الوقت - كتب ألون بينكاس، قنصل الکيان الإسرائيلي السابق في نيويورك وسفير الکيان السابق لدى تركيا، في صحيفة هآرتس: لن تعود "إسرائيل" وإيران إلى حالتهما السابقة من "حرب الظل"، لأن المقومات الأساسية التي حددت "المعركة الخفية" بين الجانبين على مدى العقد الماضي، تضررت في الأسبوعين الأخيرين.
وإذا لم يكن مفهوم الردع الإسرائيلي قد فقد بالكامل أثناء الهجوم الذي شنته حركة حماس على "إسرائيل" في السابع من أكتوبر، فإن هذا المصطلح فقد بالتأكيد صلاحيته في ليلة الهجوم الإيراني بالصواريخ والطائرات دون طيار على "إسرائيل".
إن اعتراض جزء من المقذوفات الإيرانية إنجاز، لكن لا علاقة له بالردع، والتحالف العملي الذي تم تأسيسه بين "إسرائيل" والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والأردن، إلى جانب المساعدة الاستخباراتية من الدول الخليجية الأخرى، قد لا يعمل بالضرورة على هذا النحو في الجولة المقبلة المحتملة من الصراع بين إيران و"إسرائيل".
ورغم أن بنيامين نتنياهو ظل لسنوات يصف إيران بأنها التهديد الرئيسي للأمن القومي الإسرائيلي، والقدرات العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الإيراني باعتبارها تهديداً حيوياً للحضارة الإنسانية، فإنه لم يكلف نفسه عناء صياغة استراتيجية منهجية متعددة الأبعاد لمواجهة هذه التهديدات، ومن المتوقع أن يكون شخص مثله، يعتقد أن الشعب اليهودي في خطر مميت، قد طوّر استراتيجيةً معقدةً وطويلة الأمد ضد هذا التهديد.
ومن خلال تشجيع دونالد ترامب على الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ومعارضة جهود جو بايدن لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، قام بنيامين نتنياهو بـ "أسرلة" التهديد النووي الإيراني، الذي كان يشكل خطراً على العالم؛ ونتيجةً لهذا فقد بلغت إيران اليوم العتبة النووية، الأمر الذي زاد من تعقيد أبعاد هذا الصراع.
في الوقت نفسه، أشارت وكالة سبوتنيك للأنباء في تحليل لها، إلى أن حجم الرد الإيراني أجبر "إسرائيل" على نشر تقنياتها والتقنيات الأمريكية المضادة للصواريخ في جميع أنحاء المنطقة؛ وتمتلك إيران الآن خريطةً كاملةً لنظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي.
هذه بداية لعبة جديدة يتضح فيها أمران: حصلت "إسرائيل" على دعم من أنظمة الدفاع الأمريكية والبريطانية والفرنسية والأردنية وتحذير لمدة 72 ساعة، في حين اقتصرت إيران أهدافها على منشآت عسكرية محددة، ولم تختر هدفاً واسعاً ضد أي أهداف مدنية أو حضرية.
إن ما أظهرته إيران هو أنها ستعمل ضد "إسرائيل"، ويمكنها أن تفعل ذلك بفعالية وذكاء ضد أهداف مجهزة بأفضل الرادارات وأفضل نظام دفاع جوي في العالم.
حيث استخدمت إيران سبعة صواريخ لاستهداف المواقع المحددة، وضربتها بخمسة صواريخ، ولذلك، في هذه العملية، أصابت بخمسة أو سبعة صواريخ أفضل منطقة محصنة وأفضل دفاع جوي في العالم.
أليس غريباً أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا شاركت جميعها في هجوم عسكري؟ لأنه في المرة القادمة لن يتلقوا إشعارًا قبل 72 ساعة؛ وإذا حدث هجوم حقيقي، فلن يتم منح هؤلاء فرصةً؛ وعندها ستعاني "إسرائيل" كثيراً، وهذه حقيقة لا يمكنهم تحملها.