الوقت - تواصل أمريكا محاولاتها للتوصل إلى هدنة مؤقتة بما يتماشى مع مصالح تل أبيب وعقد صفقة تبادل أسرى للصهاينة، وحتى الوسيطان القطري والمصري لم يتحركا في إطار تنفيذ شروط المقاومة وأهمها تثبيت وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وهي لا تصب في مصلحة الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، قال أحد قادة المقاومة الفلسطينية، الذين يتواجدون في أجواء هذه المفاوضات إنه صحيح يجب التمييز بين الأطراف المختلفة، لكن الحقيقة أن لا أحد من الوسطاء يفعل شيئاً لمصلحتنا وكلهم يضغطون علينا ويتحركون تجاه مطالب العدو الصهيوني، وبالتالي فإن النتيجة هي أن الجميع يروج للادعاء الأمريكي بأن الفلسطينيين مسؤولون عن عدم التوصل إلى اتفاق.
كما ذكر هذا المصدر أن هناك بعض الأمور الواضحة التي يجب بطبيعة الحال تحقيقها في أي وقف لإطلاق النار.. لأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دون تنفيذه على الأرض لا معنى له، على سبيل المثال، في حالة وجود قوات الاحتلال في جميع أنحاء غزة ولا تريد الخروج عن طرق الاتصال ومغادرة المناطق السكنية في غزة، كيف يمكن لسكان غزة السفر؟
وتابع المصدر كيف يمكن أن نتحدث عن وقف إطلاق النار وأهل غزة محرومون من تفعيل المخابز والصيدليات وآبار المياه وغيرها، وكيف يمكن أن تتم أمور أهل غزة دون وجود جهات تنسق التواصل وكيفية توصيل المساعدات؟ كل هذه هي القضايا التي يتم تجاهلها في المفاوضات، ويقال لنا أطلقوا سراح الأسرى الإسرائيليين حتى يرتاح أهل غزة، ونسأل عن حركة المواطنين الفلسطينيين في غزة، جوابهم أن هذه تفاصيل سنتحدث عنها لاحقا.
جميع فصائل المقاومة داخل غزة وخارجها تريد التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف الحرب، ولكن الجميع متفقون على أن أي مفاوضات لا تؤدي إلى وقف دائم للحرب هي في مصلحة العدو والقوة الرئيسية.
بدوره أكد عضو بارز في حماس أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
حسب هذا المصدر فإن الأجواء التي كانت سائدة في مفاوضات باريس خلال الأسابيع الماضية أدت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أظهرت أن هذا الإطار هو اقتراح يتماشى مع وقف إطلاق نار طويل بما يكفي لتمهيد الطريق لوقف دائم لإطلاق النار، ولكن كما تنبأت المقاومة عندما أدرك العدو أنه لم يحقق ميدانه في خان يونس وبعد أن بادرت قوات المقاومة شمال غزة، عاد العدو إلى النقطة الأولى وبعد فشله في الضغط على المقاومين وبدعم من أمريكا دخل مرحلة الضغط على السكان غزة.
كما أكد هذا المصدر البارز في المقاومة الفلسطينية أن جيش الاحتلال يحتاج إلى العثور على قادة المقاومة أو أسراها في غزة، وهذا الأمر معجزة، والعمليات الأمنية الواسعة التي قام بها بالتعاون مع المخابرات وأجهزة الدول الأوروبية وبمساعدة الأجهزة الأمنية العربية لم يتمكن أي منها من الوصول إلى هدفه ولم يحصلوا على أي معلومات عن مكان وجود قادة المقاومة وكذلك الأسرى الإسرائيليين.
وأشار إلى مقتل عدد من الأسرى الصهاينة في غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي وقال إن العدو أخذ ورقة رفح بعد الهزيمة في خان يونس ويهدد بالهجوم على هذه المنطقة ويريد من العالم أن يُخدع، ويقولون إن رفح لا تستضيف اللاجئين الفلسطينيين، لكن قادة المقاومة ومعهم الأسرى الإسرائيليون يختبئون بين اللاجئين.
ولأن المقاومة في غزة -يضيف الدويري- لا تزال لديها القدرة على الاستمرار في القتال، فهي تتمسك بمطالبها ولا تقدم تنازلات خلال المفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى هدنة مع الطرف الإسرائيلي.
وكما يبدو فإن المقاومة سيدة الميدان في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهذا الأمر يدعمها في مفاوضاتها، فالمقاومة لا تزال تستخدم أدوات وأساليب جديدة ضد الاحتلال، وهي تكبده يوميا خسائر في صفوف جنوده، وتحدث عن إجماع فلسطيني بأن الأداء العسكري للمقاومة صلب وقوي ومتماسك.
ويرى محللون وخبراء عسكريون أن الورقة المهمة في يد المقاومة الفلسطينية هي الأسرى الإسرائيليون الذين تحتجزهم المقاومة في قطاع غزة، وأكدوا على أهميتها من أجل الحصول على وقف شامل لإطلاق النار في غزة.
حيث قال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "إن أولويتنا القصوى لإنجاز تبادل الأسرى هي الالتزام التام بوقف العدوان وانسحاب العدو، ولا تنازل عن ذلك".
وعلى صعيد مفاوضات «الهدنة»، التي كان الوسطاء يأملون الاتفاق عليها بحلول شهر رمضان، لم يتضح بعد ما إذا كان قد تم تحديد موعد لاستئنافها، وكانت قناة «القاهرة الإخبارية»، نقلت الخميس الماضي، عن مصدر مصري رفيع المستوى، قوله إنه «سيتم استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل»، وأضاف المصدر، الذي لم تكشف القناة عن هويته، إن «المشاورات مستمرة بين الأطراف كافة للوصول إلى الهدنة قبل حلول شهر رمضان المبارك».
بدوره، قال عضو المكتب السياسي بحركة «حماس»، حسام بدران، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، (الأحد): إنه «لم يتحدد موعد عودة وفد مفاوضي الحركة إلى القاهرة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار»، وأضاف: «لا يوجد جديد»، متهماً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«رفض الاستجابة للمطالب الفلسطينية العادلة فيما يتعلق باحتياجات غزة الأساسية.
واستضافت القاهرة، الأحد الماضي، وعلى مدار 4 أيام، جولة مفاوضات تستهدف الاتفاق على «تهدئة في غزة لمدة 6 أسابيع»، شاركت فيها وفود من «حماس»، وقطر، والولايات المتحدة الأمريكية، بينما غابت "إسرائيل" عن هذه الجولة لأن «حماس» رفضت تنفيذ طلبها بتقديم قائمة بأسماء الأحياء من المحتجزين لديها، وهو ما أشارت الحركة لـ«صعوبته» في ظل استمرار القتال، ولا سيما مع وجود المحتجزين في مناطق عدة داخل قطاع غزة.