الوقت- تابع العالم أجمع الجريمة الكبرى التي نفذتها قوات الاحتلال بحق المهجرين الفلسطينيين وهم في خيامهم في مدينة رفح، حيث لم يسلموا من إجرام هذا الاحتلال حتى بعد أن شردهم ودمر منازلهم، أمام صمت وتخاذل عربي وإسلامي ودولي، مذبحة رفح والأعمال الوحشية التي تقترفها آلة الإجرام الصهيونية وضعت الإدارة الأمريكية في موقف محرج بين فكي كماشة، فمن جهة التنديد العالمي بجرائم الكيان المدلل المدعوم من قبلها ومن جهة أخرى تخوف من احتمال إدراج الكيان الغاصب ولأول مرة في القائمة السوداء للمنظمة الدولية للدول التي تضر بالأطفال في مناطق الصراع.
مراجعة انتهاك الخط الأحمر!
بعدما وضعت حكومة الاحتلال الإدارة الأمريكية في موقف محرج أمام الرأي العالم العالمي تحاول واشنطن تلميع الموقف من خلال ادعائها بأنها تراجع ما إذا كانت الضربة الإسرائيلية على مخيم النازحين والتي أسفرت عن العشرات من الضحايا في رفح، قد انتهكت الخط الأحمر الذي حدده الرئيس جو بايدن، وبشكل خاص أنه حتى أيام قليلة قبيل الغارة، كان موظفو البيت الأبيض واثقين من أنهم قادرون على التأثير بشكل كبير على خطط الكيان الإسرائيلي للقيام بعملية عسكرية في رفح من أجل تجنب وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وحسب موقع إكسيوس الأمريكي فقد ناقش مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك ساليفان، عملية رفح مع كبار مسؤولي الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب وتم اتخاذ العديد من مخاوف إدارة واشنطن بعين الاعتبار في خطط "إسرائيل" المعدلة بشأن رفح، ورأى حينها ساليفان أن العملية يمكن تنفيذها دون تجاوز الخط الأحمر، وأن الغارة على رفح ستؤدي على الأرجح إلى زيادة الضغوط السياسية على بايدن لتغيير سياسته فيما يتعلق بالتحركات الإسرائيلية في قطاع غزة.
ولكن في ظل تناقض كبير في الموقف الأمريكي، بعد المجزرة والأخبار المروعة من رفح حاول منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي تبنى الرواية الإسرائيلية التي تقول إن الغارة استهدفت اثنين من قادة حركة حماس، وقال إن لـ"إسرائيل" الحق في ملاحقة الحركة، لكنه دعا تل أبيب لاتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين، ووصف صور الغارة بأنها كارثية تفطر القلب.
وفي هذا السياق، ندد نواب ديمقراطيون بالغارة الإسرائيلية ودعوا الرئيس جو بايدن إلى الوفاء بوعده في ما يتعلق بوقف بعض إمدادات الأسلحة إلى كيان الاحتلال، ووصفت النائبة رشيدة طليب، وهي الأمريكية الوحيدة من أصل فلسطيني في الكونغرس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه مهووس بالإبادة الجماعية، ولكن طالما أن هناك من يحمي هذا الكيان ويبرر أو على الأقل يسكت عن جرائمه التي لم تتوقف منذ ثمانية أشهر فإنه لن يرتدع ولن يتوقف عن الاستمرار في حربه وارتكاب جرائمه.
إدراج الكيان في القائمة السوداء
كشفت وسائل إعلام عبرية عن المخاوف في الداخل الإسرائيلي من أن يتم إدراج الكيان الغاصب في القائمة السوداء للأمم المتحدة التي تضم الكيانات التي تضر بالأطفال في مناطق الصراع إلى جانب جماعات إرهابية مثل "داعش" والقاعدة.
وفي هذا السياق يسعى دبلوماسيون إسرائيليون "من وراء الكواليس" إلى إقناع الأمم المتحدة بعدم شمل "إسرائيل" في قائمة سوداء للدول التي تستهدف الأطفال في مناطق الحروب، وذلك على خلفية الحرب على غزة.
فيما تمكنت حكومة الاحتلال وبدعم أمريكي مطلق من منع شملها في القائمة السوداء للأمم المتحدة، العام الماضي، ورغم أن الدول والتنظيمات في هذه القائمة السوداء لا تخضع لعقوبات دولية فورية، إلا أن التخوف الإسرائيلي هو أن شملها في القائمة السوداء سيشكل بداية لدفع عقوبات، مثل مقاطعة شركات تجارية وشركات أسلحة ضدها، بالإضافة لاتساع العزلة الإسرائيلية بشكل كبير.
ومن المنتظر أن يُنشر الشهر المقبل تقرير أعدته مبعوثة الأمم المتحدة المعنية بحال الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة، فيرجينيا غامبا، في هذه الاثناء تتحرك الجهود الإسرائيلية على قدم وساق من خلف الكواليس محاولة إقناع الأمم المتحدة بتصحيح التشوهات العديدة الواردة في مسودة التقرير، وبخصوص وضع كيان الاحتلال على القائمة هذا العام، أوضح الإعلام العبري أن القرار سيكون ساري المفعول لأربع سنوات إذا قبل فعلًا واعتمد نهائيًا من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.