الوقت - أثارت صحيفة "همبرغر أبيند بلات" الألمانية في مقال يشير إلى اجتماع مجموعة العشرين الأخير في نيودلهي، التساؤل عن سبب تعرض دور قيادة الغرب للخطر.
وكتب صاحب المقال: أظهر اجتماع مجموعة العشرين في الهند، أن قوة الغرب وخاصةً ألمانيا آخذة في التراجع، وهناك نجم جديد.
وتابع: في ختام قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، قام المستشار الألماني أولاف شولتز بشيء يجعله يبدو رائعاً، لقد أثبت نفسه كبهلواني في العلاقات العامة، وفنان في تعبئة التسويات غير الملموسة، التي تحتوي على العديد من الكلمات الجميلة والأشرطة الملونة، وفي نفس الوقت محتويات قليلة، حيث أشاد شولتز بقمة الغرب الصناعي وأكبر الدول الناشئة، ووصفها بأنها "اجتماع قرارات".
وفي هذا الاجتماع، لم يتم دعم نسخة المناخ التي أرادها المستشار الألماني في الواقع، وعلى عكس اجتماع مجموعة العشرين في بالي في نوفمبر 2022، لم تتم إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا صراحةً، كما أن الإشارة إلى "السلامة الإقليمية" الواردة في البيان الختامي لا معنى لها، لأنه يمكن تفسيرها حسب المصلحة في التفسير.
ويستطيع الغرب أن يؤكد أن هذا يعني سيادة أوكرانيا ضمن حدود عام 1991، وبوسع روسيا أن تختبئ وراء الادعاء بأن المناطق الأربع التي ضمتها في أوكرانيا، إضافة إلى شبه جزيرة القرم، سوف يتم الاعتراف بها، وتؤكد الصين أن تايوان - التي تصنفها بكين مقاطعةً انفصاليةً - تابعة لجمهورية الصين الشعبية.
ويضيف المقال: إن خط السكك الحديدية والشحن بين أوروبا والشرق الأوسط والهند، والذي أُعلن عنه بصوت عالٍ على هامش قمة مجموعة العشرين، يشكل في الواقع اعترافاً بأن الغرب تصرف بعد فوات الأوان، وبينما تحتفل الولايات المتحدة وأوروبا بالمشروع باعتباره خطوةً كبرى إلى الأمام في مجال التجارة، فإن الصينيين يفركون أيديهم بهدوء، لقد كانوا موجودين في المنطقة لسنوات، حيث قاموا ببناء الطرق والمطارات والموانئ البحرية والسكك الحديدية، وقاموا بأعمال تجارية رائعة.
وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وشركاء آخرون على هامش قمة مجموعة العشرين، رداً على نفوذ الصين المتزايد، أنهم يريدون التواصل بشكل أفضل مع بعضهم البعض، من خلال مشروع كبير للسكك الحديدية والشحن.
ويتابع المقال: يجب على الغرب أن يقبل في موقفه الانتقادي، أن اجتماع مجموعة العشرين الأخير يشير إلى نظام جديد في العالم، وتوازن القوى يتغير، وفي هذا الاجتماع، أكدت الهند المضيفة على دورها كنجم صاعد في الساحة السياسية والاقتصادية الدولية.
وفي إشارة إلى قبول الاتحاد الأفريقي في اجتماع مجموعة العشرين، كتب المؤلف أيضًا: كانت هذه المنظمة في البداية منصةً للاقتصادات الناشئة في طريقها إلى أن تصبح دولًا صناعيةً، ومن المؤكد أن هذا لا يشمل دولًا مثل إريتريا أو النيجر أو جنوب السودان، ولكن في المستقبل، من المرجح أن ينضم الاتحاد الأفريقي إلى صفوفه بشكل أوثق مع الصين (اقتصاديًا)، أو روسيا فيما يتعلق بالتسلح في نادي مجموعة العشرين.
وتابع الكاتب: لا بد من القول بوضوح إن دور الغرب الذي هيمن على السياسة والاقتصاد الدوليين لعقود من الزمن بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح في خطر، إن نسبة السكان والإنتاج الاقتصادي لهذه الكتلة تتناقص باستمرار على نطاق عالمي، ودول مثل البرازيل ونيجيريا والهند تزيد ثقلها، علاوةً على ذلك، فإن الأنظمة الاستبدادية آخذة في الارتفاع.
وسبب هذا أيضًا هو أن نموذج الغرب آخذ في التراجع، ومن المؤسف أن الوضع في ألمانيا يناسب هذه الصورة، ووفقاً لصندوق النقد الدولي، فإن هذا البلد، من بين جميع الدول الصناعية الكبرى، هو البلد الوحيد الذي سينكمش اقتصاده هذا العام، وحسب تقرير ARD Germany Trend، يصف 73% من المواطنين الوضع الاقتصادي لبلادهم بأنه أقل جودةً أو سيئ، و19% فقط من الشعب راضون عن أداء حكومتهم.
وجاء في مقال آخر بهذه الصحيفة الألمانية: لقد أظهرت قمة مجموعة العشرين أن العالم يعيد بناء نفسه، والهند وأفريقيا والجنوب العالمي يتقدم.
وكتب المؤلف كذلك: حتى في العام الثاني بعد هجوم روسيا على أوكرانيا، ألقت هذه الحرب بظلالها على اجتماع 20 دولة صناعية وأكبر الاقتصادات الناشئة، ولم تكن هناك قضية أخرى أكثر إثارةً للجدل في المفاوضات، من الفقرات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.
والحقيقة هي أن تصريحات أكثر وضوحاً حول أوكرانيا، على عكس العام الماضي، لم تكن ممكنةً، لأن التحالف الصيني الروسي كان أكثر مرونةً هذا العام مقارنةً بالعام الماضي، وحسب المشاركين، فإن بكين لم تقم بأي تحركات للضغط على روسيا.