت لوقف خدماتها الصحية في رفح وغيرها من الخدمات الحيوية.
وتابع: إن "الأونروا تعمل حاليا من خان يونس جنوب قطاع غزة بالإضافة إلى المناطق الوسطى، حيث يوجد الآن 1.7 مليون نسمة".
وتطرق لازاريني إلى الأوضاع في شمال غزة قائلاً: "وردتنا أفظع الصور من مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، آلاف النازحين ليس أمامهم خيار إلا العيش بين الأنقاض وفي منشآت الأونروا المدمرة".
ولفت لازاريني إلى أن الوكالة أعادت إطلاق عملياتها في خان يونس رغم الأضرار التي لحقت بجميع منشآتها.
وأشار إلى أن "الهامش الإنساني في غزة لا يزال يتقلص، حيث سُمح للأونروا بإدخال أقل من 450 شاحنة مساعدات فقط على مدى الأسابيع الثلاثة المنصرمة".
وأكمل المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين: إن هذه كمية لا تذكر بالنسبة لاحتياجات غزة التي لا تقل عن 600 شاحنة يوميا من المساعدات الإنسانية والوقود والشحنات التجارية.
وذكر أن كل الأنظار تتجه نحو الاقتراح الرامي إلى التوصل إلى نهاية لهذه الحرب من خلال وقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والتدفق الكبير والآمن للإمدادات التي تشتد حاجة غزة إليها.
وتعليقًا على قرار وكالة "الأونروا"، قال رئيس منظمة عدالة وحقوق بلا حدود، فرانسوا دوروش: إنّ الوضع الإنساني يتفاقم في مدينتي غزة ورفح في كل ساعة مع استمرار القصف والعنف الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن هذا الشعب يعيش وضعًا لا يطيقه أحد.
ولفت دوروش في حديث مع إحدى وسائل الإعلام من باريس إلى أنّ العائلات التي وجدت ملاذًا لها في مدينة رفح تواجه الآن القصف ونقص المياه والأدوية والغذاء، مشددًا على أن هؤلاء خسروا كل شيء.
وأشار إلى أن ما تعيشه غزة "مأساة إنسانية لا سابق لها"، معتبرا أن الوضع كارثي وسط صعوبة في إيصال المساعدات الإنسانية مع استمرار استهداف القصف الإسرائيلي لقوافل وكالة الأونروا بشكل مباشر.
وأوضح أنهم لا يستطيعون "إيصال المساعدات في الوقت الحالي من غذاء ومياه حيث يتم استهدافها من قبل جيش لا إيمان له ولا قانون".
وشرح دوروش أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا بتحقيق وقف إطلاق نار فوري ودائم كي تصل المساعدات الإنسانية، مع السماح لطواقم الأونروا بالعمل في ظروف مقبولة.
من جانبه، أعلن رئيس لجنة طوارئ لبلديات شمال غزة ناجي سرحان الأحد مخيم جباليا وبيت حانون منطقة منكوبة، مطالباً الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل.
وقال سرحان: إنه تم تدمير 50 ألف وحدة سكنية وتجريف شبكات الصرف والطرقات بمعظم بلديات شمال غزة، وأضاف إن "قوات الاحتلال قامت بتدمير 35 بئراً للمياه والمدارس ومرافق الأونروا"، محذراً من مجاعة وشيكة باتت تهدد شمال قطاع غزة.
وفي الشمال أيضاً، أفادت مصادر طبية بمستشفى كمال عدوان بانتشال أكثر من 120 جثة من الطرق وتحت أنقاض المنازل المدمرة في جباليا جراء العملية العسكرية الإسرائيلية.
وفي خطوة، لإنهاء عمل الوكالة الأممية، صادقت الهيئة العامة للبرلمان الإسرائيلي (الكنيست) الأربعاء بقراءة تمهيدية على مشروع قانون يقضي بأن تعلن "إسرائيل" الأونروا "منظمة إرهابية" وتجريم أنشطتها، ورفع الحصانة عن موظفيها.
ولا يزال يتعين التصويت في الكنيست بـ3 قراءات إضافية لمصلحة مشروع القانون ليصبح نافذا، وذلك ضمن ما تقول جهات فلسطينية وأممية ودولية إنها حملة إسرائيلية لتفكيك الأونروا وتصفية قضية اللاجئين.
وذكر الكنيست في بيان، أن "من بين الحصانات والامتيازات التي تتمتع بها الأونروا: الحصانة من الخضوع للمحاكمة، وحصانة الأرشيفات والمكاتب، وإعفاء أو تخفيض الضريبة وضريبة الأملاك، وإعفاء من منع الاستيراد أو التصدير، وإعفاء من ضريبة الدخل".
وأعربت دول عربية وغربية وتكتلات ومنظمات دولية عن قلقها وإدانتها لهذا الإعلان، فقد قالت وزارة الخارجية القطرية اليوم الأحد إن قطر تدين محاولة "إسرائيل" تصنيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على أنها "منظمة إرهابية".
وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية عمليتها في مدينة رفح السبت على الرغم من الانتقادات الدولية واسعة النطاق.
وتعتبر "إسرائيل" رفح آخر معقل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي شنت هجوما كبيرا على مستوطنات غلاف غزة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي.
ولكن العديد من حلفاء الكيان الغاصب يعارضون بشدة التوغل العسكري في رفح نظرا للجوء عدد كبير من المدنيين إليها هربا من القتال في أماكن أخرى في القطاع الساحلي، وقد غادر العديد منهم رفح مرة أخرى منذ ذلك الحين.
