الوقت - قال "علي عبدي" الخبير في تطورات غرب آسيا عن عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية تحت عنوان "طوفان الأقصى" وإنجازاتها: إن الضربة التي وجهتها هذه العملية للکيان الصهيوني كانت خطيرةً ومهمةً، لدرجة أنها تركت هذا الکيان في حالة من الصدمة والذهول، ولم يستفق الکيان الصهيوني من الصدمة بعد، وهذه المسألة واضحة تماماً.
هذا الخبير في تطورات غرب آسيا اعتبر انهيار العقيدة العسكرية للكيان الصهيوني أهم إنجاز لعملية طوفان الأقصى، وأوضح: التصرفات المرصودة من الکيان الإسرائيلي هي ردود أفعال غريزية تماماً، ردود الفعل هذه لا تستند إلى خطة واستراتيجية واحدة ومحددة، لأن الکيان تفكك داخلياً بشكل كامل، وتعرض لأضرار جسيمة على مستوى الهياكل الدفاعية العسكرية، ولذلك، في الوضع الحالي، نرى سلوكاً أعمى من الکيان الإسرائيلي ليظهر أنه لا يزال متماسکاً.
وأضاف: "هذه القضية تشبه رجلاً متغطرساً في حيٍّ ما يفرض رأيه علی الجميع ويظلمهم، وفجأةً يأتي شاب يبلغ من العمر 17-18 عامًا ويضربه بشدة، لدرجة أن المتغطرس يسقط في الحفرة ويخرج منها مصدومًا ولا يعرف ماذا يفعل، إنه يعربد فقط ليتمالك نفسه لأنه فقد سمعته وفهم الجميع أنه "ملك عارٍ"، وكان التأثير المهم لعملية طوفان الأقصى أنها أظهرت أن الملك عارٍ.
وقال هذا المحلل للتطورات في فلسطين، في إشارة إلى العملية التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية قبل عامين تحت اسم "سيف القدس": لقد شهدنا هذه التصرفات العمياء في عملية سيف القدس، كان بنيامين نتنياهو في ذلك الوقت رئيساً لوزراء الكيان الصهيوني، والسمة الواضحة لحكومة تل أبيب في عملية سيف القدس هي أن استراتيجيتها السياسية والعسكرية لم تكن واضحةً، وقد أدى هذا الارتباك إلى فشل الکيان الإسرائيلي في عملية سيف القدس.
وأضاف: والآن توجد هذه المسألة بشكل أكثر خطورةً، لأن العقيدة العسكرية للكيان الصهيوني انهارت تماماً، وتعرضت هياكله العسكرية الدفاعية والأمنية للخزي والضرر الشديد، وهو على وشك الانهيار.
وذكر علي عبدي أن العقيدة العسكرية للكيان الصهيوني تقوم على أربعة مبادئ، وقال: المبدأ الأول هو الردع، وهذا يعني أنه يجب أن يكون لـ"إسرائيل" تفوق عسكري على العدو من حيث الهيمنة، والمبدأ الثاني هو التحذير، بمعنى أن الإشراف الاستخباري الإسرائيلي يجب أن يكون بحيث يجعل تل أبيب تعلم مسبقاً القرار الذي يريد الطرف الآخر اتخاذه.
وتابع: المبدأ الثالث هو نقل الأزمة أو منطقة الحرب إلى أرض العدو، والمبدأ الرابع هو الضربة الأولى، وهذا يعني أن على الکيان الصهيوني أن يوجّه الضربة العسكرية الأولى للعدو، والآن رأينا أن كل هذا كان موضع تساؤل وشك في عملية طوفان الأقصى.
وقال عبدي: في عملية طوفان الأقصى، تم تدمير الإشراف الاستخباري للکيان الصهيوني، ولم يكن هناك إشراف استخباراتي على الإطلاق، وبحسب العقيدة العسكرية الإسرائيلية فإن الحرب يجب أن تمتد إلى أراضي العدو، أما في عملية طوفان الأقصى فقد امتدت الحرب إلى أراضي الکيان الصهيوني، ولم يكن هناك أي ردع على الإطلاق، فقد دخل مقاتلو الفصائل الفلسطينية إلى المستوطنات الصهيونية واستولوا عليها وأخذوا معهم إسرائيليين أسرى، وفي هذه الأثناء، وجهت فصائل المقاومة الضربة الأولى للکيان الصهيوني، وبالتالي فإن التأثير الأهم لعملية طوفان الأقصى هو التدمير الكامل للعقيدة العسكرية الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بالنزاع الحدودي الأخير بين لبنان والكيان الصهيوني، قال: حزب الله يريد أن تستمر الحرب بطريقة تمكنه من الدخول والقضاء علی الکيان الصهيوني، ولا يوجد سوی هذا التحليل، وكما قلت من قبل، الملك عارٍ، لقد فهم الجميع هذا.، لقد كان حزب الله يعرف ذلك، لكنه ثبت الآن للجميع.
وأوضح هذا الخبير في تطورات غرب آسيا عن انتهاء المعركة الحالية بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني: لا نعرف حتى الآن مطالب الفصائل الفلسطينية، لكن أعتقد أن الجهة التي صممت ونفذت مثل هذه العملية (طوفان الأقصى)، لا بد أن تكون لديها خطة لإنهائها، والآن أصبحت الورقة الرابحة في أيدي فصائل المقاومة الفلسطينية، ولا تزال المستوطنات الصهيونية في أيدي المقاومين، وهناك بعض الأسرى الإسرائيليين الذين لم يعرف عددهم بالضبط بعد، أنتم تعرفون حجم التنازلات التي تمكن حزب الله اللبناني من الحصول عليها من تل أبيب مقابل إطلاق سراح سجينين إسرائيليين في عام 2006، فتخيلوا الآن أن مئة أسير إسرائيلي في أيدي حماس، فكم عدد التنازلات التي يمكن أن تحصل عليها هذه الحركة الفلسطينية؟
وأكد أن الورقة الرابحة في أيدي المقاومة الفلسطينية، وقال: في الوضع الحالي فإن المقاومة غير مستعدة للجلوس على طاولة المفاوضات، وتشعر أن لديها فرصة لمهاجمة الکيان الصهيوني الآن، لذلك، بعد أن وجّهت ضرباتها لهذا الکيان، ستجلس على طاولة المفاوضات.
وأضاف: بشكل عام، يبدو أن المستقبل للمقاومة، وعملية طوفان الأقصى هي جزء من حدث جديد يمثّل أن "إسرائيل" لن تكون "إسرائيل" القديمة، وبهذه العملية تغيرت معادلات فلسطين المحتلة وسوريا وغرب آسيا تماماً.
وقال: كما أن حرب أوكرانيا جعلت النظام العالمي لا يعود أبداً إلى ما كان عليه قبل هذه الحرب، فإن عملية طوفان الأقصى جعلت المعادلات الإقليمية لا تعود أبداً إلى ما كانت عليه قبل هذه العملية، لكننا سنرى أولى آثارها بعد الخروج من الصراع، ونكتشف ما فعلته عملية طوفان الأقصى بالکيان الإسرائيلي.