الوقت - تم تطوير الأنظمة المضادة للصواريخ "أرو-2" و"أرو-3" التابعة للكيان الصهيوني بالاشتراك مع الولايات المتحدة.
تستخدم أنظمة "أرو-2" رؤوساً حربيةً متفجرةً لتدمير الصواريخ الباليستية القادمة في المرحلة الأخيرة من حركتها في الغلاف الجوي العلوي، والتي يبلغ مداها 90 كيلومتراً ويبلغ أقصى ارتفاع لها 51 كيلومتراً.
ويمكن اعتبار "أرو-2" بمثابة ترقية لنظام الدفاع الأمريكي المضاد للطائرات والصواريخ باتريوت، والذي استخدمه الکيان الإسرائيلي ذات يوم في هذا الدور.
ويستخدم نظام "أرو-3" المضاد للصواريخ، تقنية التأثير الحركي لاعتراض الصواريخ الباليستية القادمة في الفضاء، قبل أن تدخل الغلاف الجوي مرةً أخرى في طريقها إلى أهدافها.
واعترف المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر بالقدرة العسكرية الإيرانية في ردها العسكري ضد "إسرائيل" في بيان إعلامي، وقال: "الإجراء الذي اتخذته إيران ضد إسرائيل، كان هجوماً غير مسبوق وواسع النطاق من داخل الأراضي الإيرانية".
يذکر أنه في مساء السبت وصباح الأحد الـ13 والـ14 من أبريل، نفّذ سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني العملية العقابية "الوعد الصادق" برمز "يا رسول الله (ص)"، ونجح في ضرب أهداف داخل الأراضي المحتلة بعشرات الصواريخ والطائرات المسيرة، وجاءت هذه العملية رداً على هجوم تل أبيب الصاروخي على القنصلية الإيرانية في سوريا، واستشهاد سبعة من مستشاري طهران وضباطها العسكريين في دمشق.
وحسب جيش الکيان الصهيوني، تم إطلاق حوالي 170 طائرة مسيرة، وأكثر من 30 صاروخ كروز، وأكثر من 120 صاروخًا باليستيًا من إيران باتجاه فلسطين المحتلة، وأشار العميد حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، إلى "أننا واجهنا الصهاينة بأقل الأسلحة"، وأوضح: في هذه المرحلة، لم نستخدم صواريخ خرمشهر وسجيل والشهيد حاج قاسم وخيبرشكن 2 وفتح، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وأثار الهجوم الإيراني على الکيان الصهيوني غضباً كبيراً في صفوف الأمريكيين، وقالت القناة 14 التلفزيونية التابعة للکيان الصهيوني: "يجب الاعتراف بأن قوة الردع للولايات المتحدة الأمريكية، تلقت ضربةً قاتلةً نتيجة الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل".
كما أعلنت وسائل إعلام الکيان الصهيوني، أن إيران كسرت المحرمات المستمرة منذ عقود بعدم مهاجمة فلسطين المحتلة من الأراضي الإيرانية، ويقول دياكو حسيني، الخبير في القضايا الدولية، عن أهداف إيران من عملية الوعد الصادق: "إذا كان وصول الصواريخ والطائرات المسيرة إلى الأهداف المحددة، له أدنى أهمية بالنسبة لإيران، فما كان عليها أن تبلغ الدول بقرار شن عملية عسكرية قبل 72 ساعة، ولم يكن هدف إيران عسكرياً، بل سياسياً وهو إظهار الإرادة والشجاعة لمهاجمة الأراضي الإسرائيلية بشكل مباشر وعلني".
مساعدات واسعة النطاق
النقطة المهمة في سياق عملية الوعد الصادق العقابية، هي تقديم مساعدة واسعة النطاق من قبل أمريكا وبريطانيا وفرنسا، إلى جانب بعض دول المنطقة، للکيان الصهيوني للتعامل مع الطائرات دون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية الإيرانية.
واعترف مصدر أمريكي: 10 دول ساعدت "إسرائيل" على اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، وفي الواقع، خلال هذه العملية ضد الکيان الصهيوني، واجهت إيران الناتو و"إسرائيل" وحلفاءهم الإقليميين.
لقد استخدمت أمريكا، باعتبارها العضو الأكثر أهميةً في حلف شمال الأطلسي، جميع معداتها الدفاعية الجوية والمضادة للصواريخ، للمساعدة في اعتراض وتدمير الطائرات دون طيار والصواريخ التي أطلقتها إيران، ومن المعدات المهمة في هذا المجال، رادارات المراقبة AN/TPY-2، وهي منظومة رادارية أرضية منتشرة في قطر وتركيا وفلسطين المحتلة، ومهمتها الخاصة هي كشف الصواريخ الباليستية وتحذير الأنظمة المضادة للصواريخ من انطلاقها بهدف اعتراضها.
رادار AN/TPY-2 عبارة عن رادار ذي مصفوفة مرحلية X-band، يحتوي على 72 وحدة إرسال واستقبال مع أكثر من 25 ألف مصفوفة، ويمكنه اكتشاف جميع أنواع الأهداف الجوية على مسافة ألف كيلومتر، ويعدّ هذا الرادار، الذي يعتبر الجزء الحساس الرئيسي في نظام الدفاع الأمريكي ثاد، أكبر رادار في العالم يتمتع بالقدرة على تحريك مكوناته.
على الرغم من المساعدات الكبيرة التي قدمتها أمريكا والحلفاء الغربيون وبعض دول المنطقة للکيان الصهيوني، لاعتراض الطائرات دون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، بالإضافة إلى استخدام الکيان لكل قدراته الجوية والدفاعية المضادة للصواريخ، ولکن من الناحية العملية أصاب عدد كبير من الصواريخ الإيرانية أهدافه في فلسطين المحتلة.
وتحدث سكوت ريتر، المحلل العسكري الأمريكي الشهير، عن فشل الرادار الأكثر تقدماً في العالم ضد الصواريخ الإيرانية، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تمتلك راداراً متطوراً من طراز AN/TPY-2 موجوداً في صحراء النقب، وأوضح أن أفضل نظام دفاع صاروخي في العالم، لم يتمكن من حماية المواقع التي كان مسؤولاً عن حمايتها من الهجمات الصاروخية الإيرانية.
هيكل أنظمة الدفاع الصاروخي للكيان الصهيوني
وفقاً لمنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية (IMDO)، فإن القبة الحديدية هي الطبقة الأدنى للدفاع الصاروخي الإسرائيلي.
توجد في فلسطين المحتلة ما لا يقل عن 10 أنظمة للقبة الحديدية، كل منها مزود برادار لكشف الصواريخ، ثم يستخدم نظام القيادة والتحكم ليحسب بسرعة ما إذا كانت المقذوفة القادمة تشكل تهديدًا، أو من المحتمل أن تضرب منطقةً غير مأهولة، وإذا كان الصاروخ يشكل تهديداً، فإن القبة الحديدية ستطلق صواريخ من الأرض لتدميره في الجو.
والمستوى التالي في هرم الدفاع الصاروخي للكيان الصهيوني، حسب موقع IMDO، هو نظام "مقلاع داوود"، المخصص للحماية من التهديدات الصاروخية قصيرة المدى ومتوسطة المدى.
"مقلاع داوود" هو مشروع مشترك بين شركة "رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة" الإسرائيلية وشركة "رايثيون" الأمريكية، يستخدم صواريخ "ستونر" و"سكاي سيبتور" الاعتراضية لتدمير أهداف يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وفي الفئة التالية، هناك المنظومات المضادة للصواريخ "أرو-2" و"أرو-3" التابعة للكيان الصهيوني، والتي تم تطويرها بالاشتراك مع الولايات المتحدة.
ويمتلك الکيان الصهيوني أيضًا طائرات مقاتلة من الجيل الخامس من طراز F-35، استخدمها لإسقاط الطائرات دون طيار وصواريخ كروز خلال عملية الوعد الصادق.
أضرار الكيان الصهيوني
على الرغم من ادعاء الكيان الصهيوني وحلفائه بتدمير 99% من الطائرات دون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران، إلا أن الواقع غير ذلك.
حيث كتبت صحيفة معاريف الصهيونية في تقرير لها عن الأضرار التي خلّفها الهجوم الصاروخي الإيراني: يبدو من تحليل مقاطع الفيديو أن أربعة صواريخ على الأقل أصابت قاعدة نيفاتيم، وحسب التحليل، من المحتمل أن تكون خمسة صواريخ قد أصابت قاعدة رامون، وفيما يتعلق بمفاعل ديمونة النووي، حسب تحليل صور الأقمار الصناعية، يبدو أن صاروخاً واحداً على الأقل أصاب أحد مباني المفاعل، وصاروخين ضربا المنطقة المحيطة بالقاعدة.
وتضيف الصحيفة: حسب الصور أيضاً، ضربت طائرة مسيرة قاعدة حرمون، ويبدو أن نسبة اعتراض الصواريخ تبلغ حوالي 84%، وهي ليست کما يدعيه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
نتائج العملية لإيران
لقد حققت عملية "الوعد الصادق" نتائج عسكرية كبيرة لإيران، ويظهر اختراق الصواريخ الإيرانية وضربها الأهداف، وجود نقاط ضعف خطيرة في أنظمة الدفاع الصاروخي للكيان الصهيوني، والتي يمكن لإيران في الهجمات المستقبلية المحتملة استخدام نقاط الضعف هذه، لإحداث أضرار جسيمة للكيان الصهيوني.
والواقع أن أنظمة الدفاع الصاروخي المتعددة الطبقات الإسرائيلية، أظهرت قدرتها على الدفاع عن فلسطين المحتلة ضد وابل محدود من الصواريخ والقذائف (على سبيل المثال، الصواريخ التي تطلق من غزة أو من قبل حزب الله) وكمية صغيرة من الطائرات دون طيار والصواريخ، ولكن من المحتمل أن يتم التغلب عليها وإصابتها بالشلل، في حال وقوع هجوم كبير بطائرات دون طيار أو ضربات صاروخية واسعة النطاق.
إن اعتراف المتحدث باسم البنتاغون بقدرة إيران العسكرية في الرد على الکيان الصهيوني، وتنفيذ هجوم واسع النطاق وغير مسبوق من داخل الأراضي الإيرانية إلى فلسطين المحتلة، على الرغم من أن حلفاء أمريكا الإقليميين كانوا على علم بهذا الهجوم قبل 72 ساعة من انطلاقه، وهو الأمر الذي كان من الطبيعي أن يتم إبلاغ واشنطن به أيضاً، يظهر أن إيران قادرة على توجيه ضربات ساحقة للکيان الصهيوني، رغم كل الاستعدادات العسكرية للکيان وأمريكا والحلفاء الإقليميين والأوروبيين.
ويرى سكوت ريتر، المحلل العسكري الشهير، أن ما فعلته إيران في عملية الوعد الصادق ضد أهداف الکيان الصهيوني في الأراضي المحتلة، كان من أجل إحياء قوة الردع في هذا البلد.
وقيّم ريتر عملية الوعد الصادق العقابية بأنها ناجحة للغاية، وأشار إلى تثبيت قوة الردع الإيرانية، وقال: "يمكن القول إن هذه العملية حققت نجاحاً كبيراً ليس فقط بالنسبة لإيران، بل للعالم أجمع، لأن الردع الإيراني أصبح الآن حقيقةً يمكن أن تسيطر علی أمريكا وإسرائيل".
يبدو أنه مع تنفيذ إيران للعملية العقابية، شهد الکيان الصهيوني انهياراً كاملاً لأسس عقيدته الدفاعية الأمنية التي استمرت لعقود من الزمن، والتي كانت تقوم على المبادئ الثلاثة: الردع الاستراتيجي، والإنذار الاستراتيجي، والنصر الحاسم.