الوقت- على غير عادتها، اعترفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن صاروخين سقطا في منطقة مفتوحة بمستوطنة كيسوفيم في غلاف غزة، حيث أطلقا من القطاع، مع حديث هيئة البث الرسمية أن الصاروخين أُطلقا من جنوب قطاع غزة باتجاه كيسوفيم، وسقطا في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات، وأشارت الوسائل الإعلامية التابعة للكيان إلى أن هذا الحادث يأتي في اليوم الثالث على التوالي من إطلاق الصواريخ من غزة نحو منطقة الغلاف، فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن الجيش الإسرائيلي قام بقصف منطقة الإطلاق في جنوب قطاع غزة، ما يحمل دلالات مهمة بعد 6 أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة.
تستمر تل أبيب في حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، على الرغم من صدور قرار من مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، ورغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية"، وفي ظل إعلان الجيش الإسرائيلي قصف بنية تحتية عسكرية تضم مقاتلين من "حزب الله" في ثلاث مناطق بجنوب لبنان.
وبالتزامن مع حديث جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قوة عسكرية تابعة للواء السادس رصدت مقاتلين من "حزب الله" داخل بنية عسكرية في منطقة الجبين بقضاء صور في الجنوب، زعم أن طائرات مقاتلة قامت بقصف البنية التحتية العسكرية التي كانت تحتوي على عناصر من "حزب الله"، كما أن طائراته استهدفت أحد مقاتلي المقاومة داخل مبنى عسكري في منطقة عيتا الشعب بقضاء بنت جبيل في الجنوب.
وفي إضافة، استمرت الغارات الجوية للاحتلال في الوقت نفسه على مقاتل كان موجوداً داخل بنية عسكرية تابعة لـ"حزب الله" في كفركلا بقضاء مرجعيون في الجنوب، بدوره، أكد "حزب الله" في بيانات منفصلة استشهاد ثلاثة من مقاتليه، وهم "مبارك علي حمية (صادق)"، و"حسين علي دغمان (ملاك)"، و"علي رضا حرب (أبو مهدي)"، مشيراً إلى أنهم "ارتقوا شهداء على طريق القدس".
وفي بيانات منفصلة، بينت المقاومة اللبنانية أن مقاتليها استهدفوا أيضاً مبنيين يستخدمهما جنود العدو في مستعمرة شلومي بالأسلحة المناسبة، مع استهداف التجهيزات التجسسية في موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة وتدميرها، كما أن مقاتليه استهدفوا "موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، ونفذوا قصفًا بقذائف المدفعية على انتشار جنود العدو في محيطه"، بالإضافة إلى أنهم أيضاً استهدفوا انتشار جنود العدو الإسرائيلي شرق مستعمرة إيفن مناحم بالأسلحة الصاروخية.
وفي وقت متزامن، دوت صافرات الإنذار في معظم مناطق شمال كيان الاحتلال الإسرائيلي القريبة من الحدود اللبنانية، بما في ذلك "شلومي" و"كريات شمونة" و"المطلة"، نتيجة للاشتباه في تسلل "طائرات مسيرة معادية"، وأفادت معلومات بأنه تم إطلاق ست صواريخ من لبنان باتجاه الجليل الغربي دون أن يتم اعتراضها من قبل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ولم يسفر الحادث عن وقوع إصابات.
وتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً ومتقطعاً عبر "الخط الأزرق" الفاصل، تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر، والتي تتلقى دعماً أمريكياً، وهذه الاشتباكات أسفرت عن وقوع شهداء وقتلى وجرحى، معظمهم في لبنان، وتستمر تل أبيب في حربها المدمرة على غزة، بالرغم من صدور قرار من مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، ورغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
وبالتالي، إن قوة المقاومة في غزة بعد مرور ستة أشهر على الحرب الإسرائيلية، تظهر الواقع الحالي وهو استمرار قوة الإرادة والصمود لدى الفلسطينيين وخاصة المقاومة في مواجهة التحديات الإسرائيلية، على الرغم من الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية والمدنية في القطاع، إلا أن الإرادة الصلبة والاستعداد للتصدي للتهديدات المتجددة تظل سمة بارزة.
في النهاية، تبقى المقاومة في غزة شريكا أساسيا في تحقيق توازن القوى مع كيان الاحتلال، فهي تمثل ليس فقط وسيلة للدفاع عن السكان والأراضي الفلسطينية، بل تعتبر أيضًا عاملا مهما في الحسم السياسي والإيقاع باتجاه حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويُعزز دور المقاومة في غزة توازن القوى ويؤكد حق الشعب الفلسطيني في المقاومة ضد الاحتلال والتمييز والقمع.
وبالنسبة لدور المقاومة في لبنان، فإن التضامن مع غزة يبرز أهمية الدور اللبناني في دعم القضية الفلسطينية والتصدي للعدوان الإسرائيلي، حيث تُعزز الاشتباكات المتواصلة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية دور المقاومة وتوفر دعمًا رمزيًا وعمليًا للشعب الفلسطيني في غزة، كما يظهر الدور المستمر للمقاومة في غزة ولبنان أن الصراع لا يزال مستمرًا، ولكن الإرادة والصمود والتضامن يمثلون عوامل أساسية في تحقيق النصر وتحقيق العدالة للشعبين الفلسطيني واللبناني.