الوقت - زعم موقع وول ستريت جورنال مؤخراً في مقال مثير للجدل، أن الجيش الأمريكي ينقل جميع طائراته ومعداته العسكرية من قاعدة "الظفرة" الجوية في الإمارات إلى قطر، وحسب هذا المصدر، يقوم البنتاغون بنقل مقاتلات وطائرات مقاتلة دون طيار وطائرات عسكرية أخرى موجودة في الإمارات إلى قطر.
وفي فبراير/شباط، أبلغت الإمارات العربية المتحدة الولايات المتحدة أنها لن تسمح بعد الآن للمقاتلات والطائرات دون طيار الأمريكية المتمركزة في قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي بمهاجمة اليمن والعراق، ما لم تكن السلطات الإماراتية على علم بالتفاصيل قبل الهجمات، وقال مسؤولون أمريكيون إن ذلك دفعهم إلى إرسال الطائرات إلى قاعدة العديد الجوية في قطر، لتنفيذ العمليات.
مع تزايد التوترات الإقليمية، تشعر الإمارات العربية المتحدة بقلق بالغ، وينبغي القول إن هذا البلد يساعد العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة علناً، ونتيجةً لذلك، قد تكون الإمارات مستهدفةً من قبل القوات التابعة لإيران في المنطقة.
ووصفت الإمارات العربية المتحدة القيود المفروضة على العمليات الجوية الأمريكية انطلاقاً من أراضيها، بأنها "قيود للدفاع عن النفس".
وقال مسؤولون أمريكيون: إنه بالإضافة إلى نقل المعدات العملياتية إلى قطر، تدرس الولايات المتحدة شن غارات جوية من جيبوتي في أفريقيا ضد اليمن.
لكن ما هو السبب الرئيسي وراء التغيير المفاجئ لموقف أبو ظبي؟
منذ السنوات الماضية والتجربة المريرة للحرب في اليمن، كان شيوخ الإمارات يتخوفون دائمًا من احتمال شن هجمات بعيدة المدى على أراضيهم الرئيسية ومرافقهم الحيوية.
وكان زعماء المشيخات الست الأخرى ينصحون دائماً حاكم أبوظبي محمد بن زايد بتجنب الأطماع الإقليمية، والمخاطر الكبيرة التي ستشكلها هذه القضية على دولة الإمارات، وكان الهجوم الكبير بالصواريخ والطائرات المسيرة الذي تم تنفيذه من الأراضي اليمنية ضد مدينة أبو ظبي مطلع عام 2022، قد دقّ ناقوس الخطر لهذا البلد.
وفي يناير/كانون الثاني 2022، ورداً على تدخل الجيش الإماراتي والمرتزقة التابعين لقيادته في مهاجمة المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة صنعاء في محافظتي شبوة ومأرب، نفذت أنصار الله اليمنية عدة موجات من الهجمات الكبيرة بطائرات دون طيار وصواريخ على أبو ظبي.
الدفاع الجوي الإماراتي في مواجهة الصواريخ اليمنية
كانت جماعة أنصار الله اليمنية قد هددت حينها باستهداف مدينة دبي، إذا استمر تدخل أبوظبي وعدوانها على الأراضي اليمنية، وقد أدى هذا الأمر إلى تسريع عملية وقف إطلاق النار في اليمن، وإنهاء العمليات العسكرية لدولة الإمارات خلال العامين المقبلين.
إلا أن تنفيذ إيران لعملية "الوعد الصادق" واسعة النطاق ضد الکيان الإسرائيلي، والأبعاد النفسية والدعائية الواسعة لهذا الهجوم، كان لها تأثيرات فورية على عملية التعاون العسكري بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية.
من المؤكد أن إطلاق وابل من الصواريخ والطائرات دون طيار من إيران على الأراضي المحتلة، وعدم قدرة نظام الدفاع الجوي المشترك للولايات المتحدة والکيان الإسرائيلي على صد هذا الهجوم، جعل قادة أبو ظبي يفكرون بأنه إذا تحركت أمريكا في يوم من الأيام ضد مصالح إيران من هذا البلد وتعتزم طهران الرد، فما هي العواقب التي سيواجهونها؟
لا شك أن الدعم الواسع الذي قدمته أمريكا وعدة دول أخرى للدفاع عن الکيان الإسرائيلي ضد الهجوم الإيراني، لن يتكرر بالنسبة لأبو ظبي، كما أنه على عكس الکيان الإسرائيلي الذي يبعد عن إيران أكثر من ألف كيلومتر، فإن الإمارات ستكون متاحةً على بعد أقل من 200 كيلومتر.
کذلك، فإن حجم النيران التي قد تتعرض لها المنشآت العسكرية والاقتصادية التابعة لدولة الإمارات في العملية الانتقامية الإيرانية، أكبر بكثير من قدرة الدفاع الجوي لهذه الدولة، وسيواجهون مستوى من الضرر سيكون من المستحيل التعافي منه على المدى القصير، وصعب للغاية على المدى المتوسط.
لكن مسألة طرد القوات الأمريكية من الإمارات، يمكن أن تؤدي أيضاً إلى سيناريو الدومينو في هذا المجال، فبالمقارنةً مع الدول الخليجية الأخرى مثل قطر أو البحرين أو الكويت، تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بمساحة أكبر وقوة عسكرية ودفاعية أكبر.
وإذا توصل شيوخ الإمارات إلى استنتاج مفاده بأنهم لن يتمكنوا من صد الهجمات الانتقامية الإيرانية إذا استخدمت الولايات المتحدة أراضيهم للهجوم، فإن هذا ينطبق أيضًا على الدول المذكورة بمعدل أعلى.