الوقت- في حفل توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام في مسرح دولبي في كاليفورنيا، وعلى الرغم من الإعلان عن إجراءات أمنية مشددة لمنع الاحتجاجات ضد الغزو الإسرائيلي لغزة، رُفعت الأعلام الفلسطينية عالياً خارج مكان الحفل، وتضامن العديد من النجوم مع الشعب الفلسطيني، كما تمكن المحتجون من تنظيم مظاهرة تضامنية خارج المبنى، وتم إلقاء الضوء على حفل توزيع جوائز الأوسكار بسبب الاحتجاجات، وتأجل حفل توزيع جوائز الأوسكار لمدة لا بأس بها بسبب تجمع متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين خارج مكان الحفل في لوس أنجلوس، وفي مقطع فيديو انتشر على موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقًا)، يمكن رؤية حشد من المحتجين وهم يحملون الأعلام الفلسطينية ويهتفون "أوقفوا إطلاق النار الآن" بالقرب من مسرح دولبي، بالتزامن مع استمرار عملية الإبادة الإسرائيلية ضد غزة وشعبها.
القنابل تسقط.. وأنتم تتفرجون
نتيجة الوجود الكبير، عطلت المظاهرة حركة المرور المتجهة إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته الـ 96 لمدة 20 دقيقة تقريبًا، ولم يصل العديد من النجوم إلى مكان الحفل إلا قبل 10 دقائق من موعد البدء، ويُعتقد أن النجمة مارجوت روبي من بين المشاهير الذين وصلوا متأخرين، وقد نزل بعض النجوم من سياراتهم وبدؤوا في السير إلى مكان الحفل مع وصول الشرطة لتفريق الحشود، وإن المغنيين الأمريكيين بيلي إيليش (على اليمين) وفينس أوكونيل ارتديا دبابيس تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وعندما بدأ النجوم السير على السجادة الحمراء، ردد المئات من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الغاضبين من الحرب على غزة شعارات مناهضة للحرب وأبطؤوا حركة المرور في الشوارع المحيطة بمسرح دولبي في هوليوود، وكُتب على إحدى اللافتات: "بينما تشاهدون أنتم، ستسقط القنابل"، وكان من بين النجوم البارزين في الحفل الذين عبروا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية والتقط المصورون صورًا لهم الفنان رامي يوسف، والفنان نديم، والممثل الفرنسي سوان الرود الذي ارتدى أيضًا دبوسًا يحمل علم فلسطين، والممثل الفرنسي ميلو ماتشادو غراند، كما حضر أيضاً المنتج التونسي نديم شيخ روحة، والمخرج السينمائي التونسي خواطر بن هنية والمغني الأمريكي بيلي إيليش.
وعلى الرغم من أنّ القوى الأمنية أكدت في وقت سابق أن منظمي الحدث مستعدون للتعامل مع عدد من الخطط الاحتياطية حتى يتمكنوا من الانتشار السريع عند الحاجة، وسيتم نصب مئات الحواجز والجدران بالقرب من المسرح في هوليوود وسيحرس الحفل أكثر من 1000 فرد أمن، بما في ذلك ضباط الشرطة وحراس أمن أكاديمية السينما، إلا أن هذه الخطوة جاءت بعد دعوة من مجموعة احتجاجية مؤيدة للفلسطينيين لتنظيم مسيرة احتجاجية بالقرب من مسرح في جادة هوليوود بعنوان 'لا تمنح الجوائز أثناء الإبادة الجماعية'.
"لا يمكن لصناعة الترفيه أن تشتت انتباهنا، سنستمر في الدعوة إلى وقف إطلاق النار وتحرير الشعب الفلسطيني"، عبارة مهمة قالها المنظمون الذين خططوا لإيصال رسائلهم للضيوف والمرشحين للجوائز والعالم لاتخاد مواقف مشرفة أمام هذه القضية العالمية، ولم يكن الهدف سلبيا أبدا، وقد علمت السلطات باحتمالية القيام بهكذا فعاليات مناهضة للإرهاب الإسرائيليّ، والدليل ما قاله قائد شرطة لوس أنجلوس لوسائل الإعلام حول أن "الشرطة ستعمل عن كثب مع منظمي حفل توزيع الجوائز والوكالات الأمنية لتنفيذ تدابير شاملة لضمان تجربة أوسكار آمنة للجميع".
العالم فهم حقيقة الكيان
هذه الأخبار المهمة تظهر تأثير الحرب الإسرائيليّة البربرية على الأحداث العالمية والمشهد الثقافي والفني العالمي حيث أدرك العالم من هي "إسرائيل" وداعموها، فالاحتجاجات التي نظمتها جماعات داعمة للفلسطينيين خارج مسرح دولبي في لوس أنجلوس أدت إلى تأجيل حفل جوائز الأوسكار لإيصال رسائل بارزة في مثل هكذا حدث عالمي، وهذا يظهر وجود تأييد عميق بين شرائح المجتمع الأمريكي بشأن الحرب الإسرائيلية على فلسطين وغزة.
ولا شك أنّ تضامن النجوم مع الشعب الفلسطيني يعد أمرا شديد الأهمية، ويلقي الضوء أكثر على مأساة الفلسطينيين وخاصة في غزة نتيجة التوحش الإسرائيليّ، وعدد من النجوم والشخصيات البارزة في صناعة الترفيه والفن عبروا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية، سواء عبر حمل الأعلام الفلسطينية أو ارتداء الدبابيس التي تدعو إلى وقف إطلاق النار، هذا يظهر الوعي الذي تتمتع به بعض الشخصيات العامة بشأن القضايا الإنسانية والسياسية العالمية.
وإنّ التأثير على حركة المرور والتنظيم الأمني يعني وجود حدث بارز وتضامن جماهيري، فالمظاهرات التي نظمها المتظاهرون تسببت في عرقلة حركة المرور وتأخير وصول النجوم إلى مكان الحفل، كما أنها دفعت بالسلطات إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة نتيجة التفاعل الكبير، مثل نصب حواجز والاستعانة بأكثر من 1000 فرد أمن، هذا يظهر التوتر والتحديات الأمنية التي قد تواجه السلطات في التعامل مع تصاعد المظاهرات والاحتجاجات الكبيرة المناهضة للحرب الإسرائيليّة.
وبشكل عام، يظهر هذا الحدث التفاعل القوي بين الأحداث العالمية والصناعة الترفيهية الأمريكية، ويبرز دور الشخصيات البارزة في الفن والترفيه في التعبير عن مواقفهم السياسية والإنسانية وتأثيرهم في الرأي العام، وبالإضافة إلى النتائج المذكورة، يمكن أن يكون لهذا الحدث تأثيرات سلبية على الكيان الإسرائيلي أيضًا، وذلك لأسباب أهمها زيادة الوعي الدولي بالصراع الفلسطيني-الإسرائي، عبر تضامن النجوم والشخصيات البارزة مع القضية الفلسطينية في حدث دولي مثل حفل جوائز الأوسكار، يمكن أن يزيد الوعي الدولي بالأوضاع في فلسطين ويسلط الضوء على القضايا الإنسانية والسياسية التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
كذلك، تقويض صورة الكيان العامة، ويمكن أن يؤدي تضامن الشخصيات العامة مع الفلسطينيين إلى تقويض صورة الكيان أكثر في العالم، وذلك من خلال تعزيز فكرة الاحتجاج على السياسات الإسرائيلية والتضامن مع الفلسطينيين في وجه ما يعتبره العالم ومنظمات دولية بارزة انتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي، مع زيادة الضغط الدولي على الكيان، وقد تؤدي هذه الأحداث إلى زيادة الضغط الدولي على تل أبيب لتغيير سياستها تجاه الفلسطينيين، سواء من خلال المطالبة بوقف العمليات العسكرية في قطاع غزة أو بتحسين الظروف المعيشية المأساوية للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، ناهيك عن التأثير على الصورة العامة للأحداث في فلسطين والكيان، حيث يؤدي تأجيل حفل الأوسكار والاحتجاجات المرتبطة به إلى كشف الصورة العامة للأحداث في المنطقة، ويظهر وضع غزة بأنها قضية حقوق إنسان وسياسية تستحق اهتمام العالم بأسره، ما يزيد من الضغط على السلطات الإسرائيلية ويكشف إرهابها، وبهذه الطريقة، يمكن أن يكون لتأجيل حفل الأوسكار والاحتجاجات المرافقة له تأثيرات سلبية على الكيان الإسرائيلي على المستوى الدولي والعام، ويعزز الضغوط على الكيان للتحرك نحو حلول سلمية للصراع، بعد مئات المجازر الجماعية.