الوقت- تُعد القضية الفلسطينية من أهم القضايا العربية والإسلامية، وقد حظيت بدعم وتأييد كبيرين من قبل العديد من الدول العربية والاسلامية، ومع ذلك، فقد شهدت السنوات الأخيرة خذلانًا واضحًا من قبل السعودية تجاه قطاع غزة، الذي يعاني من ظروف إنسانية صعبة للغاية، حيث لم تصدر السعودية أي بيانات قوية تدين العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما لم تشارك في أي جهود دبلوماسية لإيجاد حل للأزمة، ولقد ساهمت السعودية في فرض الحصار على قطاع غزة، ما تسبب في معاناة كبيرة للسكان هناك.
ورفضت السعودية تزويد المقاومة الفلسطينية بأسلحة ودعم عسكري، ما أضعف من قدرتها على الدفاع عن نفسها، وقد أدى هذا الخذلان إلى تفاقم الأزمة في قطاع غزة، حيث يعيش السكان هناك في فقر مدقع، ويتعرضون لخطر الحصار الإسرائيلي المستمر، كما أدى هذا الخذلان إلى إحباط الجماهير الفلسطينية، التي كانت تأمل في أن تلعب السعودية دورًا فاعلًا في دعم القضية الفلسطينية، حيث خشيت السعودية أن تتعرض لعقوبات من "إسرائيل" إذا ساعدت قطاع غزة.
وعلى الرغم من هذه الأسباب، إلا أن خذلان السعودية لغزة يُعد خطوة خطيرة تُضعف من دور السعودية في المنطقة، وتُعزز من موقف "إسرائيل" في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما أن خذلان السعودية لفلسطين يُعد جريمة إنسانية لا تغتفر، ويُعد مصدر خيبة أمل كبيرة للجماهير الفلسطينية، وعلى السعودية أن تعيد النظر في سياستها تجاه القضية الفلسطينية، وأن تلتزم بدعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال.
ولهذا فقد فقدت السعودية مصداقيتها كقائدة للعالم العربي والإسلامي حيث تُعد القضية الفلسطينية قضية محورية بالنسبة للعديد من الدول العربية والإسلامية، ويعد خذلان السعودية لهذه القضية دليلًا على ضعف قيادتها، ويُعد خذلان السعودية لغزة إشارة إلى قبولها بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، ما يُعزز من موقف "إسرائيل" في المنطقة. وبشكل عام، فإن خذلان السعودية لغزة يُعد خطوة خطيرة تُضعف من دورها الإقليمي، وتُعزز من موقف "إسرائيل" في المنطقة.
خيانة ابن سلمان لفلسطين
في تصريحات خطيرة تمثل خيانة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أن الإسرائيليين لهم الحق في أرض أسلافهم في إعلان خطير أن فلسطين أرض الإسرائيليين وليست أرض الفلطينيين، وجاء هذا التصريح بمثابة إعلان رسمي عن التطبيع الرسمي بين الكيان الإسرائيلي والسعودية، حيث أعلن محمد بن سلمان ، أن بلاده تتقاسم المصالح مع "إسرائيل"، لافتا إلى أنه حال التوصل إلى سلام في المنطقة، فسيكون هناك “الكثير من المصالح بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي".
محمد بن سلمان يسابق أسلافه في خيانة القضية الفلسطينية
بدأت وسائل إعلام مُقربة من "ابن سلمان"، مثل «بلومبرغ» التي تجمعها شراكة واسعة مع «المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام»، المالكة لكبريات وسائل الإعلام السعودية المرئية والمقروءة، بالترويج إلى أن عملية «طوفان الأقصى» التي أدت إلى هزّ المنطقة؛ هدفها إجهاض الجهود الأمريكية للتقارب بين الكيانيين السعودي والصهيوني في المضي قدماً نحو التطبيع.
والأشد قبحا في الأمر أن هيئة كبار العلماء في المملكة يلتزمون الصمت على كل هذه الخيانات الظاهرية منها والباطنية وكأنهم أصنام عرب الجاهلية الأولى لا يرون ولا يسمعون ولا يشاهدون ما يجري من مآس ودمار وأنهار دماء تسيل في غزة بإجرام الكيان الصهيوني الغاصب، خدمة للأرعن "ابن سلمان"، ثم إن الأمر لم يقف عن هذا فقط بل تمادى وتمادوا معه ومالوا ميلة واحدة مع "ولي أمرهم" نحو مهرجانات الرقص والفجور والمجون لفتيان وفتيات الجزيرة العربية والأمة حزينة كل الحزن على ما يتعرض له أهلنا في فلسطين من غزتها وضفتها التي أزهقت أرواح الآلاف من الأبرياء غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ بعدوان صهيوني وحشي منذ أشهر.
لقد باتت خيانة قضية الأمة الأولى فلسطين والصمت على ما يجري على أهلها بأبخس الأثمان هو ديدن محمد بن سلمان الذي سبق أسلافه في ذلك كثيراً، حيث هددت وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية التجار في المملكة، بالعقوبات والغرامة المالية والسجن في حال الاستجابة لحملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والأمريكية ومن لف لفهما؛ رغم أنه هناك قرارا بتجريم التعاطي مع المنتجات الإسرائيلية في المملكة بتوقيع فيصل بن عبد العزيز رئيس مجلس الوزراء آنذاك.
لا يمكن إنكار تأييد السعودية لدولة صهيونية فوق الأراضي الفلسطينية خلال الفترة السلمانية كما كان عهد عبد العزيز، وتصريح ولي العهد في إحدى مقابلاته مع مجلة "ذي أتلانتيك" the Atlantic بأن" الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في العيش بسلام على أرضهم"، خير دليل قولا وفعلا؛ وكذا بيانات الخارجية السعودية بخصوص ما يدور من مجازر في غزة لا أحد يفهم منها شيئاً، إنها عين الوقاحة والإذلال والخذلان.
ولي العهد السعودي أكد على "اهتمامه البالغ" بالتطبيع مع "إسرائيل"
أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكد على "اهتمامه" في إقامة علاقات مع "إسرائيل" بعد إنهاء الحرب في غزة ووضع مسار واضح وموثوق ومحدد زمنيا لإقامة دولة فلسطينية. وعلى الصعيد الداخلي، وفي إطار سعيها لإيجاد بدائل مالية عن عائدات النفط، استقطبت السعودية 27 مليون سائح أجنبي في العام 2023 وتسعى إلى مضاعفة هذا الرقم بحلول نهاية العقد الحالي، حسب ما أعلن وزير السياحة في المملكة.
ومن جانبه، قال سفير السعودية في بريطانيا، الأمير خالد بن بندر: إن بلاده مهتمة بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بعد حرب غزة، ولكن أي اتفاق للتطبيع "لا بد أن يؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية"، وكشف الأمير خالد بن بندر، في تصريح لبي بي سي، أن الاتفاق كان "وشيكا"، عندما علقت السعودية المحادثات بوساطة أمريكية، إثر الحرب الإسرائيلية على غزة بعد هجمات حركة المقاومة الإسلامية حماس، على مواقع إسرائيلية، يوم السابع من تشرين الأول.
وأضاف إن السعودية لا تزال تؤمن بإقامة علاقات مع " إسرائيل"، على الرغم من الخسائر الفادحة في الأرواح في غزة، ولكنه قال إن ذلك لا ينبغي أن يكون "على حساب الشعب الفلسطيني"، ونبه السفير السعودي أيضا إلى "خذلان الإنسانية" في غزة، لأن المجتمع الدولي لم يفعل ما فيه الكفاية لإنهاء القتال.
لا يتوقّف الحديث عن تطبيع السعودية علاقاتها مع كيان العدو الصهيوني، ويكاد لا يمر أسبوع من دون أن تخرج مقالات في الإعلام الأجنبي تتناول الموضوع، وما يريده النظام السعودي بأن يبقى تحت الطاولة، يُخرجه الإسرائيليون إلى العلن عن سبق إصرار وتصميم، ويطمع الصهاينة بأن يقود الكشف عن اللقاءات والتنسيق المشترك إلى تسريع مسار الإعلان عن التطبيع الرسمي، إلا أن الرغبة السعودية لها حساباتها المختلفة.
ويقول توبن: "يقدّر محمد بن سلمان والسعوديون علاقتهم بإسرائيل ويعتبرونها الآن ضرورية لأمنهم، لكن ما زال هناك فرق كبير بينهم وبين الدول العربية الأخرى، فالعائلة المالكة السعودية ترى أن شرعيتها متأصلة من وضعها كحارس للأماكن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة، وإن الاعتراف بالدولة اليهودية أمر منطقي من منظور السياسة الواقعية، ولكن ليس من منظور ديني، لأن مثل هذه الخطوة ستجعل السعوديين أكثر عرضة لانتقادات الإسلاميين".