الوقت - كتبت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن "إسرائيل" تسعى إلى تدمير حماس وقتل قادتها والعديد من قواتها العسكرية، ومع ذلك، سيكون من الصعب للغاية تدمير حماس، ويمكن أن تنمو مرةً أخرى.
إن فكرة المقاومة هي أكثر من مجرد منظمة، إنها استخدام العنف لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وغزة، وتدمير "إسرائيل" في نهاية المطاف، ويقتنع العديد من الفلسطينيين بهذا الاعتقاد، فضلاً عن حزب الله في لبنان، وإيران، وجهات فاعلة إقليمية أخرى.
لقد أيقظ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول العديد من الفلسطينيين ومعظم العالم الإسلامي، وتتزايد نسبة التأييد لهذا الهجوم، حتى وصلت إلى أكثر من 80% في الضفة الغربية.
وكان رد فعل "إسرائيل" والمستوى المرتفع من الخسائر في صفوف المدنيين، سبباً في تبرير أسلوب حماس من بين العديد من الأساليب المتبعة في المنطقة.
في قطاع غزة، إن حماس أو أي جماعة مقاومة أخرى، لديها أرض خصبة للنمو؛ وهو في حد ذاته عامل ومشكلة مهمة على المدى الطويل، لأن ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، هم تحت سن 18 عامًا.
وخارج قطاع غزة، توفر هذه الرواية الدعم لإيران وغيرها من أعداء "إسرائيل"، وهذه القضية تجعل الأمر أكثر صعوبةً بالنسبة للدول الصديقة لـ "إسرائيل" في العالم العربي.
لقد أجبرت أزمة الثقة في النظام الإسرائيلي، العديد من الإسرائيليين الذين يعيشون في الجنوب بالقرب من حدود غزة، على مغادرة منازلهم، کما أدت نيران حزب الله شبه المستمرة بالصواريخ وقذائف الهاون في الشمال، إلى نزوح عشرات الآلاف الآخرين. حيث يعيش الآن ما مجموعه 250 ألف إسرائيلي بعيداً عن بيوتهم.
ونظراً لفشل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حيث فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في اكتشاف الهجوم والتحذير منه، وفشلت القوات الإسرائيلية في الدفاع عن المجتمعات القريبة من غزة، فمن الصعب أن نتصور الردع.
في جنوب غزة وبالقرب من غزة، فإن استعادة الثقة تتطلب هزيمة حماس الشاملة والواضحة، وفي الشمال، قد تحتاج "إسرائيل" إلى نشر أعداد كبيرة من القوات على كل جبهة، وتجهيز كل منطقة سكنية بقدرات إضافية للدفاع عن النفس.
ومثل هذه التدابير مكلفة وصعبة بشكل خاص بالنسبة لـ "إسرائيل"، لأن جيشها يعتمد على الاحتياطيات، ما يجعل من الصعب الحفاظ على جيش في حرب طويلة الأمد.
والأسوأ من ذلك كله، هو أزمة الثقة في النظام السياسي الإسرائيلي، قبل 7 تشرين الأول (أكتوبر)، كانت "إسرائيل" مجتمعاً منقسماً إلى حد كبير، مع انقسامات واختلافات حادة بين المجتمعات الدينية والعلمانية، بين العرب الإسرائيليين واليهود الإسرائيليين، وبين اليهود الأوروبيين واليهود الذين هاجروا إلى "إسرائيل" من الدول العربية.
وقد تسببت حكومة نتنياهو في جعل "إسرائيل" أكثر استقطاباً، من خلال إدخال شخصيات يمينية متطرفة في الحكومة، ومن خلال إضعاف استقلال القضاء.
ومن ناحية أخرى، فإن الحرب الشاملة مع حزب الله تشكل كارثةً بالنسبة لـ"إسرائيل"، لدى هذه المجموعة اللبنانية مقاتلون أكثر مهارةً وخبرةً من حماس، فهي تمتلك ذخائر دقيقة التوجيه، والتي تتضاءل ترسانة حماس من الصواريخ وقذائف الهاون بالمقارنة معها.
ولا تستطيع السلطة الفلسطينية إدارة الأمن في الضفة الغربية من دون مساعدة كبيرة من "إسرائيل"، ومن المؤكد أن غزة ستشكل تحدياً أكبر بكثير بالنسبة لها، ومع ذلك، لا يوجد خيار أفضل.
کما تتزايد الانتقادات الدولية للحملة الإسرائيلية، إذ تعتمد "إسرائيل" على الولايات المتحدة في الحصول على الذخيرة، وقتل المدنيين يجعل "إسرائيل" أكثر عزلةً دولياً، ومن دون الدعم العسكري الذي تحتاجه.