الوقت - كتبت صحيفة نيويورك تايمز إن النقاد داخل "إسرائيل" وخارجها أثاروا مسألة ما إذا كان هدف تدمير حماس، باعتبارها منظمةً متجذرةً، هدفاً واقعياً.
منذ صعود حماس في عام 1987، نجت الجماعة من محاولات متكررة لتدمير قادتها، ولقد تم تصميم هيكل حماس بطريقة تمكنها من استيعاب مثل هذه الحالات الطارئة.
إن التكتيكات التدميرية التي تتبعها "إسرائيل" في حرب غزة، تنطوي على خطر دفع قطاعات أكبر من السكان في هذه المنطقة إلى التطرف، وانضمام قوى جديدة إلى حماس.
ويقدر المحللون أن أفضل نتيجة يمكن أن تحققها "إسرائيل"، هي تقليص قدرات حماس العسكرية علی تنفيذ هجوم متكرر مدمر مثل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن حتى هذا الهدف المحدود يعدّ مهمةً صعبةً.
ويقول الخبراء إن حماس تضرب بجذورها في أيديولوجية مفادها بأن سيطرة "إسرائيل" على الأراضي الفلسطينية يجب أن تنتهي بالقوة، وهو الموقف الذي من المرجح أن يستمر.
ويقول أحد كبار المحللين الفلسطينيين في مجموعة الأزمات الدولية: "طالما أن هذه الخلفية موجودة، فسوف نتعامل مع شكل ما من أشكال حماس، هذا وهم محض".
قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل حوالي 8 آلاف من مقاتلي حماس، الذين يقدر عددهم بـ 25 ألفاً إلى 40 ألفاً، لكن ليس من الواضح كيف تم التوصل إلى هذا التقدير، وفي بعض الأحيان ينشر الجيش الإسرائيلي تقارير إيجابية عن التقدم.
لكن بنيامين نتنياهو اعترف يوم الأحد الماضي بأن الحرب "كلفت إسرائيل غالياً"، وذلك بعد أن أكد الجيش مقتل 15 من جنوده خلال الـ 48 ساعة الماضية، کما أن الصواريخ لا تزال تُطلق على الکيان الإسرائيلي يومياً من جنوب قطاع غزة.
وانتقد مايكل ميلشتاين، ضابط المخابرات الإسرائيلي الكبير السابق، الادعاء بأن البعض يصور حماس على وشك الانهيار، وقال إن هذه التصريحات يمكن أن تخلق توقعات خاطئة، وأضاف ميلشتاين: "لقد ظلوا يقولون منذ فترة أن حماس تسقط، لكن هذا ليس صحيحاً، نواجه كل يوم معارك ضارية".
وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي يقول إنه دمّر ما لا يقل عن 1500 نفق، إلا أن الخبراء يعتقدون أن البنية التحتية لحركة حماس تحت الأرض، ظلت سليمةً تقريباً.
هذه الأنفاق، التي تم بناؤها خلال خمسة عشر عامًا، واسعة جدًا لدرجة أن طولها يصل إلى مئات الأميال، وقد أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم "مترو غزة".
ويقول جيورا إيلاند، اللواء المتقاعد والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن حماس أثبتت قدرتها على استبدال قادتها وغيرهم من الذين قُتلوا بسرعة، بأشخاص يتمتعون بنفس القدر من القدرة والتصميم.
ويضيف: "من الناحية المهنية، يجب أن أعطي درجةً مناسبةً لمرونتهم وصمودهم، لا أرى أي مؤشرات على انهيار قدرات حماس العسكرية، أو قوتها السياسية لقيادة غزة".
ولم تتمكن سلسلة من الاغتيالات الإسرائيلية الماضية ضد عدد من القادة السياسيين والعسكريين والدينيين في حماس، من إضعاف هذه المجموعة أيضًا.
لقد فازت حماس بالسيطرة على غزة في انتخابات فلسطينية حرة أجريت في عام 2006، وما زالت العمليات التي يقوم بها الجناح العسكري لحماس، وحدات القسام، غامضة.
هذه الوحدات مصممة لمواصلة العمل حتى لو دمّر الکيان الإسرائيلي أجزاء منها، وتنقسم وحدات القسام جغرافياً، وتتمركز كتائبها الخمس الرئيسية في شمال غزة، ومدينة غزة، ووسط غزة، ومدينتين جنوبيتين هما خان يونس ورفح.
ووفقاً لمحللين ومسؤولين استخباراتيين وعسكريين سابقين، تم تقسيم كتائب القسام إلى مجموعات قتالية أصغر فأصغر للدفاع عن كل حي، وتشمل بعض هذه الوحدات المتخصصة وحدات مضادة للدبابات، ووحدات أنفاق، وفرعًا جوياً كانت طائراته دون طيار وطائراته الشراعية عنصرًا مهمًا في هجوم 7 أكتوبر.
يقول إليوت تشابمان، محلل شؤون الشرق الأوسط في شركة جينز للاستشارات العسكرية: "إن محاولة تدمير حماس بالكامل تتطلب قتالاً من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل، وإسرائيل ليس لديها الوقت ولا القوة البشرية للقيام بذلك".
إن حجم الحرب الإسرائيلية ربما يدفع الجيل الجديد من الشباب في غزة إلى التطرف، وحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة، فقد استشهد حتى الآن أكثر من عشرين ألف إنسان في غزة.
کما أظهر استطلاع جديد أجراه المركز الفلسطيني للسياسات والتحليل، أن معظم المشاركين في الاستطلاع يؤيدون هجوم حماس على الکيان الإسرائيلي. کذلك، ارتفعت نسبة التأييد لحماس في غزة من 38% إلى 42% منذ بداية الحرب.