الوقت- وجّه الحاج طالع باقرزاده رسالة من السجن إلى قائد المکتب السیاسي الکبیر لحرکة حماس إسماعيل هنية يواسيه في استشهاد أبنائه الثلاثة وأحفاده ويدعوه إلى الصبر في طريق النضال... إلیکم نص الرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم. ...
أود أن أبدأ السطر الأول من رسالتي هذه بسطور التحية الموجهة إلى قائد المکتب السیاسي الکبیر لحرکة حماس إسماعيل هنية.... ليس من صعب تصور الخسارة الكبيرة لرب الأسرة إسماعيل هنية عندما يقوم العدو بعمل إرهابي ماكر ضد عائلتك، وينتج عنه استشهاد أبنائك الثلاثة وأحفادك الثلاثة و في الوقت نفسه فإن الحقيقة أن هنية الذي یعرفه كل فرد من أفراد الوطن كفرد منهم تقبل الاستشهاد بقلب محترق وتقاسم الألم مع أهل غزة وهذا الألم الذي خف عنده بمواساة أهله في غزة... حيث إن مشاركة عائلة القائد كجزء لا يتجزأ من الشعب في قلب الحدث، في حرب الحقيقة، مثال واضح على ما يقال... وبالطريقة نفسها فإن صبر هنية اللامتناهي خلال الأخبار التي تلقاها هو عمل متقن لغزة مع إيمان النفس الثابت بنعمة الله، ونتقدم بأحر التعازي لهنية ونسأل الله أن يرحم الشهداء المظلومين، والمظلومين من أهل غزة المقاتلين، لمداواة جرحاهم، والنصر لأهلهم في معاركهم.
إن نضال غزة الدؤوب في تاريخ البشرية، وموقفها الشجاع، وخطواتها التي تكتب تاريخ الاستشهاد الديني، ستكون بلا شك نموذجاً للأمة، ليس اليوم فقط، بل أيضاً للأجيال القادمة، وفي حرب العدالة، لقن الشعب، رغم عدم تكافؤ القوى والفرص المحدودة والحرمان الذي لا نهاية له، العدو درسا في النضال أعطى معنى حقيقيا لمفهوم الوطن في هذه الحرب التي استمرت عقودا، ولن ترحب الإنسانية بهذا المفترس ولو مرت القرون... وكذلك وجود الولاء الذي أظهره أهل غزة من الطفل إلى الشيخ، ومن الجندي إلى القائد، بكلمة واحدة... لقد أثبت أهل غزة أن الكفاح ضد الظلم ليس نقطة صغيرة، وأنه ليست كل الجهات مسدودة، فهو قتال مبني على رضا الله وتأييده ولا شك أن الحق سينتصر، ودم الاستشهاد هو التوقيع المنتصر للحق... ولا شك أن هذا التوقيع سيوضع في فضاء القدس. إننا كأعضاء في حركة الاتحاد الإسلامي كنا مع حماس في حقها منذ اليوم الأول وآمنا دائما بانتصاركم الشرعي في هذا الأمر،،، ولكن ولسوء الحظ، فإن السياسة المؤيدة ل"إسرائيل" التي تنتهجها الحكومة الأذربيجانية قد حكمت على العديد من أعضائنا بالسجن مدى الحياة.
ولهذا لا نستطيع أن نظهر لكم دعمنا المادي والمعنوي، ولكننا ندعم حماس بكل قلوبنا ونتعاطف معها، ورغم أن قضبان السجن تمنع صوتنا من الوصول إليكم، إلا أنها لا يمكن أن تكون عائقاً أمام وصول صلواتنا إليكم، ونحن معكم بكل أرواحنا ومتأكدون من انتصاركم قريباً بعون الله.
النصر من عند الله.. الفتح قريب.
الحاج طالع باقرزاده.
17 أبريل 2024
السجن رقم 12.